لقاء سياسي مفتوح مع محمد بنسعيد آيت يدر بقلعة السراغنة
انعقد بمقرغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بقلعة السراغنة يومه السبت 10 ماي 2014 لقاء سياسي مفتوح مع المناضل محمد بنسعيد ايت يدر تحت عنوان″الرفيق المناضل محمد بنسعيد، مسار و مواقف″ . اللقاء كان من تنظيم مكتب فرع الاشتراكي الموحد بقلعة السراغنة، ويأتي بمناسبة الحكم الجائر الذي صدر في حق حميد مجدي و مناضلين آخرين : عمر ابوهو و بوسلهام النصري( السجن لمدة سنة نافدة) بسبب التهم الملفقة إليهم لكبح جماح أنشطتهم النقابية المدافعة عن حقوق الطبقة العاملة بمدينة ورززات. – انظر مختصر التهم و الحكم رفقته - .
حضر اللقاء عدد كبير من مناضلي الحزب بكل من فروع أزيلا ل ، بني ملال ، مراكش ، دمنات ، ايت عتاب ، تاملالت ، ورززات ، و الكتابة الجهوية للحزب بالدار البيضاء . بالاضافة الى عدد مهم من الهيئات النقابية و الحزبية الاخرى و خمس جمعيات حقوقية . وسجل حضور جميع المنابر الاعلامية المحلية بقلعة السراغنة بدون استثناء .
في تقديمه للقاء السياسي ، رحب مجدي باسم جميع رفاق الفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد بقلعة السراغنة بضيوف اللقاء بدون استثناء ، وعرج على نبدة مختصرة من مسار المناضل محمد بنسعيد ، مسار تاريخي يزيد عن سبعين سنة من الكفاح و النضال ، صنع خلالها مع رفاقه في الدرب العديد من المحطات التاريخية المهمة في هدا البلد ، تذوقوا فيها عبر مراحل متعددة من نضالاتهم ، مضطرين ، مرارة كل أنواع التنكيل و القسوة و التهديد و الارهاب النفسي بدءا من كفاحهم ضد الاستعمار في اطار الحركة الوطنية ، مرورا بنضالاتهم المريرة ضد السلطة المخزنية المقاومة لبناء مغرب الحداثة و المؤسسات الدستورية الديمقراطية القوية ، وليس انتهاء بالنضالات المستمرة مند الثمانينات من القرن الماضي الى اليوم من اجل بناء يسار موحد قوي قادر على فرض مزيد من الاصلاحات الكفيلة بتقدم المغرب نحو الديقراطية الحقيقية ، مغرب الكرامة و العدالة الاجتماعية و القضاء المستقل و حقوق الانسان.
الرفيق مجدي استنكر باسم رفاقه في فرع الحزب المنظم لهدا اللقاء السياسي ، استمرار مظاهر التآمر على المناضلين و محاكمتهم سياسيا ، و استنكر هجوم المخزن الكاسح ليلتف على حقوق الشعب المغربي و مكتسباته ، و يدمر علانية كل من رفض الاصطفاف الى جانبه ورفض الاستسلام لأخس تجارة – كما عبر عن دلك اللعبي – تجارة شراء و بيع الصمت . يحدث هدا في وقت – يضيف الرفيق – حرج للغاية تنعدم فيه الخدمات الاجتماعية الجيدة و تضرب فيه القدرة الشرائية للمواطن البسيط و يستشري فيه الفساد بشكل خطير لا يبشر بخير في ظل استمرار طقوس القمع و الطاعة : الآليات التقليدية و العتيقة للسلطة المخزنية الساعية الى تحويل البشر الى مجرد حيوانات أو آلات ، على حد تعبير سبينوزا.. و قبل أن يسلم الكلمة للرفيق بنسعيد ، أشار مجدي الى أن القضاء المغربي – حتى بعد دستور 2011 الدي يفتخر به المخزن – لا يمتقع عن مواصلة قمع المناضلين ضد مواقفهم الجريئة ، بل إنه يسعى الى ترسيخ فكرة سلبية في مخيلة الجماهير الشعبية ألا وهي أن التضحية و النضال هما مجرد وهم ، وضرب من الخيال و اليوتوبية المغرضة . يدكرنا هدا الموقف السلبي للسلطة اليوم بالمقولة الاستعمارية الساعية الى تيئيس الشعب المغربي المكافح آنداك: quand une disgrâce est inévitable ; le meilleur parti est de s’y soumettre avec résignation
واستشهد مجدي بتحليل مقتضب للاستاد ادريس بن علي الذي كان يؤكد على أن هده المواقف هي لعبة يمسك بخيوطها من فوق ، و يديرها من الاسفل قياديو "الطنجرةالمخزنية "بقطع الطريق على المناضلين الملتزمين التواقين الى خلق لعبة سياسية حرة و نزيهة و الذين تم إقصاؤهم من مقررات التاريخ بالمغرب .
