بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري.. أية توعية وأي دعم وأي اهتمام بالمصابين بالداء
يعتبر يوم 14 نونبر يوما عالميا لداء السكري ،وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد المصابين بداء السكري عالميا ما يناهز 366 مليون شخصا ومن غير المستبعد أن يرتفع العدد إلى 552 مليون عام 2030 وهي أرقام مهولة ومثيرة وتدعو على القلق بحكم حجم وسائل العلاج للمرضى والمصابين بداء السكري من مختلف الأعمار والأدوية المصاحبة .
ويعرف داء السكري تطورا غريبا بالنظر إلى مختلف الأمراض ولدى مختل الأعمار منذ الولادة إلى المتقدمين في السن مما يطرح إشكالات خطيرة في كيفية سد العجز الحاصل في الطلب على مختل الأدوية من عقاقير وحقنة الأنسلوين .
وإذا كان الأهم بالنسبة لمرضى السكري وهي المساعدة على كيفية تدبير مرضهم المزمن بكيفية أفضل وبأساليب ناجعة لإقامة علاقة بين المصاب والمرض الذي أصيب به وهو ما يدخل في جانب التحسيس والوقاية كعنصرين ضروريين ليس فقط في مكافحة الداء ولكن من اجل الحد من خطورة الداء على الإنسان، لأنه في الغالب الأعم ما تؤدي عدم توفر المعلومات والوثائق لتوعية المرضى إلى مشاكل ومضاعفات لجهل حمل داء السكري بمرضه وبخطورته والمضاعفات الخطيرة على صحته بكاملها مما يسبب في مشاكل يستعصي حلها وحتى التغلب عليها .
وداء السكري هو مرض مزمن يتمثل في نوعين :
- السكري من نوع1 الذي يعد مرضا مناعيا ذاتيا يتميز بانعدام أو بقلة إفراز مادة الأنسولين ( الهرمون الذي يضبط تركزات غلوكوز الدم)
- السكري من نوع 2 الذي يعتبر اضطرابا يتميز بإنتاج كاف للأنسولين وبقدرة غير كافية للجسم على الاستجابة للأنسولين الذي يفرزه .
أية جمعيات أو أية مساهمات وأية توعية :
ما يحملني على الاهتمام بالسكري كمرض وهو علاقتي الشديدة بحاملي هذا الداء من أفراد أسرتي وأصدقائي والمعاناة الشديدة سواء في علاقتهم بأنفسهم والتأثير النفسي والحرمان من التمتع بحلاوة العيش كانسان عادي - تغير العادات الغذائية ونمط العيش- ، أو في علاقتهم بالمحيط الخارجي ،ثم عدم توفر الأدوية للحد من خطورة المرض وسلبياته الآنية والمضاعفات المستقبلية ،وكثيرا ما صادفتني حالات عديدة تتعلق بعدم وجود العقاقير بالصيدليات إما لنفاذها أو تغيير مصادر صناعتها ،أو بعدم وجود حقنة الأنسولين بصيدليات المدينة أو نفاذها وتعذر الحصول عليها من المستشفيات والتي تمنح مجانا لكن للمقربين أولى مما يصعب من عملية مواجهة المرضى لداء السكري في حينه .
وخلال السنوات الأخيرة تأسست العديد من الجمعيات التي تهتم بمرضى داء السكري وتختلف درجة تقييم عمل هذه الجمعيات في علاقتها بمرضى داء السكري ،فمنها من يكتفي بالعمل المناسباتي ولا علاقة له بالمرضى وقلما تعثر له عن مقر لجمعيته ،ومنها ما يحاول المساهمة على قدر الإمكانيات المتاحة من القيام بتنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة المرضى من مختلف الأعمار،أو بتوفير الأدوية للمصابين وتتبع المرضى من مختلف الأعمار ، لكن يبدو أن هذه العمليات غير كافية أمام تزايد أعداد المصابين بداء السكري وتخلف المؤسسات العمومية ذات العلاقة بمرض السكري والتي من الواجب عليها توفير كل الإمكانيات للمصابين بداء السكري.
لكن يبقى السؤال الأهم ماذا قدمنا للمصابين بداء السكري بمناسبة يومهم العالمي على مستوى مدينة أسفي.
اعتقد أن الاهتمام بهذا اليوم لا يدخل في أجندة المسؤولين على الشأن المحلي ،بل وحتى على المستوى جهاز وزارة الصحة في شخص المندوبية الجهوية ومستشفى محمد الخامس والأطباء المختصين في القطاعين العام والخاص.
إنها أسئلة محيرة وستبقى من دون جواب ويبقى الجواب الوحيد عزاؤنا في المصابين بداء السكري .
كتب إبراهيم الفلكي