معلوم أن الفساد دب لجميع القطاعات في المغرب ومنذ أكثر من ثلاثين سنة وكان قطاع التعليم القطاع المقاوم للفساد, لكن بعض الحالات النادرة وفي وقت وجيز خلقت بعض الفساد في ميدان يدب أهله عن الفساد ولا يقبلونه.
دب الفساد في قطاع التعليم فكانت الانتقالات في وقت مضى بالعطاء والتعيين بالعطاء رغم المقاومة التي كان يبديها رجال ونساء التعليم.
ومن بين مظاهر الفساد في قطاع التعليم الاكتظاظ في المكاتب الإدارية في النيابات والأكاديميات في حين تتعاقد الوزارة مع متعاقدين ليتولوا مهمة التدريس وفائض الأطر متكدس في النيابات والأكاديميات.
حاليا برزت للوجود مشاكل خلفها الفساد السابق في ميدان التعليم والتي منها وجود الأقسام في داخل المؤسسات فارغة والتلاميذ في الأقسام يتجاوز عددهم المعقول.
سأعطي مثالا حيا لمؤسسة عمومية تغطي ثلث مدينة كلميم تقريبا وهي مدرسة الحنصالي التي فيها اليوم ثلاث أقسام فارغة وجديدة ويسع كل منها فقط وعلى أقصى تقدير 40 تلميذا, وفي نفس الوقت يتواجد في المستوى الرابع مثلا عدد تلاميذ يتجاوز ما تسمح به مساحة القسم.
في أقسام الرابع ابتدائي في مدرسة الحنصالي عدد التلاميذ في كل قسم هو 42 تلميذا, والمشكلة هو أن أربعة مدرسين انتقلوا ولم يعوضوا وأضطرت الإدارة لغلق ثلاثة أقسام وكدست التلاميذ في أقسام أخرى لكي تحل المشكل.
وزارة التربية الوطنية ونيابة كلميم وأكاديمية كلميم فيها من الأطر الكفأة المميزة الكثير وأغلبهم رجال تعليم مميزين أنفقت الدولة مبالغ مهمة لتكوينهم ولهم خبرة في التعليم جد مهمة, لكنهم ألحقوا بالنيابة والأكاديمية ليمارسوا فيها مهام يمكن لمتعاقدات أن يمارسنها أحسن منهم ولا يمكن بالطبع للمتعاقد أن يمارس مهمة التدريس التي تكون عليها المدرسون والمدرسات.
لهذا وجب السعي لحل مشاكل التعليم بحلول جذرية لا ترقيعية, ولا يصح أن يكدس في مكتب في النيابة وفي الأكاديمية ثلاث إلى أربع من خيرة رجال التعليم ونكدس في نفس الوقت في كل قسم أكثر من أربعين تلميذا نطلب من مدرس أن يعلمهم.
يستحيل حاليا في ظل الوضعية الحالية أن يدرس مدرس أكثر من 30 تلميذا لأن السياسة التعليمية تغيرت وكانت للمدرس السلطة الأبوية على التلاميذ وحاليا أصبح المدرس دون مستوى الصديق للتلاميذ حيث لا يحترمونه ولا يخافون منه وأصبحت كثرتهم في القسم تشكل عائقا أمام تمدرسهم.
لهذا لا يعقل أن تسدد وزارة التربية الوطنية رواتب رجال التعليم ويلحقوا بالنيابات والأكاديميات ليمارسوا مهمة السكرتارية التي يمكن للمعطلات خريجات الجامعات ممارستها بكفاءة أكثر بالتعاقد وبنصف راتب رجال ونساء التعليم.
وجب الإسراع بإيجاد حلول جذرية للتعليم العمومي في المغرب, وقد تحقق بالفعل إرجاع بعض الهيبة للمؤسسة العمومية جراء بعض التزيينات على واجهاتها والتي تؤكد أن التلميذ بحق سيلج مؤسسة عمومية وفي السابق كان ينظر إليها وكأنه سيلج ملعبا ترابيا ليلهو فيه.
التحية والتقدير لكل الساهرين على تعليم شباب المغرب, والشكر والتقدير لمن تولوا تدرسينا نحن جيل السبيعينيات وفي ظروف جد مزرية لكنهم تحملوا واستطاعوا أن يتوفقوا في تعليمنا ما ينفعنا, فلهم منا كل التقدير والاحترام, مدرسن وأطرا مسيرة للمؤسسات التي درسنا فيها.
يا معالي وزير التربية الوطنية, وجب أن تتخذ قرارات صارمة تحل مشكلة التعليم من أصلها, ووجب إرجاع رجال التعليم الفائضين في الأكاديميات والنيابات إلى مهمتهم التي هي التدريس ليفيدوا ويستفيدوا بدل تركهم للملل في مكاتب مكتظة برجال تعليم كل منهم قادر على تنوير جيل من الشباب فينال الأجر في الدنيا والآخرة.
المتعاقدون وجب أن يوجهوا للعمل الإداري لا لمهمة التدريس, بدل ما يقع حاليا من تكليف المتعاقدين بأنبل مهمة وهي تنوير العقول وترك المميزون في التعليم في مكاتبهم نائمين شاخرين ناكتين بينهم ومتهاونين.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- احشم اسي عنوش
مواطن
نسي الكاتب ان يقول ان اكبر الفاسدين هم اصحاب التعليم اتساءل واقول مادايقوم به هدا الاستاد داخل القسم يكتب الاسئلة للتلاميد والاباء هم الدين يجيبون على الاسئلةفي المنزل هدا هو العمل الي يتقاضى عليه الاستاد اجره بالله عليكم هل هدا الاجر حرام ام حلال