المناضل بنسعيد توجه بالشكر الجزيل في بداية مداخلته التي استغرقت ساعة و 15 دقيقة، الى مكتب فرع الاشتراكي الموحد بالسراغنة والى جميع الحاضرين في اللقاء ، و افتخر بدور المدينة في المقاومة السياسية و مقاومة الاستعمار الفرنسي و بمواجهة الاقطاع بكل من دمنات و مراكش ودلك بأمثلة تاريخية منتزعة من تاريخ المنطقة وقتئد .
و ذكر أن المنطقة أعطت الكثير من الرجال المتشبثين بروح الاستقلال ، و كانوا روادا في حركة التحرير ، و حاملي راية الفكر التقدمي و الحداثي بالجامعة في ما بعد ، و خص بالذكر المناضل الشهيد عبد السلام المؤذن الدي كانت جريدة أنوال المجيدة تشهد على مواقفه الجريئة و النيرة عبر مقالات توجيهية مهمة . المنطقة – يضيف الرفيق بنسعيد – كان لها دور بارز في المعارك الاجتماعية ، و المعارك من أجل الديمقراطية و المؤسسات الدستورية .
وعرج بعد دلك بفكر الحاضرين الى التفصيل في العديد من الجوانب السلبية و الايجابية من تاريخ المغرب مند الثلاثينات الى اليوم . ذاكرة نيرة ، قوية ، مدققة في الأسماء و الأماكن ، و موغلة في التفصيل الممل للأحداث التاريخية الهامة التي عرفها المغرب و عاش لحظاتها الصعبة جيل من رواد الحركة الوطنية و النضال السياسي لما بعد الاستقلال . هدف التفاصيل المملة – يقول بنسعيد – هو محاولة تمكين الجيل الحالي من معرفة بعض الخبايا و الأحداث الجزئية الهامة التي لا يحب الآخرون الكشف عنها لطمس بعض الحقائق المرتبطة ببعض المحطات الحاسمة التي تمخضت عنها نتائج أثرت على المسار الديقراطي و المجتمعي بالمغرب لمدة طويلة ..
ذكر المحاضر بالكثير من المواقف البطولية لرجالات المقاومة و جيش التحرير في النصف الاخير من الخمسينات ، ثم فصل في المعركة من أجل مجتمع ديمقراطي مبني على مؤسسات قوية لما بعد الاستعمار ، و تحدث عن سلبيات الدستور الممنوح لسنة 1962 ، الذي لم تشارك فيه القوات السياسية و لا الكفاءات المغربية ، فغابت صلاحيات المواطن لحساب صلاحيات السلطة المخزنية و الكومبرادور ، فقمعت الوجوه المناضلة الرافضة و فتحت أبواب الانتهازية للموالين لقرارات القصر .
بعد شرح مستفيض للاحتقان الاجتماعي و المناخ السياسي الذي بلغ أوج درجات الاضطراب خلال مرحلة الستينات و ما بعد اختطاف بن بركة ، استمر بنسعيد في تفسير و تحليل بعض الأحداث المرتبطة بفترة السبعينات ، التي لم تخرج عن نطاق سابقتها في القمع الشرس عن طريق الاعتقالات الواسعة و المحاكمات الصورية التي كانت تتراوح بين 5 و 30 سنة و الإعدام غيابيا. و لم يفته أن يشير إلى حل جيش التحرير و انتفاضة الريف وخصوصا الموقف المتخاذل للدولة المغربية تجاه مشكل الصحراء و مدينتي سبتة و مليلية في فترة من الفترات التي أوقفت فيها سلطات القصر المفاوضات مع اسبانيا بشأن المدينتين السليبتين ، بعد أن كانت قد فتحت النقاشات حولهما في عهد حكومة عبد الله ابراهيم . فترة السبعينات أيضا هي زمن خلق الأحزاب المزيفة و الادارية الموالية . وضع فرض على بعض الوجوه المناضلة حينئد و لو من بعيد بسبب المتابعات و الملاحقات ، التفكير في توسيع نقاشات العمل الوحدوي بين مكونات اليسار آنداك ..
