هشاشة الدخل والمعيشة ثنائي بطل في ساحات النقاشات العمومية بأزيلال
هي أكثر المصطلحات التي تناقلها اللسان الاجتماعي طوال العقود الماضية بإقليم أزيلال.. وللصدق ، فإن مرورها حادّ كسكين ، وبطيء لشفاء العليل . وللصدق أيضا، فإن هذا الثنائي لا يُشكره أحد، ولا يتفاءل بهما أحد و الفرح والفوتوشوب...
نيراناً قد تشتعل تحت وطأة الحاجة وهشاشةً الدَخْل، وجشع التسلط والفحش، نيران قد تشتعل لتسلط بعض الشعب على الراتب ، وعيناًت كثيرة من الشعب مقزمة رواتبها نخرتها المعيشة، نيران قد تشتعل وأخرى لم تستوعب بعد مفهوم المعيشة وما يدور بفلكها.
الثنائي هو البطل في ساحات النقاشات العمومية بأزيلال في الوقت السابق و الحالي، و التواصل الاجتماعي الأكثر تداولاً والأكثر شعبية . الأسعار النارية تقسم الظهر، وهي من أدخل النيران والهشاشة والضعف ومهدت للجشع، لكن نتساءل هل رُزقنا بإجراءات صارمة تُوقف استنزاف جيب المواطن؟
حالة من اللاوعي تعصف بشرائح من المجتمع ، قد يقوده أيّ خائن إلى المجهول وارتكاب الخطأ، والدخل الهش يرسم مستقبل مجهول ومرعب، ويسرق الفرحة ولايترك للحياة طعما وهدفا ،بل ويجعل الأيام المقبلة لذةً وانتظاراً بشغف لأناس استحوذت قلوبهم عن ما تبقى لإسعاف الرواتب المتقادمة ، بينما تظل المعيشة هماً يطارد أغلب العقول التي لا تجد من يسر لها بدخل آمن أم براتب مطمئن .
زيادة الرواتب حاجة ماسة مشروطة بضبط من يفسِد الرواتب،الزيادة حاجة مشروطة أيضاً بمعاقبة من يقتل فرحة المواطن بكل زيادة في راتبه، ويمتصها كما لو كانت من ماله الخاص ، زيادة ترتفع معها الأسعار على ظهور شرائح أخرى نخر الهيشوم عقولها ..
نشاهد يوماً أسود في الذي يسرقه منها لصالحه باسم النضال، ولنا ذكرى مؤرقة في من يضيف الراتب الشهري لأسرة ميسورة ، في حين فمن يؤيد جيداً سيصمت، لأن الصمت حكمة..، ومن لا يؤيد فعليه أن يتنازل قليلاً ويراجع أسر الحي الذي يسكنه، ويستخرج الإجابات من أفواه المقهورين في الشارع.
حين تسكن أذهاننا عناوين عن ذوي الدخل المحدود، والطبقة الوسطى ، فالراتب لم يكن سبباً لتآكل وهشاشة عظام الظهر، لكن وراءها من الدوافع المخربة وضعف الرقابة وغياب العقوبات، ما يضعنا في منحى بوصلة الشحن الاجتماعي المعقول والمدفوع ...
أزيلال الحرة