طاح شباط ولقى لشكر
« طاح الحك ولقى غطاه « هو مثل معروف عند المغاربة يقولونه عن الشخص الذي يرافق آخر يتقاسم معه نفس المواصفات والتفكير والأخلاق ... وفي الغالب يعبرون من خلاله عن استيائهم أو استنكارهم للطرفين معا أي " الحك " و " غطاه "، هذا المثل يحضرني كلما وقفت على خبر أو مقال عن التنسيق بين الأمين العام لحزب الميزان حميد شباط وأمين عام حزب الوردة إدريس لشكر ، وذلك لعدة اعتبارات.
أولها لكون شباط قد سقط فعلا أو " طاح " من الائتلاف الحكومي الذي يقوده عبد الإله بنكيران في نسخته الأولى بعدما وقف على حافة السفينة الحكومية وبدأ يحاول زعزعتها ،متناسيا أن التحريك القوي للسفينة وهو واقف على حافتها، مع وجود أمواج ضخمة يحدثها مد قوى الفساد سيؤدي إلى سقوطه ، وهو ما حدث فعلا فـ " طاح شباط ".
ثانيا لكون " غطاه " عفوا " لشكر " كان وحيدا منعزلا وشاردا بين أحزاب المعارضة بل وحتى داخل حزبه ولم يجد من ينسجم مع أفكاره ومنهجه ، فزعيمي الوردة والميزان وجد كل منهما في الآخر الجزء الذي يحتاجه ويكمله وينسيه عزلته التي سببتها له انتقادات المغاربة الذين يرفضون منح ثقتهم لمن يزعمون وقوفهم في وجه حكومة عمرها سنتين ونيف دفاعا عن حق المواطنين في أمور لم يستطيعوا هم أو لم تكن لهم الإرادة السياسية أو ( لأغراض في نفس يعقوب ) أن يحققوها وهم من عمر على رأس حكومات سابقة لأكثر من ولاية، ويكفي هنا أن نسوق مثالا واحدا عن هذا النفاق السياسي " حينما طالب رفاق عبد الواحد الراضي " وزير العدل السابق " من مصطفى الرميد التحقيق في ملف اغتيال زعيم الاتحاد الاشتراكي المهدي بنبركة بينما أصابهم الزهايمر تجاه هذا الملف عندما ترأس حزبهم وزارة العدل لولايتين " .
معاناة الزعيمين وعزلتهم زادت بحراك ضدهم من الداخل أيضا، سواء من قبل تيار " بلا هوادة " الذي يقوده عبد الواحد الفاسي صهر الأمين العام السابق عباس الفاسي ضد شباط ، أو تيار " الانفتاح والديمقراطية " الذي يقوده أحمد الزايدي رئيس الفريق البرلماني لحزب المهدي بنبركة ضد لشكر .
ثالثا : لما " طاح " شباط من الحكومة وجد لشكر فاتح ذراعيه له ويناديه " بالأحضان يا صاحبي " فرحا بإيجاد رجل يقاسمه المنهج والأسلوب، فسارع الرجلان إلى توقيع اتفاق للتنسيق تعمق ليصبح تنسيقا استراتيجيا يمتد إلى فروع الحزبين جهويا وإقليما ومحليا، وهو ما يؤكد حجم التفاهم والتقارب بينهما ، وبالتالي صدق من قال " طاح الحك ولقى غطاه " .