راسلونا عبر البريد الالكتروني: [email protected]         لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب             بني ملال.. احتجاج الممرضين المتعاقدين للمطالبة بالإدماج في قطاع الصحة             الجزائر.. حالة ترقب وردود فعل محتشمة عقب تقديم موعد الانتخابات الرئاسية             أمطار وثلوج متوقعة ابتداء من يوم الجمعة بعدد من مناطق المغرب             أزيلال: اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تصادق على عدة مشاريع تنموية             مباراة باهتة لأسود الأطلس أمام منتخب موريتانيا             المسطرة المدنية.. نقاش داخل البرلمان ومطالب بتحديث الترسانة القانونية             عودة الثلوج الى مرتفعات إقليم أزيلال وعملية إزاحتها من الطرقات مستمرة             التحديات التي تواجه الشباب المغربي في سوق العمل             نظام امتحان السياقة الجديد يتسبب في رسوب 90 % من المترشحين بعدد من المدن             إختلاق جريــمة وهمية للرفع من نسبة المشاهدة تقود المُنشط             الاتجار بالبشر.. توقيف ثلاثة أشخاص تورطوا في الاختطاف والاحتجاز             التساقطات المطرية.. سد تانسيفت يسجل أعلى نسبة ملء على الصعيد الوطني             الزيادة في الأجور.. صرف الشطر الأول لرجال ونساء التعليم             انـتحار عون سلطة في ظروف غامضة             روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو             المغرب: بوابة الثقافات والتنوع الطبيعي             تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"             نشرة إنذارية..هبات رياح قوية مع تطاير للغبار اليوم السبت وغدا الأحد             بعد اتهامها بالسرقة.. علامة تجارية فرنسية تسحب “البلغة” من متاجرها             اليوم العالمي لمكافحة السل..أرقام وتفاصيل حول الوباء المدمر             امتحانات الباكلوريا..على المترشحين تدقيق معطياتهم عبر الخدمة الإلكترونية             المملكة المغربية تدين “بشدة” العملية الإرهابية التي تم تنفيذها قرب موسكو             أزيلال: عامل الإقليم يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الجديد بجماعة تاونزة ويقدم واجب العزاء لأسرة أحد ضحايا الحادث الأليم             المنتخب المغربي ضد أنغولا.. فوز صغير وأداء مقنع             ما هذا المستوى؟                                                                                                                                                                                                                                                           
 
كاريكاتير

 
مواقـــــــــــــــف

لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب


تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"


التنمية البشرية.. الخروج من المأزق


الفن الساقط


اكتمال بدر استهداف وتشويه رجال التعليم

 
أدسنس
 
حـــــــــــــــوادث

ارتفاع عدد قتلى حادثة السير المميتة بإقليم أزيلال إلى11

 
سياحـــــــــــــــة

عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ 6,5 مليون سائح عند متم يونيو 2023

 
دوليـــــــــــــــــة

روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 

»  راسلونا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

 
 
ملفــــــــــــــــات

نيويورك.. التنديد بانتهاكات حقوق النساء في مخيمات تندوف

 
وطنيـــــــــــــــــة

العقار في المغرب..ارتفاع في الأسعار خلال سنة 2023 مقارنة مع السنوات الماضية

 
جــهـــــــــــــــات

بني ملال.. احتجاج الممرضين المتعاقدين للمطالبة بالإدماج في قطاع الصحة

 
 

نبذة عن الفيلسوف والأب الروحي للسانيات الأستاذ العبقري نعوم تشومسكي


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 26 فبراير 2019 الساعة 52 : 20


 


نبذة عن الفيلسوف والأب الروحي للسانيات الأستاذ العبقري نعوم تشومسكي


هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي إضافة إلى أنه عالم إدراكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي. وهو أستاذ لسانيات فخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياوالتي عمل فيها لأكثر من 50 عام.إضافة إلى عمله في مجال اللسانيات فقد كتب تشومسكي عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام وهو مؤلف لأكثر من 100 كتاب] وفقاً لقائمة الإحالات في الفن والعلوم الإنسانية عام 1992 فإنه قد تم الاستشهاد بتشومسكي كمرجع أكثر من أي عالم حي خلال الفترة من 1980 حتى 1992، كما صُنف بالمرتبة الثامنة لأكثر المراجع التي يتم الاستشهاد بها على الإطلاق في قائمة تضم الإنجيل وكارل ماركس وغيرهم. وقد وُصف تشومسكي بالشخصية الثقافية البارزة، حيث صُوت له كـ "أبرز مثقفي العالم" في استطلاع للرأي عام 2005

ويوصف تشومسكي أيضاً بأنه "أب علم اللسانيات الحديث" ] كما يُعد شخصية رئيسية في الفلسفة التحليلية أثر عمله على مجالات عديدة كعلوم الحاسب والرياضيات وعلم النفس. كما يعود إليه تأسيس نظرية النحو التوليدي، والتي كثيراً ما تعتبر أهم إسهام في مجال اللسانيات النظرية في القرن العشرين. ويعود إليه كذلك فضل تأسيس ما أصبح يُعرف بـ "تراتب تشومسكي" ونظرية النحو الكلي ونظرية تشومسكيشوتزنبرقر.

وبعد نشر كتابه الأول في اللسانيات أصبح تشومسكي ناقد بارز في الحرب الفيتنامية ومنذ ذلك الوقت استمر في نشر كتبه النقدية في السياسة. اشتهر بنقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ورأسمالية الدولة [ ووسائل الإعلام الإخبارية العامة. وقد شمل كتاب "صناعة الإذعان :الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام الجماهيرية"  (1988 ) على انتقاداته لوسائل الإعلام، والذي تشارك في كتابته مع إدوارد هيرمان وهو عبارة عن تحليل يبلور نظرية لنموذج البروباغندالدراسة وسائل الإعلام. ويصف تشومسكي آراءه بأنها "تقليدية لاسلطوية إلى حد ما تعود أصولها لعصر التنوير والليبرالية الكلاسيكية" بعض الأحيان يتم تعريفه مع النقابية اللاسلطوية والاشتراكية التحررية. كما يُعتبر كذلك منظراً رئيسياً للجناح اليساري في السياسة الأمريكي.

