|
|
كراهية الإسلام و المسلمين محور نقاش في المؤتمر المنعقد بمدينة مالقا الإسبانية
أضيف في 11 دجنبر 2019 الساعة 33 : 20
كراهية الإسلام و المسلمين محور نقاش في المؤتمر المنعقد بمدينة مالقا الإسبانية
تحتضن مدينة مالقا الإسبانية فعاليات المؤتمر الوطني الأول لمحاربة الإسلاموفوبيا الذي تنظمه الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين يومي 11 و 12 دجنبر 2019، و الذي سيعرف مشاركة 55 محاضراً و محاضرة من مختلف الميادين.
تكمن أهمية المؤتمر في كونه الأول من نوعه الذي ينظم في إسبانيا بمشاركة فعاليات مدنية و سياسية و أكاديميين و صحفيين و فنانين و رياضيين إسبان و مغاربة، والذين سيعرضون كل من جانبه الوسائل و الإستراتيجيات لمحاربة الإسلاموفوبيا من خلال 8 جلسات موضوعاتية ستتطرق للموضوع من الجوانب التالية: التربية و التعليم، القانون، الفن و الرياضة، النوع، وسائل الإعلام و الأنترنت، التاريخ، العمل الإجتماعي و كذا نظرة الإسلام للإسلاموفوبيا.
وفقاً للتعريف الذي قدمه المجلس الأوربي و لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في الأمم المتحدة فإن الإسلاموفوبيا هي شكل من أشكال العنصرية والكراهية و التي تتجلى من خلال العداء و الإستبعاد و الرفض أو الكراهية ضد الإسلام أو المسلمين أو الرموز التي لها علاقة بهذا الدين، إنها ظاهرة تحدث خاصة في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أقلية. من هنا تكمن أهمية عقد هذا المؤتمر بإسبانيا و في هذا التوقيت بالذات الذي يتوافق مع ارتفاع العنصرية والكراهية للمسلمين وصعود اليمين المتطرف المعادي للمسلمين للبرلمان الإسباني وللمؤسسات الإسبانية.
فوفق البيانات التي تم تجميعها من طرف هيئة التجمع المواطني لمناهضة الإسلاموفوبيا فقد ازداد الخوف من الإسلام بشكل كبير في اسبانيا في السنوات الأخيرة، حيث شكلت الهجمات ضد المسلمين حوالي 40 %من جرائم الكراهية سنتي 2015 و 2016، و لم تشهد هذه الأرقام انخفاضاً في السنوات اللاحقة. و قد حدثت 45 %من هذه الهجمات أو الإعتداءات المبلغ عنها عبر الشبكات الإجتماعية بالأنترنت، مما يدل على الحاجة إلى تدريب المواطنين وتوعيتهم بكيفية التعامل مع ظاهرة "السيبر إسلاموفوبيا"، و توفير الأدوات و المعلومات التي تمكن المجتمع من اكتشاف المواقف و السلوكيات المناهضة للإسلام و التفاعل معها و منعها، وهذا واحد من الأهداف الأساسية للبرنامج الوطني لمحاربة الإسلاموفوبيا الذي تنجزه الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين بالتراب الإسباني و خاصة بإقليم الأندلس وكتالونيا ومدريد. كما يهدف البرنامج إلى الرفع من مستوى الوعي وتدريب الموظفين العاملين في القطاعات المتعلقة بالهجرة و الناشطين الإجتماعيين والجمعويين الإسبان للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا و منعها من الإنتشار. كما يقوم فريق الجمعية بتوعية المسلمين أنفسهم عن الحالات التي يمكنهم فيها اللجوء إلى القضاء لحماية حقوقهم ومعاقبة الجانين في حالة تعرضهم للإعتداء أو التمييز، فالقانون الجنائي الإسباني يجرم هذه الأفعال و يقر بعض الحماية للضحايا. لكن وبالرغم من ذلك لا يقع إبلاغ الشرطة والقضاء إلا عن 10% من الحالات.
و نظراً لأهمية الموضوع فقد قامت بلدية مالقا بتنسيق مع الجمعية بوضع 43 إعلاناً ضخماً للمؤتمر في الأماكن العامة بالمدينة ومحطات الحافلات ليس فقط من أجل التعريف بالمؤتمر و الترويج له، و إنما كذلك لتحسيس المواطنين بأهمية الموضوع و ضرورة مناقشته.
إهتمام السلطات الإسبانية بهذا الموضوع تجلى كذلك في المشاركة في تمويل المؤتمر بين مجموعة من الإدارات من بينها صندوق اللجوء والهجرة والإدماج (FAMI) التابع للإتحاد الأوربي و وزارة العمل والهجرة والضمان الاجتماعي لحكومة إسبانيا، و مديرية المساواة و السياسات الاجتماعية في حكومة الأندلس ومجلس بلدية مالقا.
كريمة ولد علي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|