الاغتناء السريع عن طريق المقاولة بأزيلال طموح مشروع أسير الوسائل اللوجستيكية
انتهت عملية التأسيس اكتسب خلالها الناشئ الجديد بأزيلال نوعا ما من الثقة بالنفس بعدما كان يتصورها بعيدة المنال وحكرا على فئة معينة ، أصبح مقاولا لديه خاتما للتوقيع وبطائق للزيارة يوزعها بنوع من الخجل ، دخل عالما جديدا و يتصور مستقبله ثارة بنوع من التفاؤل وثارة أخرى بنوع من التشاؤم ملزم بتغيير ذاته وعاداته ، يهتم بكل ما هو مرتبط بالمقاولة ، السمعي والبصري والمقري ، كل صباح يشتري الجرائد ليس رغبة منه للإطلاع على الأخبار أو التحاليل أو ما هو ثقافي ، لديه صفحة مفضلة يتصفحها هي الأولى وهو واقف أمام محل بيع الجرائد ، يتفقد شروط المشاركة بالإعلانات الإدارية الخاصة بطلبات العروض .
إن عدم التكوين والتجربة تظهر أمامه حاجزا سميكا يصعب تجاوزه ، ولم يكلف نفسه عناء البحث في تعريف المقاولة وطرق تسييرها ، والتي تعني أنها وحدة اقتصادية واجتماعية تجمع بين وسائل مادية وبشرية تنتج سلعا أو خدمات لتلبية حاجيات عن طريق البيع في السوق ، كيان تحكمه ضوابط قانونية واجتماعية لابد من الخضوع لها والاستفادة منها ما أمكن ، لها علاقات متشعبة مع محيطها ، فمدى علاقة المقاول بمقاولته تكمن في تعامله وتسييره ومدى درايته بقوانين اللعبة السائدة في عالم الأعمال ، ويتطلب منه حنكة وذكاء وتجربة غالية الثمن ، والتزامات ومواعد محددة إهمالها أو إغفالها ذات خطورة بالغة .
عالم الأعمال هو الآخر يعرف انهيارات متتالية سواء للدخيل أو العملاق ، لأن تقلبات السوق تحكمها تصرفات وعادات غير خاضعة للمنطق الرياضي الصرف ، يتداخل فيها ما هو اقتصادي بما هو اجتماعي ، وانعدام الثبات يتغير من جيل لجيل ومن فصل لفصل ، وكل حدث قد يؤثر إيجابا أو سلبا .
سابقا كان ينظر للمقاولة من أجل الإنتاج ، وينتظر منها أن تكون من أجل هدف وغاية ، أي من أجل طلب ينتظر عرضا ، بينما حاليا العرض بوسائل اشهارية يبحث عن مستهلك ، واستطاعت أن تغزو جميع مرافق الحياة والشرائح الاجتماعية والفئات العمرية المختلفة وتقنعها بالاستهلاك من أجل الزيادة في خدماتها و توريداتها ورقم معاملاتها وأخيرا أرباحها .
ان ولوج عالم المغامرة بات يفرض على الناشئ الجديد بأزيلال أن يعرف ما يريد تقديمه ولمن وكيفية إقناعه ، كما يجب أن يعرف مراحل عمر المنتوج الذي يريد إنتاجه للسوق ، فهناك مرحلة للولادة ثم النمو والنضج والشيخوخة ، طبعا يجب اختيار أجمل مراحل العمر أي النمو والنضج ، كما يجب التعرف على الشريحة الاجتماعية وقدرتها الشرائية التي يتوجه إليها المنتوج ، تلكم مشاكل معقدة تتطلب وسائل وأهل الاختصاص تدفع بالناشئ الجديد وحتى القديم للاستعانة بالغير، غير أن هناك يد خفية قد تدفعهم للوصول إلى هدفها وتخدم غيرها ..
بعد تحديد هدفه وإستراتيجيته ينطلق في البحث عن الوسائل التقنية والبشرية والمالية الكفيلة بتقديم الخدمة ، انطلاقة صعبة وأسئلة كثيرة تراوده وتخمينات معقدة تواجهه ، ليتصارع من أجل الوفاء بالتزاماته ، أي مرحلة لا ربح ولا خسارة ، ويقترب من الواقع شيئا فشيئا ويبتعد عن النظرة البسيطة للاغتناء السريع عن طريق المقاولة بعدما دفعه طموح الشباب وحب المغامرة وولوج عالم الأعمال بإمكانيات متواضعة ، همه إظهار كفاءته وتحسين ظروفه ليجد نفسه في صراع مع ذاته وضعف وسائله وجيل قديم يحتكر سر نجاحه.
أزيلال الحرة