|
|
أزيلال: في شأن وفاة المتشرد سعيد وسؤال العدالة والتنمية؟
أضيف في 04 يوليوز 2019 الساعة 21 : 23
الصورة من مركز إيواء المشردين بازيلال بعد الإعتناء بهم
أزيلال: في شأن وفاة المتشرد سعيد وسؤال العدالة والتنمية؟
عاش بالشارع الأزيلالي سنوات طويلة، بردا وحرا، وحيدا منبوذا؛ بين جدران مباني وحيطان مجتمع لا يرحم، صامتا؛ اتهمه الناس بالإنحراف ولم يلتمسوا له عذرا، شوهوا صورة إنسان لفظه الزمن وأي زمن؛ بالأحرى هروبا من صدقة بسيطة يمد يده لالتقاطها.. المرحوم سعيد الذي توفي في غضون الأيام القليلة الماضية..، قبل وفاته أدخل في فصل الشتاء مؤقتا مأوى المشردين؛ البناية التابعة لمندوبية السياحة بأزيلال التي ليست معدة لهذا الغرض على الدوام، أحس بالدفء وهو يختبئ خلف جدران البناية من شدة البرد والجوع، وكغيره من إخوته المشردين؛ غادروا المقر الذي ليس به متخصصين أطباء نفسانيين وغيرهم بعد ارتفاع درجة الحرارة..
وحسب بعض المصادر، تعود وفاة سعيد الذي أصيب بوعكة صحية حرجة جراء اقتياته من حاويات الأزبال، حيث بالكاد يصارع من أجل دريهمات لشراء السجائر، وهو الذي سبق أن قضى عقوبة حبسية من أجل حيازة كمية كبيرة من " مخدر الشيرا "؛ يشاع أنه عثر عليها بالصدفة مخبأة في أحد الأماكن، في الأصل تعود ملكيتها إلى تاجر مجهول ليس الوحيد من بين التجار، فالمرحوم الذي ينام في الخلاء ليس بوسعه شرائها..
هذا ليس إلا مثالا من كثرة الأمثلة المتناثرة هنا وهناك، ظن البعض بإيجاد حل لها في عهد الإسلاميين؛ عهد العدالة والتنمية يا حسرة..؟؟؟؟؟
سحقا أيها الزمان..
وجدير بالذكر؛ فمأوى المشردين بأزيلال هي مبادرة الأولى من نوعها من قبل عامل الإقليم المشكور، لإيواءهم وحمايتهم من مخاطر شدة البرودة في فصل الشتاء؛ وانتشالهم من شوارع وأزقة المدينة، أشرف على تسييرها الزميل هشام أحرار المشكور..
نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه، ويكرم مثواه، ويوسع مدخله، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وأن ينقيه من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. وأن يخلف عليه بدار خير من داره، وأهل خير من أهله.
أزيلال الحرة/ متابعة
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|