حتى يفهم الشعب
آخر خرجة خرجها السيد عصيد والمتعلقة بنعت كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام بأنه يتعارض والقيم الإنسانية التي تدعو إلى السلم ونبذ الإرهاب، والذي حاول السيد عصيد لي عنق كلامه الذي كان واضحا ومجابهة منتقديه بأننا لم نفهم كلامه وأنه كان يتحدث عن المناهج الدراسية وليس عن نبي الإسلام كما سماه في رده، قلت كانت آخر خرجة له مناسبة لطرح إشكالية بالغة الأهمية ومادمنا في عصر الكمبيوتر والهواتف الذكية واللوحات الذكية والأجهزة الذكية بمعنى أعم أننا في عصر الذكاء فلا معنى أن يأتي أحدهم ويستغبي الشعب المغربي ويحاول أن يصور لنا أن معركة عصيد (الفكرية) مع السلفيين والخوانجية والظلاميين ... وأن السيد لم يقل شيئا يستحق كل هذا الصراخ والعويل وأن المشكل أيضا في حرية التعبير، والكثير من الكلام الذي يصب في نفس المجرى، لكن للحقيقة وحتى يفهم الشعب فمشكلة عصيد ليست مع الخوانجية وليست مع السلفيين، بل مشكلة عصيد ومن والاه مع أغلبية المغاربة المسلمين، فمن تحدث عنه عصيد بسوء ليس بن كيران أو حزب الاستقلال أو...أو... إنه رسول الله.
وحتى نسلط الضوء على هذه القضية أكثر ونعري واقع عصيد وأمثاله تعالوا نبدأ القصة من أولها، لو كان الأستاذ الكريم تطرق إلى قضية من قضايا الإسلام وانتقد شيئا فيه وهو عارف به لما قامت هذه الضجة كلها، ولو ناقش عصيد حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام من باب علمي لما احتج عليه احد، لأن ذلك سيكون من واجب العلماء، ولو كان عصيد قال رأيا في سياسة بن كيران أو ربطة عنقه لما كلمه أحد...لكن أن يستغبي المغاربة ويأخذ كلمتين من رسالة كاملة ويحاول أن يسقط عليهما فهمه القاصر، هذا إن كان ما قام به عن حسن نية، فأنا استغرب كيف أن أستاذا يجثث كلمتين بسيطتين واضحتين ويسبغ عليهما من الحمولة الإرهابية ما لا يستطيع فعله حتى أغبى المعادين للدين، فما بالك بواحد من بني جلدتنا وهو ابن منطقة أنجبت العلماء والمجاهدين في سبيل هذا الدين السمح.
لنترك مسألة تلك الكلمتين "أسلم تسلم" لأن هناك من العلماء من رد على عصيد ردا علميا مفحما على جميع المستويات... ولنعد للفكرة التي روجت بشدة والتي مفادها أن هناك معركة فكرية بين معسكر الإسلاميين ومعسكر العلمانيين، وهي مغالطة وجب تصحيحها، فليس هناك معركة فكرية بالأساس، لأن هذه المعارك ميدانها الأساسي هو المناظرات والكتب وغيرها من الوسائل التي تعطي لكل طرف الحق في قول ما يريده مدعما رأيه بالأدلة والحجج، وآنذاك تبقى الغلبة لصاحب الحجة والبرهان وليس لمن يمتلك لوبيا يحركه متى شاء وأنا شاء. لقد قلت سابقا وسأظل أقولها، لعصيد الحق في قول مايشاء، لكن بالأدلة والحجج، فالبينة على من ادعى كما يقال، أما أن يأتي ويقول الكلام على عواهنه هكذا دون دليل فتلك قضية أخرى.
وحتى يفهم الشعب مرة أخرى أقول لعصيد، أين كنت كل هذه السنين؟ فلم نسمعك في ظل الحكومات السابقة تتحدث عن مقررات دراسية تدرس الإرهاب لأبنائنا، ولم نسمع لك كلاما عن العلمانية، ولم نسمع أنك ألفت كتابا تتحدث فيه عن أصول المولى إدريس المشكوك فيها كما زعمت أو تطرقت لموضوع تشيع مؤسسي الدولة الإدريسية، ولم نسمعك عارضت حكومة حتى عارضت هذه، ولم ولم، أم أنك كنت في خلوة ما تتلقى الوحي حتى أنزل عليك لتخرج وتصدح بما تقوله الآن؟ ومن أين لك كل هذه القوة التي تجعلك تتحدث في مواضيع أكبر منك دون أن يحاسبك أحد، وعندما يرد عليك بعضهم بقلمه تتهمه أنت ومن والاك بترهيبك؟ عن أي إرهاب تتحدث يا أستاذ عصيد؟ فما نكتبه لا يعدو أن يكون صوت غالبية الشعب المغربي الذي ارتضى الإسلام دينا، لا نغمطك حقك في التعبير لكن ليس من حقك أن تصادر حقنا في الرد عليك، كما أنه ليس من العيب أن يعتذر الشخص إذا أحس أنه أخطأ في حق بني وطنه، وأنت أخطأت حين وصفت كلام رسول الله بأنه كلام إرهابي رغم ما قلته وما ستقوله بأنك قصدت المقررات الدراسية التي فيها تعارض، لأن اللبيب بالإشارة يفهم.
في المغرب ليست هناك قضية بين الإسلاميين والعلمانيين، بل هناك مشكلة بين العلمانيين هذا إن كان لدينا بالفعل أناس يستحقون هذه التسمية، لأن العلمانية كما افهما أنا غير التي ينادي بها البعض، وبين غالبية الشعب المسلم، أرجوكم كونوا علمانيين ولا تكونوا غلمانيين (من الغلمان) تابعين للغرب، فإذا كنتم تعيبون على بعض الإسلاميين تسبيحهم بحمد الشرق فأنتم تسبحون بحمد الغرب.
إلا رسول الله يا عُصّاد ( جمع عصيد).
م الشعبيونس كحال