الشيباني عاجز عن الحديث عن ثروات ياسين وعن أموال الجهاد الأفغاني
وجه عبد الله الشيباني، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان والعضو الملحق بالأمانة العامة للدائرة السياسية وصهر مؤسس الجماعة، رسالة مفتوحة إلى عبد الإله بنكيران يدعوه فيها إلى "تقديم استقاله أو تقديم نصحه إلى الملك بالتخلي عن ثروته لصالح الشعب"، وقبل أن نناقش الشيباني في خلفيات الرسالة عنت لنا بعض الملاحظات التي لابد منها ونحن نناقش الرسالة المكتوبة بالوكالة أو الموقعة بالوكالة، لأن الشيباني ليس من كتاب ولا خطباء الجماعة لأن لسانه لا يكاد يبين.
الملاحظة الأولى وهي أن الشيباني حاول أن يحشر نفسه مع قادة الحركة الإسلامية ومؤسسيها، رغم أن رصيده من العمل الإخواني ليس سوى المصاهرة مع عبد السلام ياسين، وهي مصاهرة جعلته مفتتنا بما يدور حوله حتى أن كل صور الدنيا والأخبار المؤكدة المتعلقة بزوجته ندية ياسين لم تفلح في إقناعه.
الملاحظة الثانية وهي أن الشيباني أراد أن يجعل من عبد السلام ياسين عالما مجتهدا وواقع الحال أنه ليس كذلك، فهو كاتب تأملات إسلامية، أما بضاعته في العلم الشرعي فهي غير معتبرة بل تكاد تكون تحت الصفر، ومعروف عن ياسين أن يعتمد على أحاديث ضعيفة وموضوعة في استصدار أحكام شرعية وهذه هي الطامة الكبرى.
الملاحظة الثالثة تتعلق بكون الرسالة مفتوحة شبيهة برسائل عبد السلام ياسين، بما يعني أنها رسالة ياسين لكن لم يرد توجيهها بنفسه إلى بنكيران لأنه ظل يعتبره متهورا ولا يستحق قيادة حركة إسلامية.
الملاحظة الرابعة تخص ما وصفه الشيباني بكون بنكيران من الإخوة الذي لازم أن ينصحهم، ناسيا أن بنكيران يلقب وسط العدل والإحسان بالعميل للمخزن منذ زمان بعيد وأنه مدسوس من أجل ضرب الحركة الإسلامية.
الملاحظة الخامسة وهي تركيز الشيباني على قضايا تتعلق بالفساد والحكامة الجيدة وهي لغة غير معهودة في أدبيات العدل والإحسان، لكنها من بركات الربيع العربي الذي غير وجهة الإسلاميين من الخلافة إلى الدولة المدنية.
الملاحظة السادسة تتعلق بتوجيه النصيحة، وهو مصطلح فقهي تاريخي لا علاقة بالدولة الحديثة ولا علاقة له بالدستور المغربي الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة، أي أن المؤسسات هي الحكم والفيصل وليست النصيحة التي يمكن الالتزام بها كما يمكن طرحها عرض الحائط.
أما فيما يخص خلفيات الرسالة فإنها واضحة، فبعد خروج الجماعة من حركة 20 فبراير وجدت نفسها عاطلة عن العمل السياسي، ولم تحقق أي هدف يذكر، وبالتالي فإنها تريد أن تغطي عن عجزها التاريخي في إيجاد موقع قدم لها داخل المشهد السياسي.
فجماعة العدل والإحسان تعيش قلاقل كثيرة وتوترات بسبب السلوكات اللا أخلاقية لمقربين من عبد السلام ياسين ومنهم ندية ياسين زوجة عبد الشيباني، الذي أكدت الصور والوقائع أنها ليست ملتزمة بالسلوك الذي تدعو له، خصوصا بعد ضبطها متلبسة في أثينا متلبطة ذراع عشيقها الذي كانت على علاقة به من أيام ليسي فيطتور هوغو بمراكش وقبل الزواج من الشيباني المغبون. فقد أكدت الوقائع أن السفر إلى أثينا كان الهدف منه المتعة بالنظر إلى أن عشيقها ليس عضوا في الجماعة وهو من أدى فاتورة الطائرة وأشياء أخرى.
فالرسالة من وحي الزوجة التي تم ضربها في مقتل وقالت حينها إذا لم تكفوا عن نشر أخباري فسأعود إلى قناعاتي الجمهورية. وظهرت داخل الجماعة مصائب أخلاقية عديدة كالشريط الموثوق الذي يصور نقيبا لشعبة بالجماعة في لحظة حميمية مع زوجة رفيقه في الجماعة يتبادلون كل شيء حتى الاعترافات.
أضف إلى ذلك تورط أعضاء الجماعة في النصب والاحتيال وجرائم متعددة لا تكاد تعد وتحصى. عندما نقرأ الرسالة نفاجأ بالشيباني يعطي الدروس للآخرين وهو ليس في المكان المناسب لتوجيه الدروس. فهو الزوج المغبون وهو الملحق بالقيادة فقط لأنه زوج ندية ياسين.
فالشيباني الذي يريد أن يتحدث عن ثروات مشهورة ومعروفة كان عليه أن يتحدث عن ثروات صهره مفتش التعليم المتقاعد الذي لن يكفيه معاشه للسكن حتى في منزل متواضع بله أن يسكن في فيلا واسعة مكتراة بالثمن الباهض الذي يخرج من جيوب فقراء الجماعة ودراويشها.
ليحدثنا عبد الله الشيباني عن الأموال الطائلة التي جمعها صهره عبد السلام ياسين بزعم دعم الجهاد الأفغاني سنة 1989، ومباشرة بعد جمع الملايين انتهت قصة المجاهدين ودخلوا في تطاحن غريب، وبقيت الأموال بحوزته لم يعلم بها حتى أعضاء مجلس الإرشاد وقدرت حينها بالملايين.
وليحدثنا الشيباني عن سر تسجيل كل ممتلكات الجماعة بما فيها أربع فيلات من حجم 1600 متر مربع باسم ياسين حتى يضغط على قيادة الجماعة كي تجد لأقاربه موقعا في القيادة بعد رحيله.
وليحدثنا الشيباني عن الأموال التي "تتبرع" فيها زوجته العاطلة عن العمل منذ سنة 1984، وعن سفرياتها المتعددة. فمن أين لها كل ذلك؟
بالنتيجة إن الرسالة ما هي إلا رسالة ياسين إلى بنكيران بوحي من الزوجة المتمتعة العائدة إلى قناعاتها الجمهورية ناسية قناعها الفاسد.
كمال قروع