مسار التفكير في خلق الوحدة كان طويلا و شاقا يضيف الرفيق ، و امتد على فترات طويلة من الثمانينات حين شاركت منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في تحمل المسؤولية البرلمانية و طرحت خلالها مواقف جريئة و متقدمة في عملية الاصلاح السياسي و الديمقراطي بالمغرب ، ثم التسعينات حين تم إعلان تشكيل الكتلة الديمقراطية ، و ليس انتهاء بالقرار الجريء والطامح إلى تجميع مكونات اليسار بإعلان الاندماج سنة 2002 و تقديم وثيقة الإصلاحات الدستورية إلى القصر سنة 2006 ووصولا إلى خلق فدرالية اليسار الديمقراطي الحالية . مسار يبين بالملموس الدور الفعال الذي لعبته بعض الوجوه الداعية إلى توحيد اليسار رغم بعض الخلافات المرتبطة في فترة من الفترات بالاستعداد أو عدمه بتحمل المسؤوليات في مختلف دواليب الدولة بغرض ممارسة سياسة إصلاحية من خلال التواجد الفعلي ببعض مراكز القرار الإداري .
اليوم – يضيف الرفيق بنسعيد - "نحاول إعادة قراءة تاريخ المقاومة و الحركة الوطنية مرورا بالصراع مع السلطة و القصر ، نقوم بهدا كله في مركز بنسعيد ايت يدرللدراسات و الابحاث ، من أجل تمكين الجيل الحاضر من فهم تاريخ المغرب و استيعاب مراحله الحاسمة في أدق تفاصيلها ."
الرفيق تحدث عن دور حركة 20 فبراير في المغرب ونضالاتها الخالدة رغم لحظات الانتكاس ، وأكد أن الحركة لم تمت كما يدعي خصومها بل إنها لمستمرة في نضالها و طرح مواقفها الجريئة من أجل ملكية برلمانية تضمن حقوق الشعب المغربي في العدالة الاجتماعية و القضاء المستقل و العيش الكريم..
في الأخير ، لم يكن بوسع المناضل بنسعيد سوى التوجه بالاعتذار لكل الحاضرين عن إنهائه لمداخلته تحت إكراه الوقت ، فاسحا المجال أمام المتدخلين لطرح أسئلتهم و استفساراتهم و حتى تعقيباتهم التي كانت مفيدة للغاية . لكن ، و قبل دلك ،توجه الرفيق بكلمة إلى وزير العدل و الحريات يذكره فيها بخطورة الأساليب التي تنتهجها السلطة القضائية ضد المناضلين ليس فقط لكونها تكرس المبدأ السلبي لرفض الرأي المضاد في زمن المجهودات التي تبدل من أجل إصلاح منظومة القضاء ، و لكن لأنها تضر بسمعة المغرب و المغاربة . و دعاه في الأخير إلى العزوف عن إصدار هكذا أحكام صورية لا تمت لاستقلالية القضاء بصلة .
بعد أخد صور تذكارية مع الرفيق المناضل بنسعيد ، قدمت للأخير هدايا رمزية امتنانا و تقديرا لمساره النضالي الحافل .
المسلك سعيد .
مختصر التهم و الحكم ضد الرفيق مجدي و رفيقيه في النضال
أصدرت محكمة الاستئناف بورزازات حكمها يوم 6 ماي 2014 على الرفيق حميد مجدي ( الكاتب العام للحزب الاشتراكي الموحد بقلعة السراغنة حاليا و نائب الكاتب العام لمكتب الاتحاد المحلي للكدش بورزازات سابقا) بسنة سجنا نافذ و 500 درهم غرامة مالية و على الرفيقين عمر اوبوهو ( الكاتب العام للحزب الاشتراكي الموحد و الكاتب العام لمكتب الاتحاد المحلي للكدش بورزازات) و بوسلهام نصري ( أمين المال بمكتب الاتحاد المحلي للكدش سابقا ) بستة أشهر سجنا نافذ و غرامة مالية بقيمة 500 درهم و تحميل الأضناء الصائر مجبرا في الأدنى. و ذلك بتهمة التهديد و إحداث أضرار بأموال منقولة للغير. و قد سبق للمحكمة الابتدائية بورزازات أن برأتهم من جميع التهم المنسوبة إليهم بتاريخ 25 أبريل 2013.
و يتعلق الأمر بإقحام أعضاء مكتب الاتحاد المحلي للكدش بورزازات عنوة في ما يعرف بالصراع المفتعل بين الطاكسيات الصغيرة و الكبيرة أواخر سنة 2011، و الذي يعد من بين أولى المؤامرات ضد نقابة الكدش بورزازات و مناضليها...