|
|
خطاب تأكيد معالم الفكر الدبلوماسي للمغرب الجديد
أضيف في 08 نونبر 2022 الساعة 22 : 00
خطاب تأكيد معالم الفكر الدبلوماسي للمغرب الجديد
بني ملال -أكد مدير قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، محسن إيدالي، أن خطاب صاحب الجلالة بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء، أكد بشكل واضع معالم الفكر الدبلوماسي للمغرب الجديد ، من خلال اعتماد دبلوماسية حازمة ، كرهان حقيقي وناجع للدفاع عن مصالح المغرب ليس بالقول فقط ولكن بالممارسة الواقعية ، واعتماد سياسة الاختراق المدروس المبني على الديبلوماسية الناعمة والامتداد الاقتصادي والرزانة السياسية البركماتية ، رزانة المغرب كدولة بعمقها التاريخي المتجذر وقوتها الروحية النافدة .
إن خطاب جلالته ، مناسبة أخرى لتأكيد مغربية الصحراء، و الموقف المغربي الواضح والقوي، والذي ما فتئ يحظى باحترام دول العالم سواء في جانبه السياسي أو في جانبه الدبلوماسي والاقتصادي الرائد والمتيز، وقد ذكر جلالته بأن المرحلة حاسمة في الدفاع عن قضيتنا العادلة ومغربية الصحراء الغالية على كل مغربي ، وأيضا مناسبة تؤكد اهتمام المملكة بساكنة هذا الجزء من ترابنا العزيز .
وفي نفس السياق أشار جلالته إلى العمل المتكامل الذي ميز المنطقة من الناحية السياسية و الدبلوماسية و التنموية اقتصاديا واجتماعيا ، في إطار البرنامج التنموي الخاص لتنمية المناطق الجنوبية الذي سبق وأن وقعه جلالته سنة 2015 بالعيون وسنة 2016 بالداخلة، والذي بلغ غلافه المالي ما يناهز 77 مليار درهم. هذا البرنامج الذي تحقق فيه 80٪ من الالتزام المالي ، على مستوى الاستثمار وخلق فرص شغل والبنيات التحتية ومختلف المرافق ، وهو برنامج طموح وجدي يؤكد جلالته ،استجابة لتطلعات الساكنة وضمانا لكرامة عيشها ورخائها .
سبع سنوات على اطلاق البرنامج ، تحققت فيها قفزة على كل المستويات بالمناطق الجنوبية للمملكة ، إذ كانت سنوات للعمل والالتزام ، مؤكدة أن المغرب بلد الالتزام وتطبيق البرامج وتنزيلها على أرض الواقع ، حيث تم الانتهاء من الطريق السريع تزنيت- الداخلة، والربط بالشبكة الكهربائية، وتوسيع شبكات الاتصال، والانتهاء من محطات الطاقات المتجددة، و التقدم الكبير في الدراسات الخاصة بميناء الداخلة الأطلسي المشروع المهيكل الضخم بالمنطقة ، ومشاريع الصيد البحري والفلاحة التي خصص لها ستة آلاف هكتار في كل من الداخلة وبوجدور ، والتي ستمكن من خلق آلاف من مناصب الشغل للشباب ، دون إغفال الصحة والتعليم، وأيضا الفوسفاط والتشغيل الذاتي والاهتمام بالجانب الثقافي و باللغة الحسانية حفاظا على هوية المنطقة التي يعتز بها المغاربة وبلادنا ككل.
وفي هذا الصدد دعا جلالته أن يتحمل القطاع الخاص روح المسؤولية من أجل النهوض بالجانب الاجتماعي لهذه المنطقة، ومواكبة المشاريع الواعدة في مجال الاقتصاد الأزرق والطاقات المتجددة والاهتمام بالدور التاريخي للصحراء المغربية، وإعطائها المكانة التي تستحقها بروح من الوطنية والمسؤولية والاعتزاز والفخر المجتمعي.
كما أشار جلالته لمشروع أنبوب الغاز الرابط بين بين نيجيريا والمغرب مرورا بدول غرب إفريقيا وهو أكثر من مشروع استثماري ، فهو مشروع استراتيجي سيستفيد منه ما يقارب440 مليون نسمة من خلال توفير فرص الأمن الطافي للدول 15 بالإضافة إلى موريتانيا والمغرب وأيضا هو مشروع من أجل السلام في الحاضر وللأجيال المستقبلية، وله في نفس الوقت بعد قاري و مشروع مهيكل سيربط بين أروبا وإفريقيا، ويؤكد جلالته حرص المغرب على استمرار العمل من أجل تنزيله في أقرب الآجال وأيضا الانفتاح على كل الشراكات الممكنة في هذا المجال.
إن المشاريع الهامة التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية يؤكد جلالة الملك في خطابه السامي ، من طرق سريعة و الميناء الأطلسي بالداخلة الذي سيصبح من أكبر الموانئ في المحيط الأطلسي ، وجلب الاستثمارات للمنطقة وربطها بعمقها الافريقي وامتدادها لأوروبا ، والأدوار التي ستلعبها في إطار التنمية الشاملة تفعيلا للنموذج التنموي الجديد ، هي كلها في صلب حكامة المرافعة عن قضيتنا العادلة الصحراء المغربية ، حكامة تميزها الواقعية و الموضوعية والقوة الاقتصادية ، وهكذا سيدحض ادعاءات الخصوم وسيبرز للعالم أن طرح الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية ،ليس حبرا على ورق و لكن هو فعل يتم تنزيله على أرض الواقع ويؤشرعلى أن الدولة المغربية بلغت عمقا استراتيجيا، وقوة بنيوية في مكوناتها السياسية، وتوازنا براكماتيا في علاقاتها الدولية، وهذا يمنحها المشروعية والحماية وهامش واسع من التصرف في إطار بعد جيواستراتيجي حساس.
ماب
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|