شوهة : فريق “بايرن ميونيخ” يتدرب قرب حي عشوائي بأكادير
يبدو أن بعض المسؤولين الرياضيين لم يستوعبوا بعد الغاية من تنظيم تظاهرة عالمية من قبيل كأس العالم للأندية وإلا لما تقاعسوا عن تسخير كل ما من شأنه أن يقدم صورة إيجابية عن المغرب بدل تكريس صورة المغربي الطعارجي والمرتبط بكل ما هو تقليدي ارتباطا وثيقا على حساب كل ما هو حديث.
وقد تناقلت وسائل الإعلام الدولية صورا للفريق الكبير وهو يخضع للتداريب على بعد خطوات من “دوار” بمدينة أكادير، يتضمن أحياء صفيحية وأخرى عشوائية.
المسؤولون الرياضيون، ورغم كل ما قيل عن حفل الافتتاح باعتباره شوهة بكل المقاييس، سببت إحراجا ما بعده إحراج لكل المغاربة على حد سواء، أبوا إلا أن يصموا آذانهم، بل وزادوا الطين بلة تشويها لسمعة المغرب والمغاربة، والطامة الكبرى أنها شوهة عالمية تفرج عليها القاصي والداني.
أن نشاهد فريقا من حجم بايرن ميونيخ تسلط عليه الأضواء وكاميرات أشهر القنوات التلفزية العالمية يتدرب في مكان مقفر، حيث تبدو بنايات عشوائية حديثة البناء وجبال من الأتربة وأكياس بلاستيكية متطايرة هنا وهنا، فلعمري إن كلمة شوهة لا تكفي لوصف الواقع، خصوصا وأننا نعلم أين يتدرب الفريق البافاري.
بلد كالمغرب يعيش في أمن واستقرار ويمتاز بموقع جغرافي استثنائي، جعل منه بوابة إفريقيا نحو أوروبا، كان الأجدر أن تستغل كل تلك المعطيات في الترويج للمغرب سياحيا من خلال هذا العرس العالمي لا العكس بتقديم صورة تحيل على أن الحرب بالمغرب بالكاد وضعت أوزارها.
ومن حسن حظنا أن الفرق المشاركة في البطولة العالمية ليس فيها فريقا إنجليزيا، وإلا لغادر إلى الجارة الشمالية بمجرد ما أن تنتهي مقابلته ثم العودة ساعات فقط قبل لقائه الموالي كما فعل منتخب الأسود الثلاثة خلال مشاركته بجائزة الحسن الثاني ذات مرة، وحينها ستكون الضربة موجعة والقاصمة لسمعة بلد يتطلع إلى جلب ملايين السياح.
ومن حسن حظ المسؤولين عن التنظيم العشوائي العبثي للبطولة أن فريقا اسمه الرجاء البيضاوي، ساهم تألقه ومستواه الطيب في البطولة إذ قارع أجود الفرق العالمية، في لفت الأنظار والمداراة على الفضيحة وإلا كانت فضيحتنا بجلاجل كما يقول المثل المصري.