|
|
شيزوفرينيا مغربية
أضيف في 17 يوليوز 2014 الساعة 26 : 16
شيزوفرينيا مغربية
يجمع الكثير من المهتمين بالحقل اﻻعلامي و الحقوقي ان دستور 2011 لم يخدم الاعلام الوطني بل يؤكد الكثير من المتتبعين على ان تراجعا مريبا مس الاعلام المغربي بعد إقرار الدستور الجديد .
و لم تكن الحكومة التي جمعت بين الاسلاميين و الشيوعيين و خليط أخر من الأحزاب غير المتجانسة ... قادرة على تحقيق قفزة نوعية في هذا الحقل الحساس و الخطير في نفس اﻵن رغم سفريات السيد الخلفي التي التهمت ميزانية السفر خلال ستة أشهر عوض السنة ، الغريب و الخطير أن منذ البدء بالعمل بالدستور الجديد ساهم الاعلام الرسمي في خلق حالة من الشيزوفرينيا لدى الشعب المغربي حيث اصبح يبشر و ينذر بمغربين مختلفين بينهما هوة شاسعة .
الاعلام المغربي يتكلم عن مغرب مزدهر يقوده ملك البلاد ، مغرب النماء و التطور و الانجازات العظيمة يدشنها عاهل البلاد في كل مدينة و قرية ، مغرب لا يعرف الكساد ، يتاسس هذا المغرب بواسطة البيعة الشرعية التي تربط بين العرش و الشعب ، بيعة تعد من ثوابت الامة و لها سند ديني قوي ، استطاعت أن تحقق الإجماع و تتجاوز الصراعات الحزبية الضيقة .
المغرب اﻵخر ، هو مغرب الأزمة و الفقر تعطلت فيه جل المجالات الحيوية ، التعليم معطل يغادره اﻵلاف سنويا من الاطفال و الشباب . الصجة عليلة محتاجة الى الأكسجين و لعل الفيديو الاخير الذي انتشر في المواقع الاجتماعية عن نساء يفترشن الكارطون بمستشفى ابن سينا يعكس الوضعية الحقيقية للصحة بالمغرب ، الشغل عملة صعبة جعل من وزارة الشغل مجرد لوحة سريالية في معرض حكومة لم تكن على موعد مع انتظارات الطبقات الشعبية ، حكومة تقودها شخصية دونكيشوتية ابدعت في معاركها مع التماسيح و العفاريت ، بقدر ما أضحكت المغاربة ، أبكتهم أيضا عندما ألهبت جيوبهم و أشعلت النار في أسعار ما يحتاجونه يوميا .
لا يرتبط المغاربة بعقد البيعة مع حكومتهم بل يرتبطون معها بعقد الديمقراطية و صناديق الاقتراع. المغاربة و بفعل توجيه الاعلام اصبحوا يعيشون شيزوفرينيا حقيقية بين مغربين متناقضين . مغرب يقوده ملك البلاد يحقق اجماعا و يحقق انتصارات حقيقية و مغرب تقوده حكومة بنكيران حققت العجز و كرست التناقض حينما مست القدرة الشرائية في العمق بزيادات متتالية في الاسعار و تهديد حقيقي لطبقات عريضة من المجتمع و اجهاز تام على الطبقة المتوسطة .....و لكن باختصار ..ان هذه الشيزوفرينيا ستقود المغرب نحو كارثة بدأت تطفو تجلياتها على سطح الواقع كفقدان الثقة في الديمقراطية و شيطنة صتاديق الاقتراع و ابتعاد الغالبية الغالبة عن العمل السياسي . ممارسات تتعمق يوما بعد يوم قد تصل الى درجة الاعتقاد بعدم حاحتنا لحكومات لا تتقن الا فن تعميق جراح المغاربة...
عبد المجيد طعام
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|