السيرة
طفولته
وُلد افرام نعوم تشومسكي في السابع من ديسمبر لعام 1928 في حي اوك لين الشرقي من فيلادلفيا، بنسلفانيا. والده الدكتور ويليام زيف تشومسكي  (18961977 ) ولد في أوكرانيا والتي كانت جزء من الامبراطورية الروسية ولكنه هاجر للولايات المتحدة في عام 1913 لتجنب التجنيد في الجيش. وهناك بدأ عمله في متجر للحلويات في بالتيمور، ماريلاند قبل أن يتوظف كمعلم في مدرسة ابتدائية في هيبرو مستخدما ماله ليمول لدراسته في جامعة جون هوبكينز. تزوج من إلسي سيمونفسكي وهي من مواليد مايدعى اليوم ببيلاروسيا روسيا البيضاء ولكنها نشأت في الولايات المتحدة ومن ثم انتقلا إلى فيلادلفيا حيث بدءا هناك التدريس في مدرسة دينية إسرائيلية، وترقى ويليام في وظيفته حتى منح منصب المدير هناك . وفي عام 1924 تم تعيينه في كلية غراتز والتي تعد أقدم مؤسسة لتدريب المعلمين في البلاد حيث بدأ كرئيس لهيئة التدريس في عام 1932. وبدأ أيضا في تقديم دورات للتدريس في كلية دروبسي في عام 1955. وقد كان منشغلاً بشكل مستقل في بحثه حول العبرية في القرون الوسطى وفي نهاية المطاف قام بتأليف سلسلة من الكتب عن هذه اللغة : "كيفية تعليم اللغة العبرية في الصفوف الابتدائية"  (1946 ) ، "العبرية قصة لغة حية"  (1947 ) ، "العبرية اللغة الخالدة"  (1957 ) ، "التعليم والتعلم"  (1959 ) إضافة إلى نسخة منقحة من "قواعد العبرية" لديفيد كيمنس  (1952 ).ركز ويليام تشومسكي والذي وُصف كشخصية دافئة ولطيفة وفردية على أهمية توعية الناس "ليصبحوا متكاملين وأحرار ومستقلين في تفكيرهم وتواقين لجعل الحياة أكثر معنى وجديرة للعيش للجميع" وهي آراء سيتبناها ابنه لاحقاً.

كان نعوم الابن الأول للعائلة فقد ولد أخيه الأصغر ديفيد إلي تشومسكي بعده بخمس أعوام. بقي الإخوان مقربين على الرغم من أن ديفيد كان ذو شخصية سهلة نوعاً ما على العكس من نعوم الذي كانت شخصيته تنافسية للغاية. كانت اللغة الأولى للعائلة هي اليديشية ولكن كان الحديث بها يعد من المحرمات على حد قول تشومسكي. . كانت إلسي تتحدث الإنجليزية بلكنة نيويورك على العكس من زوجها. نشأ الأخوان في بيئة يهودية وقد تعلموا اللغة العبرية وكانوا يتناقشون بانتظام حول نظريات الصهيونية السياسية وقد تأثرت العائلة بشكل خاص بكتابات اليساري الصهيوني آحاد عام  (18561927 ) ولأنه نشأ يهودياً فقد عانى تشومسكي من معاداة السامية حين كان طفلاً وخاصة من المجتمعات الأيرلندية الألمانية التي كانت تعيش في فيلادلفيا ومازال يتذكر حفلة البيرة للألمان احتفالا بسقوط باريس على يد النازيين.

وصف تشومسكي والديه بأنهما "ديموقراطين روزفلتيين طبيعين" تبنوا الموقف اليساري المتوسط على الساحة السياسية ولكنه تعرض لليسار المتطرف من خلال أفراد عائلته الآخرين وكان عدد منهم اشتراكيين مشاركين في النقابة الدولية للسيدات العاملات لصناعة الملابس. وتأثر بشكل عظيم بعمه الذي وبرغم انه لم يكمل المرحلة الرابعة إلا أنه كان يمتلك كشك صحف في مدينة نيويورك حيث كان اليهود اليسارين يحضرون لنقاش قضايا الساعة.وكلما زار عائلته في المدينة كان تشومسكي يتردد للمكتبات الأناركية واليسارية وأصبح قارئاً نهماً للأدب السياسي ووصف لاحقاً اكتشافه للأناركية "كحادثة محظوظة" بشكل أتيح له ليصبح ناقداً للأيدولوجيات اليسارية الراديكالية الأخرى وخصوصاً الماركسية اللينينة والتي تؤمن بأن الطريق إلى مجتمع قائم على المساواة تكمن في السيطرة على حزب الطليعة.

وحصل تشومسكي على تعليمه الأساسي من مدرسة أوك لين كونتري دي وهي مؤسسة مستقلة تركز على السماح لطلابها للبحث عن اهتماماتهم في جو غير تنافسي. وقد كتب هناك مقالته الأولى في سن العاشرة عن انتشار الفاشية بعد سقوط برشلونة في الحرب الأهلية الأسبانية. ومن سن الثانية عشر أو الثالثة عشر عُرف تشومسكي بشكل تام مع السياسة الأناركية.وانتقل في سن الثانية عشر للمدرسة الثانوية في سنترال فيلاديفيا وهناك انضم لنوادي ومجتمعات مختلفة ولكنه كان منزعج من أسلوب التدريس الهرمي والصارم المستخدم هناك.

الجامعة :
بدأ تشومسكي دراسة الفلسفة واللسانيات في جامعة بنسيلفينيا في عام 1945 بعد تخرجه من مدرسة سنترال الثانوية في فيلادلفيا. وقد حضر هناك دروس متعددة لفلاسفة مثل وست تشرجمان ونيلسون قودمان وأستاد اللسانيات زيليج هاريس. ومن خلال دراسته لدى هاريس اكتشف التحولات كتحليل رياضي لبنية اللغة  (حيث تكون المخططات من جهة فرعية واحدة إلى أخرى في نفس المجموعة من الجمل ). وأشار تشومسكي لقواعد الصيغ الصرفية في أطروحته للماجستير في عام 1951 بعنوان "الصيغ الصرفية في العبرية" حول التحولات تبعاً لمفهوم كارناب لقواعد التحولات في عام 1938 مقابل قواعد التكوين وتبعاً لذلك إعادة تفسير مفهوم التحولات النحوية بطريقة مختلفة عن هاريس حين تكون عمليات الإنتاج في النحو المستقل context free grammer المستمدة من أنظمة بوست للإنتاج . وكان لآفكار هاريس السياسية دور فعال في تشكيل آراء تشومسكي. حصل تشومسكي على درجة البكالوريس في عام 1949 والماجستير في عام 1951.

