الى رشيد نيني :عليك برمز بالذئب بدل الهدهد
ارتبطت الذاكرة الإنسانية منذ القدم ، بأوصاف تدل على البشرية و السلوك الإنساني اليومي ، لكن قد أحيلت إلى بعض الحيوانات الأليفة و المتوحشة ، فالفرس مثلا ، وصف بالشهامة و الكبرياء ، و القط وصف بالمهانة و الوهن ،و الأسد بالإقدام و التحدي ، و الجمل بالصبر و المثابرة ،و الهدهد بالصدق في القول و الخبر ،و البرهان و الحجة ،و الذئب عرف بالخديعة و المكر ،و الأفعى بالسم و القتل ، ..... ظروف هذا المقال جاءت تحديدا بعد قراءة أولية لأهم العناوين و الأخبار التي وردت في أول عدد لجريدة " الأخبار '' ليوم السبت و الأحد : 17 و 18 نونبر 2012 ، التي أسسها، الصحفي المثير للجدل ، كما يحلو لقناة الجزيرة ، وأنا أرى فعلا انه مثير للجدل ، نظرا لقربه من اسبانيا العدو اللذوذ للمغاربة الأحرار ، وارتباطاتها مع من يسميهم جواسيس يقدمون له الأخبار الساخنة .
لقد اختار مدير الجريدة " الأخبار " الرفيق نيني ان يجعل الهدهد رمزا لجريدة ،وأنا لا أريد ان أخالف سبب اختياره للهدهد ، لان ماقاله حول صفات الهدهد من الصدق و الأمانة في نقل الخبر بعد التأكد من صحته ،و الكل يعلم قصة الهدهد من سيدنا سليمان ،وقد أشار إليها صاحبنا في افتتاحيته ، ليؤكد و يقنع القارئ بحجته في اختيار الهدهد رمزا لجريدته الجديدة، ولكن الرفيق نيني خاب،و غابت صفات الهدهد في جميع المقالات و المواضيع التي استدرجها في العدد الاول من الجريدة ،و إليكم مجموعة من الأمثلة :
العنوان الأول : الأخبار تكشف مخطط بنكيران السري للسيطرة على رئاسة الحكومة :
السيد بنكيران وصل إلى رئاسة الحكومة ، بناء على التنزيل الديمقراطي و الحقيقي للدستور المغربي الجديد 2011 ، و الذي اعتقد انك من معارضيه ، و السيد بنكيران لم يسيطر على الحكومة المغربية ، لان الشارع المغربي هو الذي اختار أعلى نسبة لحزب العدالة و التنمية ، ولم يختر اليساريين و العدميين من أمثالك ، و بالتالي الهدهد لا يحمل اديولوجية يسارية مقيتة ،وكل ما يقوم به رئيس الحكومة الآن لا يخرج من نطاق القانون ،وقد يكون امثالك من الذين يتخوفون من تطبيق القانون '' قانون الصحافة و الأخبار '' ثم ان الهدهد لم يك مسجونا بسبب نشر أخبار كاذبة تمس مؤسسات الدولة ، بل طليقا ، انتقل من فلسطين إلى بلاد سبأ ، ،وأنت تتحدث عن وقائع ،كنت خلالها مسجونا ، تقضي مدتك القانونية اي المدة الحسبية ،وخاصة ان جواسيسك تحدثوا عن منعك من الكتابة و تتبع الشأن العام وأنت مسجون.
العنون الثاني : راتش وواتش ، تطالب المغرب باستخدام الشرطة لضبط مشغلي الأطفال
أصلا هذه المؤسسة الحقوقية الدولية فاقدة للمصداقية ،عندما تتناسى حقوق الإنسان المهضومة في فلسطين ،و العراق ،و الصومال ، والمعتقلات الكبرى ككوانتامو و وتندوف ...بل أنها تحولت إلى تعاونية و شركة للمتاجرة بحقوق الإنسان ، و الهدهد لا ينقل خبرا مشكوك في الجهة الصادرة عنه ،و كل المغاربة الأحرار ، يعلمون جيدا ان المنظمات الحقوقية الأجنبية عبارات عن سرطانات و ذئاب مفترسة ، المنظمة قدمت إحصائيات غير دقيقة ،وعليها الكثير من الظلم في حق المغرب ، سواء في موضوع تشغيل الأطفال او في مواضيع حقوق الإنسان بشكل عام ،و الهدهد لا يمكنه إطلاقا ان يقدم إلا الخبر الصحيح و اليقين ليس به زيادة و لا نقصان ، و الهدهد يعاين الأخبار قبل نقلها ،و "هيومن راتش وواتش '' معظم تقاريرها الشهرية و السنوية مشبوهة ومغلوطة ،وخاصة عندما يتعلق الأمر بالعالم العربي و الإسلامي .
العنون الثالث : في صفحات '' حب وتبن '' عودة الحاج نبيل بنعبد الله
وتحديدا هذه الفقرة الساخرة ، فالهدهد لم ينقل الى سيدنا سليمان اي خبرا يتعلق بالحياة الشخصية لملكة سبأ ، و الواضح لي ان الهدهد قد أحاط بملكة سبأ ، وتعرف على الكثير من الجوانب السياسية و الاجتماعية للمملكة سبأ " إني وجدت امرأة تملكهم " ولها عرش عظيم " "وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله " و بالتالي فالهدهد ركز على ما شاهد بأم عينيه ،ولم يتحدث عن حالتها الاجتماعية او لباسها او سلوكها او معاملاتها مع قومها ، باستثناء الجانب السياسي، أما الرفيق نيني ، فكتب أمورا بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي ، رغم ان ما كتبه مجرد '' تسلية " ، و لكنه اخطأ ، فالهدهد يجب ان يكون متعقلا ،ورزينا ،ولا يلعب بدمى الأطفال الصغار ..
وخلاصة القول ، هذه أمثلة قليلة فقط لسيل من المتاهات و الأخبار و العناوين التي تؤكد أن الرفيق نيني لا زال تحت رحمة الخط التحرير لجريدته السابقة اي المساء التي أصبحت أعدادها الأخيرة تتراجع ،و بهذا يكون نيني قد أطلق رصاصة الاغتيال في حق جريدته الجديدة .
أذ عبد الهادي وهبي