هي حالة من لا وعي سادت معظم أفراد سيارات النقل من الحجم الصغير بمدينة أزيلال ،وزملائهم من شكل آخر أفراد سيارات نقل البضائع مع الأشخاص المعروفة اختصارا بالهوندات ، هي حالة من الارتباك والفوضى في احترام القانون و الخضوع له وتطبيقه ، و مخالفته والخروج عنه ، وهو جوهر هذه النازلة حيث خالف ويخالف أرباب هذان الصنفان القانون ،وبخلق قانون خاص يغرد خارج السياق ،ولا يتماشى والإجماع وإرادة المواطنين ..
أرباب هاذين الصنفين بازيلال التابعين لنقابتين ،منذ زمن طويل وهم في صراع وجدال حول أحقية نقل الأشخاص ، حيث يتهم صنف النقل الصغير بينما هو الكبير بين قوسين أرباب الهوندات بنقل ما يزيد عن فرد واحد ، معللين أن مهامهم هي لنقل البضائع لا غير ، وهم من لهم الأحقية بنقل ثلاثة أشخاص مع بضائعهم ، من جهتهم أرباب الهوندات يتسائلون: كيف يعقل أن يقلوا بضاعة فرد ويرشدونه ليركب الطاكسي ..؟ ، ومتشبتون أيضا بنقل ثلاثة أشخاص ومعللين ذلك بثقل التكاليف المتطلبة لصيانة السيارة وغيرها من الرسوم ..
هي إذن حالة من السجال والجدال المستمر بين صنفين وأحيانا بين صنف الطاكسيات وأصناف أخرى ، عشوائية لم تتوقف عند هذا الحد ، إذ تحولت قبل مطلع هذا الأسبوع إلى نهج صيغ أخرى تضرب القانون عرض الحائط ، فمن إزالة العلامات الدالة و تخبط المواطن الراكب وحيرته أهي سيارة طاكسي صغيرة أم سيارة خطاف ، إلى نقل الهوندات أيضا لأكبر عدد ممكن من الأشخاص ، وما إلى ذلك من تبادل البيانات والبلاغات والاحتجاجات باسم النقابتين...الخ .
فإصدار البيانات وتنظيم الوقفات الاحتجاجية باسم النقابتين هي سابقة من نوعها ، وبات من السمات والأنماط بهدف الضغط لوقف تطبيق القانون بصدد المخالفات والتجاوزات المرتكبة من هذان الصنفان أو صنف آخر ودون انتظار بث العدالة وتطبيق القانون ، وفي استعمال واضح لمبدأ " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " ، وهو ما يستشف من الوقفات الاحتجاجية المنظمة قبالة المنطقة الإقليمية للأمن بأزيلال ، فما الجدوى المقتبس منها إلا احتجاج عن تطبيق القانون وترك المسطرة تأخذ مجراها بصدد الحالات الموقوفة من قبل الشرطة بأزيلال ، ولتقول العدالة كلمتها وبالتالي احترام القانون والامتثال له وتطبيقه وتكريسه ، فماذا يقول إذن أرباب صنف الطاكسيات من الحجم الصغير عن نقل مواطن كان بخير ولقدر الله توفي في تلك اللحظة وسبق أن أزلتم العلامات المفروضة قانونا من إطارات وغيرها الدالة على أنها سيارة صغيرة لا لخطاف ؟ فما معنى ذلك..؟ .
إن إصرار أرباب الطاكسيات الصغيرة على منع أرباب الهوندات من نقل أكثر من شخص واحد يستند على ضررهم المادي جراء ذلك لثقل التكاليف ، بينما الأغلبية الساحقة بأزيلال إن سألتهم سيجيبون أن الطاكسيات الصغيرة هي التي لا تتوقف عن النقل ذهاب وإيابا ، ولقلة عددها أحيانا تختفي ولا تجد مكانا لكثرة الإقبال عليها ،وكونها وسيلة مخلصة من تعب البحث عن النقل العمومي ، ولتكون بذلك الهوندات ووسائل أخرى سبلا خففت من غضب المواطن وهو بصدد البحث عن طاكسي ، و في وقت لم يتم التفكير بعد في إضافة أصناف نقل عمومي أخرى ، تريح المواطنين وتوفر مناصب شغل كالحافلات - الطوبيسات - مثلا ، فلما لا والمدينة عرفت امتدادا ونموا ديموغرافيا ملحوظا ...
من جانب آخر ، فالتسعيرة المعتمدة من الصنفين معا تسعيرة عشوائية ليست بعدادات مضبوبة أو مقننة، بل بأزيلال حسب مزاج صاحبها ، إذ ثمن 7 دراهم هي فقط للأماكن القريبة من مركز المدينة نهارا وليلا 10 دراهم ، فما عداها من أحياء المدينة التي تدعي بعدها وضعف البنية التحتية بها وكذا عدد الركاب المتوجه صوبها ، تسعيرات كما أشرت حسب مزاج صاحبها ، أتذكر أن أرباب الهوندات في عيد الأضحى السالف يستخلصون من الراكب عن الأماكن القريبة 20 درهما عن الخروف الواحد..
وللضرر المادي للمشتغلين بالطاكسيات الصغيرة على حد قولهم ، علمت ازيلال الحرة أن هذا الصنف وجه إلى ملاكي هذه الرخص رسالة موحدة في شكل بيان من النقابة المنضوون تحت لوائها ، مفاده ضررهم المادي وسيمتنعون عن تنفيذ التزام الأداء لصاحبها ، والملزم للطرف المشتغل بالرخصة ، مما دفع بهؤلاء الملاكين يضيف مصدرنا إلى التفكير في كيفية تخليصهم من ضررهم المادي ، وبسبلهم المتخذة ..، فما قول النقابتين من هذا ؟ أم النقابتين صارتا آليات لختم الاحتجاج على القانون ...؟؟ .
أزيلال الحرة / متابعة