وخلال زياراته لمدينة نيويورك كان تشومسكي يتردد لمكتب الصحيفة الأناركية للغة اليديشية Freie Arbeiter Stimme ليصبح مفتوناً بأحد مساهميها وهو النقابي الأناركي لرودولف روكر  (18731958 ). ولاحظ تشومسكي لاحقاً أن أعمال روكر هي من هدته بداية إلى الصلة بين الأناركية والليبرالية الكلاسيكية والتي قام بالتعمق فيها أكثر بعد ذلك ومن المفكرين السياسين الذين قرأ لهم تشومسكي في تلك الفترة دياغو دي اباد سانتيلان والديموقراطي الاشتراكي جورج أورويل وبرتراند راسل ودويت ماكدونالد وأعمال أخرى من كتاب غير ماركسيين مثل كارل ليبكنشت وكارل كورش وروزا لوكسمبورغ وكان لقراءاته دور في اقتناعه بالمجتمع الأناركي النقابي حيث أصبح مبهوراً بتلك الجماعات التي أُنشئت خلال الحرب الأهلية الأسبانية والتي تم توثيقها في كتاب أورويل تحية إلى كاتلونيا  (1938

وأصبح قارئاً متعطشاً لمجلة "السياسة" اليسارية والتي نشرت من قبل ماكدونالد من 1944 حتى 1949. وعلى الرغم أنها في بدايتها كانت ملتزمة بالآراء الماركسية إلا أنها في عام 1946 تخلت عن هذا الاتجاه. وأوضح تشومسكي لاحقاً أن تلك الصحيفة أجابت وطورت اهتمامه فيما يختص بالأناركية. وفي العشرينات ، أصبح تشومسكي قارئاً لدورية "Living Marxism  (الماركسية الحية )" والتي نُشرت في شيكاغو من قبل المفكر الماركسي بول ماتيك (19041981 ). وتقيم المجلة بشكل ناقد الوضع في الاتحاد السوفيتي في وقت جوزيف ستالين وتطورات الحرب العالمية الثانية. وبالرغم من رفضه لأساس نظرياتها الماركسية إلا أن تشومسكي تأثر بشدة بالحركة الشيوعية بعد قراءته لمقالات انتوني بانيكوك وكارل كورش في "Living Marxism  (الماركسية الحية ) عرف تشومسكي ماتيك شخصياً ولكنه وصفه لاحقاً بأنه " ماركسي أرثوذكسي جداً بالنسبة لي". وكان له اهتمام كبير بالنظريات السياسية حول "المارلينيتس" وهم مجموعة غامضة من الماركسين المعارضين الستالينية بقيادة جورج سبيرو والذي وحدها تحت الرابطة اللينينية. وقد زعم المارلينتين بأن الحرب العالمية الثانية كانت "زائفة" لأنه كان ورائها الرأسماليين الغربيين ورأسماليي الدولة الذين كانوا يحكمون الاتحاد السوفيتي لسحق الطبقة العاملة في أوروبا، وهي وجهة نظر وافقها تشومسكي.

دخل تشومسكي في علاقة عاطفية مع زميلته كارول دوريس كاتس وهي طالبة في مدرسة بإسرائيل والذي كان على معرفة بها منذ كانوا صغاراً وتزوجها في عام 1949. وبقيا متزوجين لمدة 59 عاماً حتى توفت جراء مرض السرطان في ديسمبر 2008.[ورزق الزوجان بإبنتان وهما أفيفا  (1975 ) ودانيا  (1960 ) إضافة إلى ابن يدعى هاري  (1967 ). وعاش تشومسكي مع زوجته في هازورا، كيبوتس في إسرائيل خلال عام 1953. وحين سُئل إذا ماكان قد أصيب بالخيبة خلال بقائه هناك أجاب تشومسكي "كلا. فقد أحببتها، ولكني لم أستطع تحمل الجو الأيدولوجي هناك والحماسة القومية" وخاصة وأن ستالين في بداية الخمسينات كان يدافع عنه من خلال العديد من أعضاء كيبتز ذو الميول اليسارية والذين اختاروا أن يرسموا صورة وردية من التوقعات المستقبلية والواقع المعاصر في الاتحاد السوفيتي. وذكر تشومسكي أنه رأى العديد من العناصر الإيجابية في مجتمع كيبتز حيث كان الآباء والأطفال يعيشون سوية في منازل منفصلة، وحين سُئل فيما إذا كان هناك "دروس من الممكن لنا أن نتعلمها من تاريخ كيبتز" أجاب "في بعض النواحي فستجد أنهم كانوا أقرب للأناركية المثالية أكثر من أي محاولة أخرى لم تستمر لأكثر من لحظات قبل أن تتدمر وفي تلك النواحي، فقد كانوا جذابين وناجحين للغاية ولو صرفنا النظر عن الحوادث الشخصية فلربما كنت سأعيش هناك .. إلى متى؟ من الصعب تخمين ذلك."

ومُنح تشومسكي درجة الدكتوراة في اللغويات من جامعة بنسيلفينيا في عام 1955. وقد أدار جزءاً من أبحاثه خلال الأربع سنوات في جامعة هارفارد كزميل في الجامعة. وفي أطروحته بالدكتوراة طور تشومسكي بعضاً من أفكاره اللغوية وتوسع بها في كتابه الذي صدر عام 1957 بعنوان "التراكيب النحوية" والذي يعد من أشهر كتبه في مجال اللغويات

المهنة
انضم تشومسكي لهيئة تدريس معهد ماساتشوستس للتقنية  (MIT ) في عام 1955 وعين في عام 1961 أستاذاً في قسم اللغات الحديثة واللسانيات والذي يسمى اليوم بقسم اللسانيات والفلسفة. ومن عام 1966 حتى 1976 حصل على الأستاذية الفخرية للغات الحديثة واللسانيات وفي عام 1976 عُين بروفسوراً للمعهد . في عام 2010 كان قد درس تشومسكي في المعهد ل55 عاماً متواصلة.

