أزيلال :

 مصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر تشرك الساكنة  لحماية الغابة ..وماذا عن إتلاف مجالات أخرى ؟ + فيديو

 
          لم يعد " بوغابة " هو ذاك الرجل الذي ارتبط اسمه في المخيلة الشعبية بالمطارة والاعتقال..، بقبائل ايت بوكماز اقليم أزيلال وبتنسيق بين المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مع مصالحها الإقليمية وبشراكة مع جمعية اكيس بالمنطقة ، ثم إشراك ساكنة المنطقة للمساهمة في حماية الغابة والتحسيس بكيفيات الاستفادة منها ، بداية بحمايتها من الاستنزاف والإتلاف ، وثانيا بالاستفادة من علفها، و حطبها للطهي والتدفئة خاصة في فترات انخفاض درجة الحرارة ، و مراعاة رؤية مصلحة المياه والغابات وتصوراتها التنموية للحفاظ على الغابة  ، وكذا بالاستفادة من دعم الساكنة المنخرطة في الجمعية لحماية الغابة بمبلغ 250 درهم عن الهكتار الواحد ، علاوة على استفادتها من الأفرنة الغازية المسلمة من مجلس الجهة ، واستفادتها من برامج أخرى.. 

           ان كانت هذه المبادرة جيدة تحسب للمصلحة المعنية ، فيجب النظر بعين الاعتبار أن منطقة أيت بوكماز هي جزء يسير من تراب اقليم أزيلال الساشع- أكبرمساحة بالجهة - ، الذي تكسوه الغابات على تراب جماعات عدة ، من بينها ما تعرض للإتلاف والاستنزاف العشوائي، خاصة من قبل لوبيات الخشب والفحم ، عمليات غالبا تتم ليلا ويتم التهريب على متن شاحنات ، ومن بين هذه الغابات التي طالها التخريب نذكر غابة " اخيقيون " بجماعة ايت اعباس اقليم أزيلال، التي تعرضت حتى أشجارها المعمرة  للقطع ،  يتجاوز عمرها 100 سنة ولا تزال حية خضراء بطول مرتفع ..

 

          الحديث حول الأضرار الناجمة عن القطع العشوائي لأشجار الغابات بإقليم ازيلال يقود للحديث عن الخلل الذي يلحقه بالتوازنات الجيولوجية والبيولوجية.. ،  وهو ما يفرض سابقا الصرامة في تطبيق القانون وزجر المخالفين ،  غير أن هذه الصرامة لم تجدي مع السكان القاطنين بجوارالغابة مما دفع بالمسؤولين على حمايتها الى إشراك الساكنة ، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفهم من ذلك هو التغاضي عن تعقب العشوائية خاصة بقطع الأشجار ليلا من قبل لوبيات لها جذور بالإقليم وخارجه ،والتي  لا يهمها لا انجراف التربة ولا التوازنات البيئية ولا مراقبة مصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر ، بل المبدأ هو الجشع و الهم الوحيد هو الربح والاغتناء الفاحش 


               وقد سبق أن صرح  فاعل جمعوي لازيلال الحرة ، " أن القطع العشوائي لأشجار الغابة- خاصة أشجار الكروش التي يتجاوز عمرها 100 سنة بأيت عباس نموذجا-  أن بعضا من الساكنة نبهوا مصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر بأزيلال غير ما مرة لخطورة الوضع عبر شكايات ومراسلات دون أن تجد الآذان الصاغية،"وهو الوضع الذي يروج لفرضية تواطؤ جهات بعينها ، بينما بعض المطالب تؤكد على التوقيف الفوري لناهبي الغابة، ووقف القطع العشوائي لأشجارها ، وزجر اللوبيات المتاجرة في ذلك ، لما قد تسببه مستقبلا في انجرافات خطيرة للتربة وخلخلة بيئية ، و كذا بالمطالبة بتشكيل لجنة من خبراء في المجال، من أجل تقييم الأضرار الصحية والبيئية الناجمة عن هذا الاستغلال المفرط والعشوائي ، لكن السؤال المطروح : ماذا نقول لبعض القاطنين بجوار الغابة – غابة اخيقيون بأيت عباس -  ممن يسمحون ويمكنون لوبيات نهبها بمقابل 1500 درهم – خشب وصنع الفحم بعين المكان – ويساعدونهم على ذلك ؟؟؟ .

          يذكر أن مبادرة المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومصالحها الإقليمية لاشراك الساكنة  بشراكة مع جمعية اكيس بايت بوكماز إقليم أزيلال هي الثانية على التوالي ، اذ لها شراكة أولى تهدف إلى نفس المرامي لتقوية القدرات في إطار التغيرات المناخية،  تجمعها بعدد من المنظمات الوطنية والمؤسسات الدولية  ، وهو مشروع يندرج في إطار اليوم العالمي للأرض أنجز بدواري سرمت بجماعة تبانت أيت بوكمار وسويت بجماعة أيت امحمد ، برنامج أنجز بإشراك الساكنة ، ويهدف إلى تقوية القدرات المحلية وإعادة تشجير العرعار ، وكونه تجربة تقنية لتأقلم السكان مع المشروع ،لذلك ثم خلق هيئتان محليتان ( لجنة الدوار ) مختلطة من جمعيات وساكنة مع إدماج العنصر النسوي في اتخاذ القرار ، وكذا بلجنة التحسيس في صفوف أطفال المدارس .

 أبو يحيى
رئيس تحرير أزيلال الحرة