|
|
العزوف عن التصويت في الإستحقاقات التشريعية المقبلة يساوي ولاية حكومية ثالثة للعدالة والتنمية
أضيف في 14 مارس 2019 الساعة 02 : 17
العزوف عن التصويت في الإستحقاقات التشريعية المقبلة يساوي ولاية حكومية ثالثة للعدالة والتنمية
تظن الأحزاب السياسية المغربية التي تستعد لمقارعة حزب العدالة والتنمية أنها ستتغلب عليه في الإستحقاقات التشريعية لسنة 2021 بكل بساطة، معتقدة بافتضاح أمره وهشاشة تدبيره وتسييره ويأس المواطنين منه..
في خضم المشاكل التي خلقتها حكومة العدالة والتنمية في نسختين وتتحمل وزرها أيضا الأحزاب المشاركة إلى جانبه، لا يطرح للنقاش ما يتصل بالعزوف عن التصويت الذي أثبتت المحطات السابقة هزالة نسبته؛ ما أدى إلى فوز حزب البيجيدي بالمرتبة الأولى, وبالتالي تشكيل الحكومة ورئاستها طبقا لأسمى قانون في البلاد..
وعليه؛ هل تفكر الأحزاب التي عقدت عزمها لمنافسة حزب العدالة والتنمية فيما قد يحدث من مفاجئة بسبب العزوف عن التصويت..؟، وهل سيظل الحزب الفائز بالمرتبة الأولى على رأس الوزارة الأولى بمقتضى القانون..؟
لابد من التذكير بأن الكتلة الناخبة التي تصوت على حزب العدالة والتنمية راسخة لا تتزحزح، في وقت الهجرة بين الأحزاب المتبقية قائمة ولا تمتلك كتل ناخبة قارة ومهمة مقارنة مع الحزب المذكور..
بطبيعة الحال سيفوز حزب العدالة والتنمية بالإنتخابات المقبلة في حالة العزوف عن التصويت، اعتبارا إلى كون الكتلة الراسخة من أصوات حزب بن كيران والعثماني ستصوت مائة بالمائة عليه؛ وستشكل الأغلبية من النسبة العامة الهزيلة لنسبة التصويت، وعلى باقي الأحزاب ألا تغتر بفشل قائد الحكومة الحالية وسابقه في تدبير شؤون البلاد والعباد، أو ما يروج له البعض عن وجود تصدعات وانشقاقات داخله، فهم الذين يستغلون الدين في السياسة ويتحدون لنصرة الإسلام في الشدائد كما يدعون، وليس بغريب أن تصوت لصالحهم جماعة العدل والإحسان، كل شيء وارد..
من دون ارتفاع ملحوظ لنسبة التصويت على الأحزاب المنافسة لحزب العدالة والتنمية خلال الإستحقاقات التشريعية المقبلة، نقول لحزب العدالة والتنمية مسبقا" بالصحة والراحة الولاية الحكومية الثالثة"، ولو فرضنا أن الأغلبية المطلقة من الناخبين استوعبوا الموقف الخطير الذي تمر به بلادنا واتحدوا في المحطة المقبلة للتصويت ضد حزب البيجيدي، فعلى من سيصوتون من الأسماء التي ستقترحها هاته الأحزاب..؟؟، مع العلم أن نوعية المرشحين قد تخلق مفاجأة أيضا، وقد يسود إحباط عام لدى الناخبين الرافضين التصويت على تلك الوجوه المكروهة..
تحدثت في الأمر إلى بعض الفاعلين السياسيين فنصحوني بتأجيل الكتابة عن هذا الملف إلى حين حلول أيام الإنتخابات..، في حين أن التأجيل لن يزيد الطين إلى بلة، وستتخبط آنذاك الأحزاب وتختلط عليها الأوراق، فمن الأحرى أن تشرع الهياكل الحزبية في الإعداد المبكر للوائح التي تعتزم تقديمها، وتعمل على تمحيص الوجوه المراد ترشيحها، وحذاري من مفهوم " مول الشكارة الفاسد، الجاهل والأمي "..
في نظري المتواضع ستكون الوجوه مفترق طرق، إما أن ترضى عنها الأغلبية المطلقة من الكتلة الناخبة، أو نعود لنذكر بالقول " بالصحة والراحة الولاية الثالثة لحزب العدالة والتنمية".
طبعا أتكلم هنا في إطار الخيار الديمقراطي للمغرب وما يطبع الإستحقاقات الفارطة من الشفافية والنزاهة ودون تزوير، وكذا نجاح العدالة والتنمية رغم عصيانها وتشكيكها في نزاهة الإنتخابات الفارطة ساعات قليلة قبل إعلان النتائج..؟؟؟
من جانب آخر، أجزم أن جميع شبيبات الأحزاب السياسية التي نوت المقارعة في الإنتخابات المقبلة لا تقوى على شبيبة حزب العدالة والتنمية وكتائبها الإلكترونية..
ضعف وهوان ومستوى ثقافي ومعرفي ومكر وخداع وخلط للأوراق بادي للعيان بمجرد تصفح مواقع التواصل الإجتماعي لاستخلاص الفريق المهيمن والمندحر..
كثيرة هي التدوينات والمنشورات التي تأخذ حيزا مهما من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وتهدف إلى زرع اليأس في صفوف الناخبين من جدوى العملية الإنتخابية وفساد الأسماء التي سبق أن رشحت، وكذا الدعوة إلى المقاطعة في أمور شتى..، مروجوها ليسوا سوى الكتائب الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني على حد وصف المشارقة، والهدف من ذلك الدفع بالناخبين إلى التدمر وفقدان الثقة في العملية السياسية برمتها، وبالتالي رفضهم المشاركة بالتصويت خلال الإنتخابات، وفسح المجال لغلبة كتلتهم الناخبة الراسخة التي لا تتزحزح، ولنقول مرة ثالثة " بالصحة والراحة الولاية الحكومية الثالثة"، وتستمر "حليمة في عادتها القديمة" إلى أن ينفجر للعلن ما راكمته تجاربهم من الفشل والضغط على المواطنين..
أزيلال الحرة/ متابعة
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|