وفي فبراير لعام 1967 أصبح تشومسكي واحداً من من المعارضين الرئيسين للحرب الفيتنامية حين نشر مقاله "The Responsibility of Intellectuals  (مسؤولية المثقفين ) في نيويورك ريفيو أوف بوكس. وأتبعه بعدها في عام 1969 بكتابه "سلطة أمريكا والبيروقراطيين الجدد" وهو مجموعة من مقالاته التي جعلته في مقدمة المعارضة الأمريكية. وأثارت انتقاداته الشديدة للسياسة الخارجية لأمريكا وشرعية سلطتها الكثير من الجدل وكثيراً ماكانت تُطلب آرائه دولياً من خلال المطبوعات والمنافذ الإخبارية. وقدم في عام 1977 محاضرة هوزينقا في ليدن بهولندا تحت عنوان "المثقفون والدولة".

وتعرض تشومسكي للتهديد بالقتل وذلك بسبب نقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.ولذا فقد كان في بعض الأحيان تحت الحماية البوليسية في جامعته وحين حديثه عن الشرق الأوسط رغم من رفضه لذلك.

ويقيم تشومسكي في لكسينقتون بماساتشوستس ويسافر غالباً لإلقاء محاضرات حول السياسة

أفكاره
اللسانيات
تتحدى لسانيات تشومسكي والتي بدأت من "البنى التركيبية" وهي خلاصة لكتابه "البنية المنطقية للنظرية اللسانية" اللسانيات البنيوية وتمثل مقدمة لالنحو التحويلي. وهذا التوجه يأخذ الكلام  (تسلسل الكلمات ) باعتباره متميزا بالنحو الشكلي وخصوصا في النحو ذو السياق المستقل الممتد مع قواعد تحويلية.

وربما مساهمته الأكثر تأثيراً في هذا المجال هو فرضية أن نمذجة معرفة اللغة باستخدام النحو الشكلي محسوبة لصالح إنتاجية وإبداع اللغة. وبعبارة أخرى، فالنحو الشكلي للغة ما يمكن أن يشرح قدرة السامع والمتحدث لإنتاج وتفسير عدد لاحصر له من الحديث بما في ذلك الحديث الروائي مع مجموعة محدودة من قواعد اللغة والمصطلحات. ويدين تشومسكي دائماً لبنيني لفكرته الحديثة للنحو التوليدي على الرغم من ارتباطه كذلك بالأفكار العقلانية للمعرفة المسبقة .

ومن سوء الفهم المنتشر الإدعاء بأن تشومسكي أثبت بأن اللغة هي فطرية بشكل كامل وبأنه هو من اكتشف "النحو الكلي". في الحقيقة تشومسكي فقط لاحظ بأن الطفل والقط كلاهما قادر على التفكير الاستقرائي إذا تعرضوا لنفس المعطيات اللغوية فالطفل سيكتسب دوماً القدرة على فهم وإنتاج اللغة في حين أن القط لن يكتسب أياً منها. وسمى تشومسكي أي قدرة للإنسان يفتقدها القط "جهاز اكتساب اللغة" واقترح أن تكون إحدى مهام اللسانيات عن معرفة هذا الجهاز وماهي القيود التي يضعها على مجموعة محتملة من اللغات. وتسمى الخصائص الكلية التي من الممكن أن تنتج من هذه الحدود بـ "النحو الكلي.

وتقوم مقاربة المبادئ والوسائط والتي تطورت في محاضراته عن بيزا عام 1979 ونشرت لاحقاً بعنوان "محاضرات في الربط العاملي" بجعل الفرضيات قوية بخصوص النحو الكلي. فالمبادئ النحوية التي تحدد اللغة هي فطرية وثابتة، والاختلاف بين لغات العالم من الممكن أن يوصف من خلال وسائط موجودة بالضبط في الدماغ  (مثل عامل الحذف أثناء النطق والذي يشير إذا كان موضوع ما مطلوب دوماً، مثل الإنجليزية، أو من الممكن أن يحذف اختيارياً، مثل الإسبانية ) والتي كثيراً ما تشبه المفاتيح.  (ولذا كان هذا النهج يوصف بمصطلح المبادئ والوسائط ). وتبعاً لهذا الرأي فإن تعليم اللغة لطفل يحتاج فقط لاكتساب المفردات اللغوية الأساسية  (من كلمات، والإضافات النحوية، والتعابير) ولتحديد مواصفات مناسبة، والذي يمكن أن يُبنى على أمثلة رئيسة قليلة .

ويجادل أصحاب هذا الرأي بأن الوقت التي يتعلم فيه الطفل اللغة سريع بنحو غير قابل للتفسير مالم يملك الأطفال قدرة فطرية لتعلم اللغة. كما أن تتبع خطوات مشابهة من قبل الأطفال حول العالم حين يتعلمون اللغة وحقيقة أن الأطفال يقعون في أخطاء محددة أثناء تعلمهم لغتهم الأولى، في حين أن بعض الأخطاء المنطقية لاتظهر أبداً، كلها من مؤشرات على الفطرية في اكتساب اللغة.

وفي الآونة الأخيرة، حاول تشومسكي في برنامجه الإصلاحي لعام 1995 الحفاظ على مفهوم "المبادئ والوسائط" إجراء إصلاح جذري للسانيات الآلية في نموذجه ب"محاضرات عن الربط العاملي" متمثلة بالتجرد منها بشكل كلي عدا من العناصر الضرورية على الرغم من دعوته لنهج عام لهندسة كليات اللغة البشرية التي تؤكد على مبادئ الاقتصاد والتصميم المثالي والعودة إلى نهج الاشتقاقية والنهج التوليدي في تناقض مع النهج التمثيلي للمبادئ والوسائط.

وكان لأفكار تشومسكي تأثير قوي على البحوث المتعلقة باكتساب اللغة عند الأطفال على الرغم من أن الكثير من الباحثين في هذا المجال عارضوا بشدة نظرياته مثل اليزابيث بيتس ومايكل توماسيلو . حيث بدلاً من ذلك دعوا إلى نظريات التوالد أو الاتصالية والتي تقوم على شرح اللغة من خلال عدد من الآليات في الدماغ التي تتفاعل مع البيئة الاجتماعية الواسعة والمعقدة التي تُستخدم فيها اللغة وتُعلم .

