|
|
الفلاح الصغير يطالب بالدعم والزريعة لإعادة حرث أرضه الفلاحية
أضيف في 22 دجنبر 2021 الساعة 11 : 15
الفلاح الصغير يطالب بالدعم والزريعة لإعادة حرث أرضه الفلاحية
أحمد فردوس
"الله يَرْحَمْنَا وُيَرْحَمْ اَلْفَلَّاحَةْ.."، دعاء أضحى تعبيرا شفهيا متداولا بقوة داخل الأوساط القروية بعد انحباس المطر، وانتقل بفعل تأخر التساقطات المطرية من أماكن العبادة المقدسة (المساجد...) إلى الشارع العام والمقاهي والأسواق الأسبوعية التي تعرف هذه الأيام ارتفاعا صاروخيا في مواد الأعلاف بكل أنواعها.
"مَنْ بَعْدْ مَا حْرَثْنَا الْأَرْضْ، وُتْعَطْلَتْ الشْتَاء، حَنْشَتْ لِينَا اَلزَّرِيعَةْ تَحْتْ التْرَابْ وُمَاتَتْ اَلنَّبْتَةْ". هكذا عبر معظم الفلاحين الصغار البسطاء عن قلقهم إزاء الموسم الفلاحي، على اعتبار أن عملية الحرث التي انطلقت مع موسم "حَلَّانْ اَلزَّرِّيعَةْ" في بداية شهر أكتوبر الفلاحي، باءت بالفشل، بسبب تأخر التساقطات المطرية وخصوصا بالمناطق التي تعتمد على الفلاحة البورية بمناطق (دكالة وعبدة وأحمر والرحامنة..)
"إِلَا جَابْ اَللهْ اَلشْتَاء خَاصْنَا نْعَاوْدُو اَلْحَرْثْ مَنْ جْدِيدْ...الله يَرْحَمْنَا أَسِيدِي"، يوضح أحد الفلاحين البسطاء الذي تكبد عناء نقل "بْهِيمَةْ" لبيعها وشراء العلف للبهائم والدواب المتبقية في الخيمة. "مَّحْنِينْ أَسِيدِي مْعَ اَلسُّوقْ وُلَبْهَيْمَاتْ وَالْعَلْفْ. نْـﯕَلْعُوهَا مَنْ كْرُوشْنَا وُنَعْطِيوْهَالَبْهَايْمْ"، يقول نفس الفلاح الذي يدبر معيشة "الخيمة" بطريقة عجيبة "لَبْهَايْمْ تَعْلَفْ لَبْهَايْمْ"، بمعنى أنه يبيع من رؤوس الأغنام ليشتري الأعلاف للبهائم الأخرى في انتظار الغيث. وأكد قائلا: "لَوَاهْ، حْتَى حَاجَةْ مَا كَيْنَةْ، وَالُو حْتَى دَعْمْ مَا كَايَنْ وُالْعَلْفْ كُلُّو شَاعْلَةْ فِيهْ اَلْعَافْيَةْ فِي الثَّمَنْ..".
بالله عليكم يا وزراء حكومتنا الفاشلة ماذا تنتظرون ؟
كيف سيدبر الفلاح البسيط أمور معيشته مع أفراد أسرته بعد الإرتفاع الصاروخي في كل المواد الأساسية، وكيف له أن يضمن حياة رؤوس أغنامه التي لا تتعدى أصابع اليدين، ويوفر لها المشرب والمأكل بعد أن أتى على الأخضر واليابس من محوصل السنة الفارطة؟
أين وزير الفلاحة من السياسة الاستباقية لدعم الفلاح البسيط بالعالم القروي الذي يكتوي بغلاء الأسعار في الأسواق الأسبوعية وتركتموه بين مطرقة توفير رمق العيش والبحث عن مورد الماء والكلأ والأعلاف التي لم يعد باستطاعته اقتنائها؟
أين رئيس الحكومة حامل مشروع المخطط الأخضر في زمن احتباس المطر؟ ما هي مخططاتكم الاستعجالية لدعم الفلاحين بالمناطق التي "حَنْشَتْ فِيهَا اَلزَّرِّيعَةْ"، ومطلوب منهم على وجه الاستعجال أن يعيدوا حرث أراضيهم البورية تحسبا لتساقطات مطرية قد تأتي أو لا تأتي؟
ما هي الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في شأن خيالة وفارسات وفرسان التبوريدة الذين يحرسون تراثنا العالمي الذي تتحدث عنه القنوات التلفزيونية العالمية، ويتكبدون كل يوم خسائر مهولة بخصوص مسؤولية ( أعلاف، صحة، رعاية...) تربية الخيول التي تصهل مستغيثة للسماء؟
لا نريد منكم يا وزراء الحكومة، أن تخرجوا بجلابيبكم البيضاء، لطلب الغيث وإقامة صلاة الاستسقاء، فذلك شأن ديني وطقس روحي له شروطه في الزمان والمكان، بل نريد منكم إجراءات عملية ملموسة لإيقاف نزيف التفريط في رؤوس الأغنام والدواب والبهائم والخيول التي تباع اليوم بأبخس الأثمان في أسواقنا الأسبوعية، من أجل حراسة ورعاية ما تبقى منها في "الزْرِيبَةْ" والاسطبلات.
اخرجوا من مكاتبكم المكيفة، في جولات ميدانية في الجبال والقرىوالمداشر والأسواق الأسبوعية لتروا بأم أعينكم معاناة ومأساة الفلاحين الصغار وأفراد أسرهم وهم يمنون النفس بشراء "خَنْشَةْ تْبَنْ" أو "عَبْرَةْ شْعِيرْ" أو "كِيلُوَاتْ مِنَ اَلنُّخَّالَةْ" أو "كُسُورْ خُبْزٍ يَابِسْ"...
أما الفلاح الكبير، الذي انتعش من مخططاتكم ذات الألوان القزحية فله من يحميه ومن يرعى ضيعته الفلاحيةسواء بالتنقيط أو بشلالات الماء المتدفق من آبار تستنزف الفرشة المائية.
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|