الباعة المتجولين بأزيلال و الحي الحرفي و المسائلة والمحاسبة
يتخذ معظم سكان أزيلال أمام انعدام المعامل والوحدات الانتاجية ، البيع والشراء كحرفة ،وذلك عن طريق صنع عربات مجرورة ، او بناء" براريك" مغطات لمزاولة حرفة معينة يتخدها البائع مصدر عيشه ، ودخلا لاعالة اسرته ، غير أن هذه الظاهرة تنامت خلال السنوات الاخيرة بسبب ارتفاع عدد السكان وتنامي الهجرة من المناطق الجبلية نحو المدينة .
ان انعدام فرص الشغل و تزايد أعداد العاطلين والتعاطي للحرف الهامشية ، أدت الى انكباب مختلف السلطات على معالجة الظاهرة وتنظيم الباعة ، وبتحديد أماكن ،ومنع البعض من البيع بأماكن على اتر شكايات اصحاب المحلات الموقعين لعرائض ضدهم ، غالبا ما تؤدي الى مواجهات واصطدامات نتيجة رفض بعض الباعة المتجولين لقرار الترحيل ، غالبا مع الباعة المحتلين لجوانب الطرق ، مما يؤدي الى عرقلة حركة السير وعشوائية التنظيم وتلوث الأماكن المحتلة.
1 – انتشار الباعة بجوانب الطرقات :
يضطر الباعة المتجولون بسبب امكانياتهم المادية وهشاشة رأس المال الى صنع عربات مجرورة أو بناء " براريك " مغطاة بأغشية بلاستيكية مشدودة بركائز خشبية بجانب الطرق والممرات العمومية ، لعل أبرزها الانتشار العشوائي لبائعي الخضر والمواد الغذائية الجاهزة الرخيصة الأثمنة ( كاسكروطات) ، بجانب شوارع و قرب المحطة الخاصة بسيارات الأجرة من الحجم الكبير، والساحة التي تشبه المحطة الخاصة بالحافلات ، مما يتسبب في عرقلة حركة السير وصعوبة مرور وسائل النقل ، التي يتموضع بجانبها الباعة غير مرخص لهم قانونيا من جهة ، وانتشار الأزبال والروائح الكريهة من جهة أخرى ، كما تتجلى هذه الظاهرة في الانتشار الواسع للباعة المتجولين داخل المدارات الحضرية وقرب المقاهي ، من بينهم نساء وشباب في انتظار حل جمع شتات هذه العشوائية المتنامية .
2 – محاولات الترحيل لا تخلو من مواجهات
تصطدم محاولات السلطات القاضية بترحيل الباعة المتجولين ، غالبا برفض بعضهم هذه القرارات ، الأمر الذي يؤدي الى حدوث مواجهات تنتهي بترحيلهم قسرا ، أو احتجاز الوسائل أو المعدات التي يستخدمونها لمزاولة حرفهم .
وتبعا لذلك تقدم سابقا عبر شكاية موقعة الباعة أصحاب المحلات بالقيسارية لدى السلطات ، احتجاجا على الباعة المستقرين بالشوارع والأزقة مطالبين بترحيلهم ، بدعوى أنهم يؤدون الضرائب على نقيض الباعة المتجولين ، ولاحتكارهم البيع طوال الأسبوع مع البيع بأثمنة زهيدة عن الثمن الذي يبيعون به ، لتقوم السلطات بمنعهم لأشهر معدودة ، ليعودوا بعدها الى البيع وبشكل عادي دون مبالاة بقرار السلطات .
3- أماكن العرض تفتقر الى الشروط الصحية
عملت البلدية في سياق ايجاد حل لهذا المشكل الى خلق" سويقة" بهامش المدينة ، مع تحديد يوم الأربعاء كيوم عمل ، اجراء لم يحترم من طرف الباعة المتجولين ، ليستمروا في عرض سلعهم على مدار الأسبوع أو عرض المبيعات بالسويقة قبل يوم الاربعاء ، والتي تتسم امام ارتفاع اعداد الباعة المتجولين بضيق المساحة المخصصة لهم كبديل عن الانتشار العشوائي ، وكذا صعوبة ايجاد أماكن ملائمة لاحتكارالخواص لمعظم الأراضي ، مما يتطلب اجراء مسطرة نزع الملكية للمنفعة العامة كما هي منصوص عليها في القوانين الادارية .
وفي نفس الاطار، فقد سبق أن عملت بلدية أزيلال على إفراغ المحلات الغير متممة وهو المشروع العشوائي المسمى بين قوسين بالحي الحرفي من الأزبال والفضلات والذي شيده المجلس البلدي الأسبق منذ سنوات كمحاولة للم شتات الحرفيين ، والذي ظل الى غاية وقتنا هذا دون تفويته الى أصحاب الحرف لتفاذي المشاكل السالفة الذكر ، واكتفت البلدية بعد تشطيبه بوضع حارس عليه لتفادي القاء الأزبال والتغيط والتبول بداخله وهو مالم تفلح في الحد منه خاصة المحلات الخارجية ، وكذا بجعله محجزا بلديا ، وهو المشروع العشوائي الذي يحثم المسائلة والمحاسبة ، لانه خلق لامتصاص المال العام ودره في الجيوب ، ولم يؤدي دوره كحي حرفي للحرف المزعجة قرب المساكن بالأحياء ، ولا للم شتات الباعة المتجولين ...
أزيلال الحرة / متابعة