ومن أشهر أعماله في علم الصوتيات الصرفية هو "نمط الأصوات في اللغة الإنجليزية"  (1968 ) والذي كتبه مع موريس هالي. وكان لهذا العمل أهمية عظيمة في تطوير هذا المجال. وعلى الرغم من أن نظرية علم الصوتيات قد تجاوزت "علم نمط الأصوات في اللغة الإنجليزية" في عدة جوانب مهمة، فإن علم نمط الأصوات يعد الرائد في بعض نظريات الصوتيات الصرفية المؤثرة اليوم بما في ذلك الصوتيات الصرفية ذات المستويات المستقلة والصوتيات الصرفية المختصة بالمفردات والنظرية المثالية. ولم يصدر بعدها تشومسكي عملاً آخر حول علم الصواتة أو علم الصوتيات الصرفية.

النحو التوليدي
ويدرس نهج تشومسكي للنحو والذي يدعى غالباً بالنحو التوليدي النحو بوصفه بنية معرفية يتحكم به مستخدمو اللغة. ومنذ الستينيات أصر تشومسكي بأن أغلب هذه المعرفة هي فطرية، بما يؤدي إلى أن الطفل يحتاج فقط لخصائص معينة ومحدودة من لغتهم الأم يسمى المضمون الفطري للمعرفة اللغوية بالنحو الكلي . ومن وجهة نظر تشومسكي ، فالإثبات الأقوى لوجود النحو الكلي هو ببساطة حقيقة أن الأطفال يكتسبون لغتهم الأم بنجاح في وقت قصير جداً. وزعم أيضاً بأن هناك ثغرة ضخمة بين المحفزات اللغوية التي يتعرض لها الأطفال والمعرفة اللغوية الثرية التي يحرزونها. ولذلك فمعرفة النحو الكلي ستسد تلك الفجوة.


وكان لنظريات تشومسكي تأثير كبير في مجال اللسانيات ولكنه تعرض للنقد كذلك. ومن الانتقادات المتكررة لتشومسكي بخصوص التنوع في نظرية النحو التوليدي هي أنها بالأصل أوروبية المركز أو أنجلو ساسكونية المركز، فقد كان عمل علماء اللسانيات في مجال النحو الكلي مبني على أساس عينة صغيرة من اللغات وأحياناً قد تكون واحدة. بدايةً كان التمركز الأوروبي واضحاً في التركيز المفرط على دراسة اللغة الإنجليزية. وعلى كل حال فإن المئات من اللغات المختلفة قد حصلت الآن على اهتمام على الأقل من قبل تحليل تشومسكي اللغوي وعلى الرغم من تنوع اللغات التي تم دراستها من قبل اشتقاقات النحو الكلي إلا أن النقاد استمروا في الجدال حول أن أساس نظرية تشومسكي هي ذات توجه انجلوساكسوني ولن تفلح في تفسير خصائص اللغات التي تختلف بطبيعتها عن اللغة الإنجليزية. ولذلك فقد تم انتقاد نهج تشومسكي كشكل من أشكالالاستعمارية اللغويةإضافة لذلك ، تعتمد لسانيات تشومسكي بشكل كبير على فطرة المتحدثين بلغتهم الأم بخصوص أي الجمل من لغتهم هي ذات تركيب جيد. وهذه الممارسة انتُقدت على أساس منهجي عام. وعارض بعض علماء النفس وعلماء اللسانيات النفسية رغم من تعاطفهم مع برنامجه العام بأن لسانيات تشومسكي تولي اهتماماً للمعطيات التجريبية لمعالجة اللغة بالرغم من أن نتائج تلك النظريات ليست مقنعة نفسياً. وتسائل نقاد آخرون انظر إلى اكتساب اللغة في إذا ماكان ضرورياً أن نفترض وجود نحو كلي لشرح اكتساب الأطفال للغة بحجة أن آليات التعلم العامة كافية.

وهناك اليوم فروع مختلفة عديدة للنحو التوليدي. فباستطاعة الفرد أن يرى الأُطر النحوية مثل نظرية نحو الجملة المبني على الرأس، والنحو الوظيفي المعجمي، والنحو التوفيقي التصنيفي والذي يعدبشكل عام تشومسكياً وتوليدياً ولكن مع اختلافات كبيرة في التنفيذ.

يشتهر تشومسكي ببحثه حول مختلف أنواع اللغات الصورية وإذا ماكانت قادرة على التقاط الخصائص الرئيسية للغة البشرية. يصنف تسلسله الهرمي قواعد النحو الشكلي إلى فئات ومجموعات مع زيادة القوة التعبيرية، فعلى سبيل المثال كل فئة تابعة تستطيع توليد مجموعة أوسع من اللغات الرسمية من التي قبلها. ومن المثير للاهتمام هو قول تشومسكي بأن نمذجة بعض جوانب اللغة تتطلب قواعد نحو أكثر تعقيداً مقياساً على تسلسل تشومسكي من نمذجة الجوانب الأخرى . فعلى سبيل المثال بينما نعتبر اللغة الاعتيادية قوية لتصيغ قواعد الصرف في اللغة الإنجليزية، إلا أنها ليست قوية كفاية لصياغة نحو اللغة الإنجليزية. إضافة إلى كونها متصلة باللسانيات، فإن تسلسله الهرمي أصبح مهماً في علم الكمبيوتر وخصوصاً في البناء البرمجي ونظرية التشغيل الذاتي.وبالطبع هناك تكافؤ بين تسلسل تشومسكي للغة وبين الأنواع المختلفة لأنظمة التشغيل الذاتي. ولذلم يتم التعامل مع مع نظريات اللغات إما تبعاً لقواعد النحو أو التشغيل الذاتي.

ومن الممكن أن يكون هناك أسلوب بديل للتعامل مع اللغة يعتمد على متسلسلات القوى الشكلية متسلسلات القوى الشكلية كما العلاقات بين اللغات ونصف المجموعات. متسلسلات القوى الشكلية شبيهة لمتسلسلات تايلور الموجودة في علم الحساب وهي مفيدة بشكل خاص للغات حيث تكون فيها الكلمات  (كرموز نهائية ) تبادلية.

