علي بابا والأربعين محامي بأزيلال
أهم ما يشتهيه المسؤول الفاسد أو المسؤولة الفاسدة بأزيلال لتحقيق مآرب الحلم الضائع هو مد اليد إلى جيوب المواطنين بذريعة المسؤولية الملقاة على عاتقهم للتصرف في أموال الشعب دافعي الضرائب واقتسام الكعكة مع البعض ثقة لكتمان سر الوزيعة.. ، في حين كان من المنتظر بلورتها بتدبير معقلن يهدف تقديم الخدمات المنتظرة منه ، باعتماد مقنع وبإرادة مواطنة وانجاز جيد يهدف الى خدمة المواطن دون تلاعب ونية مبيتة لعلي بابا محاط بأربعين محامي...
ضيفنا علي بابا اليوم هو كل مسؤول أو مسؤولة أو رئيس مجلس... بازيلال ، يرى موقع مسؤوليته كهفا مظلما لكنز وصيد ثمين من الأموال العمومية ..، يحميه أربعين محامي بالأموال العمومية للدفاع عنه كلما أثيرت المسؤولية التقصيرية ،و يستفيد منها المقرب أو الموالي ...، معادلة محورها علي بابا ، وعناصرها دائرة مغلقة من الموالين والمقربين ، ومفتوحة لكل مقرب جديد أو موالي للتو أعلن ولائه لعلي بابا ،و متشبع بفلسفة التعاقب على نهب أموال دافعي الضرائب بابتكار الحيل ، دون النظر بعين صائبة للمصالح العامة والالتزام بتنفيذ المسؤولية في إطار من الحكامة التي طالما أتت على لسانهم في مستهل الحديث بتبجج في محافل الديمقراطية .
منذ سنوات خلت والى مطلع الألفية الثالثة عاشت مدينتي الأوفر حظا لمداخيلها المتعددة وغيرها من الجماعات المحيطة بها حياة عشوائية بدائية ، لا تفكر في الماضي ولا في المستقبل.. ، بشباب مهاجر ، وآخر تائه بين جدران حي يأوي العشرات من العاهرات ، وبين طاولات باعة الماحيا والحشيش ، أتحدث هنا عن الفقراء أما المحظوظين الفاسدين أتباع علي بابا فبعضهم يحتسي اليوم فنجان قهوته كل صباح بالمقهى ،ويترنم كأنه حقق في الماضي شيئا يذكر ، يكره الصحافة الجادة ويمدح الصحافة الابتدائية ، وينتقد ويحاول تشويه سمعة من يعمل ويكد حاليا ، لا محالة يحن لولاية جديدة لاستمرار تربعهم على عرش الفساد ونهب المال العام.
ومن الفراغ ابتعاد الشباب عن ممارسة الفعل السياسي الصادق والهادف ، للأسف عامتهم يقبلون يد علي بابا المحاط بأربعين محامي للدفاع عنه كلما أثيرت أركان جرائمه ، لهذه الطامة الكبرى وجد الفاسد ومن يحظى بزعامة متميزة لإثارة احتجاجات الأميين وزرع الذغائن بمفهوم القبيلة ضالتهم بالتلاعب بالمشاريع واستغلال الرخص وتوظيف الصفقات..، وغيرها من المفردات الدالة على تعميق الجراح من رشوة وزبونية ومحسوبية ...، ووجد أيضا من يحظى بالأفضلية لانتقاء أشكال الفساد سخاء علي بابا من أموال الشعب ،بعضهم يضربون " الكارطا " لزعامة الكراسي والنمثيلية ، ويتسابقون على الصفوف الأولى بالمسجد ، ويحنون الى ما قبل الألفية الثالثة لاستعباد واستغفال المواطن وظلم آخرين ، بل ويحنون إلى عودة " ثقات " للزنى والقصارة مع عشرات الباغيات ..
خلال مطلع الألفية الثالثة وبانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية غضب علي بابا ، وشرعت الثقافة الجديدة في الحديث عن المشاريع والأوراش الكبرى هنا وهناك.. ، نجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقائدها الشاب وبمعية شعبه المخلص لتدارك المعضلة الاجتماعية التي خلفها علي بابا كان متوقعا ومكسبا للإصلاح... ، لكن بالوقوف على أرض الواقع صار من الواجب الصمود لصد حائط مشكل من علي بابا وأتباعه جيوب مقاومة الإصلاح نابعة من سنوات العجاف ، ولعل خرجات بعض المحدثين بالمقاهي و موالين لهم بخلط شعبان برمضان ما هو إلا تعبير عن حقد صريح لنجاح مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والثقافة الجديدة ، حلما في العودة إلى اللعبة ...
خرج علي بابا بمعية علي بابا آخر للدفع بالاحتجاج باسم وتاريخ ولادة جديدين للمطالبة بالخدمات الاجتماعية ، لكن أنفسهم لازالت طاغية على أبدانهم وعقولهم وتربية أبنائهم ، قد تحظى للأسف بالمساعدة من جهات تظن بمبدأ عفا الله عما سلف ، لكن هيهات فالظرف يستلزم استئصال ما يمكن استئصاله من أمراض النفوس الخبيثة ، وفي انتظار ما تسفره تنشئة اجتماعية سليمة لاجتثاتهم بالمرة ...؟.
إن بلوغ التنمية التي تنشدها العامة صار بدون تضليل يحثم المكاشفة والوضوح والإرادة الصادقة للتخلي عن المكتسبات الغير مشروعة للاغتناء السريع على ظهر المؤسسة و المقاولة ...، و دون خلط للأوراق ودر الرماد في الأعين للاستمرار في إدارة لعبة المواسم ، وتوزيع غنائم غير مشروعة ، بدأ من نفس علي بابا وأنفس الموالين كل حسب اختصاصه ودوره ...
في أوائل الألفية الثالثة وبالضبط سنة 2004 حدثني مسؤول سياسي من مدينتي سأتحفظ عن ذكر ٳسمه ، عن سنوات لصوصية المال العام بمدينتي العزيزة قائلا " واش عمرك سمعتي عن شي واحد خون المال العام أو مشى للحبس.." ، لكمة من الشفافية بمفهوم المخالفة أخرست فمي منذ ذلك الحين ،و لتستمر أثار اللكمة إلى يومنا الحالي ، إذ لا جديد عن المحاسبة وعلي بابا قد يعود غدا إلى مقعده بالكهف المظلم، لشربه وأنصاره نخب الانتصار على الشفافية والنزاهة واقتران المسؤولية بالمحاسبة في إطار دولة الحق والقانون ..
أزيلال الحرة / أبو يحيى