جماعة انزو، التي عرفت بمشاريعها التنموية المتعددة وبريادتها في تجاوز العديد من المطبات ،وفي كونها المرفق العام الذي استطاع أن يبدد مفهوم المغرب العميق عبر الانزياح كليا نحو تثبيت مفهوم المواطنة بمعناها الشامل، استطاعت يوم 28 غشت أن تؤرخ لحدث تاريخي، أبان عن حقيقة التواصل والاتصال المتميز بين قيادة الجماعة ومواطنيها ، وذلك من خلال تدشين إحدى أهم المحطات الرئيسية في توزيع المياه الشروب على شريحة عريضة تقبع في أعماق مقدمة جبال الأطلس الكبير بتضاريسها الوعرة ،والتي يمكن القول أنها تنتمي إلى طبيعة الكينونة الأحادية بدوار( انيشّل )الذي وٌصف قبل الاستحقاقات ما بعد الأخيرة بالنقطة المنسية التي تكبر في صمت داخل مساحات الإقصاء والتهميش .
يقول إحدى الرجال الذي بلغ من العمر عتيا (أزيد من 84 سنة) وهو من أعيان الدوار، بعدما هلّل وكبّر فجأة وسط الحشود التي تجمعت في مكان التدشين،بسبب فرحته العارمة لهذا المشروع: إننا اليوم ونحن نشارك هذه الفرحة الكبيرة مع صاحب الجلالة، نعلن اشد ولائنا وإخلاصنا لصاحب الجلالة الذي ما فتئ يٌولي اهتمامه لسكان الأطلس عموما، وأزيلال بوجه خاص.ومن جهته أكد عامل الإقليم علي بويكناش على العلاقة الوطيدة بين هذه المشاريع التنموية وبين التطلعات الكبرى لسياسة الدولة تحث قيادة صاحب الجلالة، وقال إن الدعاء بمديد العمر (عاش الملك) يجب أن يكون لصاحب الجلالة نصره الله، وان كل المشاريع التنموية التي عرفها الإقليم ليست سوى استكمالا لمشروع كبير كانت انطلاقته على يد رائد المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية على امتداد ربوع المملكة المغربية . وفي الإطار نفسه قال عبد المجيد الرابحي رئيس جماعة انزو والعضو أيضا، باللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية إن ما قمنا به الآن لا يعدو أن يكون إلا صورة مصغرة لطموح كبير يراود عاهل الأمة ، ويهمّ بالأساس وضعية الإنسان القروي والضرورة الملحة لفك العزلة عليه اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا . وجماعة انزو التي دأبت على خدمة مواطنيها عبر سن سياسة القرب منه لم تكن أبدا تسعى سوى إلى ترسيخ هذه السياسة العامة عبر تأثيث المشهد القروي بمشاريع تنموية كفيلة بتحقيق حياة كريمة لكافة الأسر ،وقد تحقق لنا هذا في ظرف وجيز بمساعدة بطبيعة الحال عامل الإقليم الذي كان جديا في متابعة هذه المشاريع عن قرب وكان صارما مع كافة الشركاء وذلك من اجل تحديد المسؤوليات والتزام كل طرف بواجبه،ولهذا، وبهذه الروح التواقة نحو إخراج هذه المنطقة من حلقتها الاقتصادية القاتلة، لم تمنعه وعورة التضاريس وصعوبة التنقل من الوقوف عند ابعد النقط التنموية وذلك ترسيخا لمفهوم الحكامة الرشيدة وحبا في تجاوز سياسة التقارير التي كانت سببا في العديد من المشاريع التنموية الوهمية أو الترقيعية وخلق نوع من التواصل المباشر مع الإنسان القروي المعني بهذه المشاريع ومساءلته عما إذا كانت ذي أهمية أم لا، وعمّا إذا كانت قد حققت إضافة نوعية .وفي هذا الإطار قد طالب في أكثر من مرة بعد الإنصات لشكايات الساكنة حول بعض الإختلالات التي شابت بعض المشاريع بإعادة إصلاحها على الفور أو بتكليف لجنة متخصصة للاطلاع عن مكمن الخلل.
ومن ابر ز المشاريع التي عرفتها جماعة انزو تلك التي تتعلق بالربط بالماء الشروب ،حيث تمكنت الجماعة من تحقيق نسبة فاقت 90 في المائة من إيصالات الربط الفردي، في طبيعة تضاريسية جد صعبة كما حققت نسبة 98في المائة من الربط الكهربائي، وعملت على فك العزلة عن أغلبية الدواوير سواء عبر إصلاح الطرق أو إعادة تهيئها أو من خلال فتح مسالك حتى في الأماكن الأكثر وعورة ،هذا بالإضافة إلى مواكبة طموحات باقي الشرائح وعلى رأسها الفتاة القروية ،التي خصصت الجماعة اعتمادات مهمة بغية تأسيس مرافق سوسيو ثقافية لإدماج اكبر شريحة في المجتمع وفي هذا الإطار أبدت العديد من النساء ، استعدادها للتلاؤم مع سياسة المجتمع والاندماج الكلي في رهاناته عبر خلق مؤسسات اجتماعية وتعاونيات.يقول محمد تغزوت رئيس جمعية التنمية والتعاون ، إن الجماعة اليوم خطت خطوات ملحوظة في ما يخص الماء الشروب والكهرباء وربط الدواوير بالطرق والمسالك ، وآن الأوان للبحث عن مشاريع مُدرة للدخل ومرافق اقتصادية كفيلة بتشغيل شباب المنطقة وفك العزلة عنهم اقتصاديا؟.
حميـــــــد رزقـــــــــي