السياسة
ويصف تشومسكي آرائه بأنها "تقليدية أناركية إلى حد ما تعود أصولها لعصر التنوير والليبرالية الكلاسيكية" وقد أشاد بالاشتراكية التحررية.وعلى الرغم من محاولته لتجنب التصنيف إلا أن آرائه السياسية تُصنف غالباً باليساريةوقد وصف نفسه بأنه يتبع للنقابة الأناركية. ويعد تشومسكي عضواً في حملة الدعوة للسلام والديموقراطية وعضو في عمال المصانع في الاتحاد العالمي الدولي. ويعد تشومسكي عضواً في اللجنة الاستشارية الانتقالية في المنظمة الدولية من أجل مجتمع تشاركي والذي وصفه بأنه مجتمع يملك القدرة على "السير بنا نحو لطريق طويل لتحقيق وحدة المبادرات العديدة هنا وحول العالم وتشكيلها كسلطة قوية ومؤثرة."ونشر كتاب له حول الأناركيه بعنوان "Chomsky on Anarchism  (تشومسكي حول الأناركية )" ونشرته مطبعة أي كي للكتب الأناركية في عام 2006.

وشارك تشومسكي في النشاط السياسي طوال فترة شبابه وعبر عن آرائه حول السياسة والأحداث العالمية والتي تم الاستشهاد بها وتغطيتها ومناقشتها على نطاق واسع. وبالمقابل جادل تشومسكي بأن آراؤه هي تلك التي لا يود ذوي النفوذ سماعها ولذلك السبب يُعتبر معارض سياسي أمريكي.

ويؤكد تشومسكي بأن السلطة مالم تكن مبررة فهي غير شرعية بطبيعتها وعبء اثباتها يقع على كاهل من هم في السلطة. وإن لم تستطع السلطة تحقيق هذا العبء فيجب تفتيتها. أما السلطة لذاتها فهي غير مبررة أصلاً. وقدم تشومسكي مثال على السلطة الشرعية مثل تلك التي تمارس من قبل شخص بالغ لتمنع طفل من قطع الشارع.ويرى أن هناك اختلاف أخلاقي بسيط بين العبودية وتأجير الفرد نفسه لمالك أو مايسمى "عبودية الأجر" . ويشعر أن هناك هجوم على النزاهة الشخصية التي تقلل من شأن الحرية الفردية. ويقول تشومسكي بأن العمال يجب أن يملكوا ويتحكموا بمكان عملهم وهو رأي كما يلاحظ هو كان من قبل فتيات طاحونة لويل.

وانتقد تشومسكي بشكل قوي السياسة الخارجية للولايات المتحدة وادعى وجود معايير مزدوجة في السياسة الخارجية فهي تدعو للديموقراطية والحرية للجميع رغم أنها تتحالف مع المنظمات والدول غير الديموقراطية والقمعية مثل دولة تشيلي برئاسة أوغستو بينوشيه بما نتج عنه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. ويجادل تشومسكي بأن تدخل الولايات المتحدة في الدول الأجنبية بما في ذلك المساعدات السرية التي تُقدم للمتمردين فينيكاراغوا وهو جانب انتقده كثيرا يناسب أي معيار وصفي للإرهاب، بما في ذلك التعريف الرسمي في قانون الولايات المتحدة وكتيبات الجيش في بدايات الثمانينات. وأدان تشومسكي الامبريالية السوفيتية قبل انهيارها فمثلاً في عام 1986 خلال فقرة الأسئلة والأجوبة بعد إحدى محاضراته في جامعة سنتروامريكان في نيكاراغو حين سئل كيف يمكنه "أن يتحدث عن امبريالية أمريكا الشمالية وروسيا بنفس الوقت" فرد تشومسكي "إحدى حقائق هذا الكون هو أن هناك قوتين عظمى إحداهما ضخمة وصادف أن يكون حذائها على عنقك والأخرى قوة أصغر وصادف أن يكون حذائها على أعناق آخرين. وأعتقد أن أي شخص في العالم الثالث سيقوم بخطأ جسيم إذا مااستسلموا للأوهام حول تلك المسائل.

وبشأن مقتل أسامة بن لادن، نص تشومسكي على أنه "ربما علينا أن نسأل أنفسنا حول ردة فعلنا لو هبطت القوات العراقية في مجمع جورج بوش واغتالته ومن ثم ألقت جثته في المحيط. وبشكل غير قابل للنقاش فإن جرائم بوش تتجاوز إلى حد كبير ماقام به بن لادن، ولكنه ليس حتى -مشتبه به- بل -صانع القرار-الذي يقوم -بإصدار الأوامر لارتكاب الجريمة الدولية العظمى والتي لاتختلف عن أي حرب أخرى سوى أنها تحتوي في داخلها على الشر المتراكم بكامل هيئته-  (نقلاً عن محكمة نورمبرغ ) ففي حين يتم قتل المجرمين النازيين فإن هناك مئات الآلاف من القتلى، الملايين من اللاجئين، تدمير جزء كبير من البلاد والصراع الطائفي المرير الذي انتشر في بقية المنطقة."

وقال تشومسكي بأن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تخدم إلى حد كبير "الكهانة المشتراة" للحكومة الأمريكية وشركاتها لخدمة مصالحهم المشتركة. وفي إشارة شهيرة لوالتر ليبمان ، كتب تشومسكي بالاشتراك مع إدوارد هيرمان عن أن الإعلام الأمريكي يقوم بصناعة الإذعان بين أوساط الجماهير. وأدان تشومسكي المحكمة العليا في الولايات المتحدة في عام 2010 لحكمها بإلغاء القيود على تمويل الحملات الانتخابية ووصف هذا الحكم بأنه "استيلاء الشركات على الديموقراطية".

وعارض تشومسكي "حرب أمريكا العالمية على المخدرات" مدعياً بأن لغتها مضللة ويشير إلى أنها "الحرب على بعض أنواع المخدرات". وبدلاً عن التحرك العسكري أو استخدام الشرطة كوسيلة للحد من تعاطي المخدرات فإنه يفضل سياسة إصلاحية بشأن المخدرات.وفي مقابلة له في عام 1999 قال تشومسكي أنه بينما يوجد هناك محاصيل لاتذكر في المعاريض الحكومية مثل التبغ، فهناك محاصيل أخرى غير ربحية بالمقابل مثل الماريجونا تتم مهاجمتها بسبب التأثير الذي تحققه من خلال اضطهاد الفقراء. وذكر تشومسكي :

بأن سياسة أمريكا المحلية بخصوص المخدرات لاتقوم بتنفيذ أهدافها المذكورة والقائمين على تلك السياسات يدركون ذلك جيداً. فإذا لم يكن الهدف هو الحد من تعاطي المخدرات، فماذا يمكن أن يكون ؟ ومن الواضح عقلانياً ، من خلال الإجراءات الحالية والسجل التاريخي، بأن المواد تُجرم حين تُربط بما يسمى الفئات الخطرة ، ولذا فتجريم مواد معينة هي طريقة للسيطرة الاجتماعية

ويشتهر تشومسكي بنقده الشديد لنظام الرأسمالية الأمريكية والشركات الكبرى ووصف نفسه بأنه اشتراكي وناقد لاستبدادية فروع الشيوعية. ويعتقد تشومسكي أن القيم الشيوعية تجسد الامتداد العقلاني والأخلاقي لليبرالية الكلاسيكية والأفكار الإنسانية الراديكالية للسياق الصناعي. ويعتقد تشومسكي بأن المجتمع ينبغي أن يكون منظم بشكل عالي ويُبنى على السيطرة الديموقراطية للجمعيات وأماكن العمل. ويعتقد أيضاً بأن الأفكار الإنسانية الراديكالية لأهم اثنان أثروا به برتراند رسل وجون ديوي "متجذرة في عصر التتنوير والليبرالية الكلاسيكية ومحتفظة بطابعها الثوري

وذكر تشومسكي بأنه يؤمن بأن الولايات المتحدة مازالت "القوة العظمى في العالم وهو تعليق وضحه لاحقاً بقوله "تقييم الدول لامعنى له ولذا فأنا لن أضع الأمور تبعاً لتلك الشروط ولكن بعض من تطور أمريكا مثير للإعجاب، خاصة في مجال حرية التعبير التي تحققت من خلال قرون من الصراع الشعبي. وقد قال كذلك "ومن نواحي عديدة، فإن الولايات المتحدة هي أكثر الدول حرية. ولا أقصد فقط من حيث حدود قدرة الدولة على الإكراه، رغم أن ذلك صحيحاً أيضاً ولكن أيضاً من حيث العلاقات الفردية. حيث اقتربت الولايات المتحدة من انعدام الطبقية من حيث العلاقات الشخصية أكثر من أي مجتمع آخر.

ويعارض تشومسكي النقد الموجه للأناركية بأنها غير ثابتة لدعم رفاهية الحكومة وذكر:

وبإستطاعة المرء بالطبع أن يتخذ موقف عدم الاكتراث للمشاكل التي يواجها الناس اليوم أو للتفكير في غد ممكن. حسناً، ولكن بعد ذلك لايجب أن يتظاهر بالاهتمام بالإنسان ومن ثم يجب يبقى في ندوة أو مقهى ثقافي بصحبة نخبة خاصة. أو باستطاعة المرء أن يتخذ موقف أكثر إنسانية : أريد أن أذهب للعمل اليوم لأبني مجتمع أفضل للغد. موقف الأناركية الكلاسيكية مختلف تماماً عن الشعارات المشكوك فيها. هذا صحيح تماماً وهذا يؤدي مباشرة لدعم الأشخاص الذين يواجهون المشاكل اليوم: تنفيذ لائحة الصحة والسلامة وتوفير التأمين الصحي الوطني ودعم الأنظمة للأشخاص الذين بحاجة إليها. ورغم أنه ليس شرطاً كافياً لتنظيم مستقبل مختلف وأفضل ولكنه شرط ضروري. وأي أمر آخر سيتم ازدرائه من قبل الأشخاص الذين لايملكون الرفاهية لتجاهل الظروف الذين يعيشونها ويحاولون البقاء على قيد الحياة.

ويحمل تشومسكي وجهات نظر والتي يمكن اختصارها بأنها ضد الحرب ولكنها ليست سلمية بنحو دقيق، فهو يعارض بشكل جلي حرب فيتنام ومعظم الحروب في حياته. وعبر عن تلك الآراء بمقاومة الضرائب ومسيرات السلام. وفي عام 1968 وقع على وثيقة "مظاهرة ضرائب الكتاب والمحررون لأجل الحرب" متعهداً برفض دفع الضرائب احتجاجاً على حرب فيتنام. نشر العديد من المقالات حول الحرب في فيتنام بما فيها "مسؤولية المثقفين" ويؤكد أن ربما هناك مايبرر تورط الولايات المتحدة بالحرب العالمية الثانية لهزيمة دول المحور إلا أنه يحذر أنه كان من الأفضل أن تكون الحل هو إنهاء أو منع الحرب من خلال دوبلوماسيات سابقة. ويعتقد تشومسكي أن إسقاط القنابل النووية في هيروشيما وناغازاكي كان "من أشد جرائم التاريخ التي لايمكن وصفها"

وقد قام تشومسكي كثيراً بنقد الحكومة الإسرائيلية ومؤيدينها ودعم الولايات المتحدة للحكومة ومعاملتها للشعب الفلسطيني معتبراً بأن "أنصار إسرائيل هم في الحقيقة أنصار لانحطاطها الأخلاقي ودمارها النهائي المحتمل" وبأن "اختيار إسرائيل الواضح للتوسع أكثر من الأمن سيؤدي بالتأكيد إلى تلك العواقب. ويعارض تشومسكي تأسيس إسرائيل كدولة يهودية قائلاً "لا أعتقد أن إيجاد دولة يهودية أو دولة مسيحية أو دولة إسلامية هو مفهوم صحيح وكنت سأعترض لو أن الولايات المتحدة أسست كدولة مسيحية." تردد تشومسكي قبل نشره لعمل ينتقد فيه السياسة الإسرائيلية بينما كان والداه لايزالون أحياء لأنه "يعلم بأن الكتاب سيؤذيهم" كما قال "وفي الغالب سيكون ذلك بسبب أصدقائهم التي كانت ردود أفعالهم هستيرية كتلك التي عبرت عنها في كتابي". وفي شهر مايو من عام 2010 احتجزت السلطات الإسرائيلية تشومسكي، وفي نهاية المطاف منعته من الدخول للضفة الغربية عبر الأردن. وأشار المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن رفض دخول تشومسكي كان فقط بسبب حرس الحدود الذين "تجاوزا سلطتهم" ومن المرجح أن يسمح له بالدخول مرة أخرى. واعترض تشومسكي على ذلك قائلاً بأن مسؤول وزارة الداخلية الذي استجوبه كان يأخذ تعليمات من رؤسائه. وذكر تشومسكي بأنه استناداً للساعات العديدة من مقابلته فقد تم رفض دخوله بسبب آرائه ولأنه كان سيزور جامعة في الضفة الغربية ولم تكن جامعة إسرائيلية.

ولتشومسكي وجهة نظر واسعة فيما يختص بحقوق التعبير، وتحديداً في وسائل الإعلام، ومعارضة الرقابة. وذكر أنه "فيما يتعلق بحرية التعبير هناك موقفان أساسيان: إما أن تدافع بشدة عن آراء تكرهها، أو أن تعارضها وتفضل المعايير الستالينية/الفاشية" وفي إشارة لتسرب وثائق دبلوماسية للولايات المتحدة ذكر تشومسكي "لعل الأكثر إثارة هو .. الكراهية المريرة للديموقراطية والتي ظهرت من خلال الحكومة الأمريكية هيلاري كلينتون وآخرون وأيضاً من خلال الخدمة الدبلوماسية." ورفض تشومسكي اتخاذ اجراءات قانونية ضد أولئك الذين شهروا به وفضل التصدي لذلك من خلال رسائل مفتوحة في الصحف. ومثال واضح لذلك هو رده لمقالة كتبتها إيما بروكيز في صحيفة "الغارديان" والتي زعمت فيها نفيه لوجود مذبحة سربرنيتساودفعت شكوى تشومسكي الغارديان لنشر اعتذار وتصحيح وأيضا سحب المقالة من صفحتها على الموقع .

وذكر تشومسكي مراراً بأنه ليس هناك صلة بين عمله في مجال اللسانيات وبين آرائه السياسية بل ينتقد تشومسكي المفهوم الذي يرى بأن نقاش المواضيع السياسية تتطلب معرفة خبير في المجالات الأكاديمية. وفي مقابلة أجراها في عام 1969 قال بخصوص العلاقة بين اعماله في مجال السياسة وتلك التي في مجال اللسانيات :

ومازلت أشعر بأن هناك نوعاً من العلاقة الواهية. لاأود أن أبالغ ولكني أعتقد أنه ذلك يعني لي شيئاً على الأقل. وأعتقد أيضاً أن الأفكار السياسية لأي فرد أو تلك الأفكار حول التنظيم الاجتماعي يجب أن تكون عائدة في نهاية المطاف إلى الطبيعة البشرية أو الاحتياجات الطبيعية.

واتهم بعض النقاد تشومسكي بالنفاق لأنه وبالرغم من نقده السياسي للعسكرية الإمبريالية الأمريكية والأوروبية فإن أبحاثه السابقة في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي كان يقوم فيها بأبحاثه في مجال اللسانيات كانت بتمويل من الجيش الأمريكي ووصفه النقاد الأكثر تعاطفاً، مع الإشارة لنفس النقطة المختصة بتمويل الجامعة بأنه "ضمير أمريكا وأوضح تشومسكي أنه لذات السبب ولأنه مُوّل من قبل الجيش الأمريكي فمسؤوليته أعظم في انتقاد ورفض أفعاله اللاأخلاقية .

وهو أيضاً من أشد المناهضين لعقوبة الإعدام وقد تحدث ضد تنفيذ حكم الإعدام في ستيفن وودز:

أعتقد أن عقوبة الإعدام هي جريمة بغض النظر عن الظروف وهي فظيعة بشكل خاص في قضية ستيفن وودز. ولذا فأنا أعارض وبشدة تنفيذ حكم الإعدام بحق ستيفن وودز في 13 سبتمبر 2011

وفي مارس 2012 أيد تشومسكي جيل ستاين مرشحة حزب الخضر للانتخابات الرئيسية في عام 2012 قائلاً

آمل أن تُغتنم هذه الفرصة في السادس من مارس للتصويت من أجل الديموقراطية النامية. وهي الديموقراطية التي تزدهر خارج الأحزاب الديموقراطية والجمهورية التي تقوم برعايتها للشركات الكبرى وبالتالي تخضع لها . ... وكما تعلمون فإن الغضب الشعبي حيال المؤسسات السياسية والاقتصادية وتبعية الأولى للثاني قد وصل لمنعطفات تاريخية .. ويمكن بالكاد أن يكون هناك وقت أفضل لفتح نقاش سياسي فقط لإثارة غضب وإحباط المواطنين الذين يراقبون تحرك الدولة نحو ما قد يكون انحدار لا رجعة فيه في حين أن قطاع صغير من أولوا الثروة والنفوذ يقومون بتنفيذ سياسات لصالحهم وتعارض مصلحة عامة الشعب .

وانتقد نيك كوهين تشومسكي في أغلب الأحيان لقيامه بنقد الحكومة الغربية بشكل مفرط وخاصة الحكومة الأمريكية وأيضاً لرفضه التراجع عن تكهناته حين تتوفر الحقائق التي قد تدحضها.

تشومسكي أيضاً أيد وركز على قضية الانفصال الكردي في كل من إيران وتركيا.

الإعلام
ومن الأمور التي ركز عليها تشومسكي في الحقل السياسي كان تحليله لوسائل الإعلام الجماهيرية وخاصة تلك التي بالولايات المتحدة : بنيتها، وقيودها، ودورها المهم في دعم قطاع الأعمال ومصالح الحكومة. وفي كتابه "صناعة الإذعان :الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام الجماهيرية" والذي قام بكتابته مع ادوارد هيرمان يحلل الاثنان هذا الموضوع بعمق ويقدمان "نموذج الدعاية" أو البروباغندا لأخبار وسائل الإعلام مصحوبة بالعديد من دراسات الحالة التفصيلية الدالة عليه. ووفقاً لنموذج الدعاية هذا فإن المجتمعات الديموقراطية كالولايات المتحدة تقوم باستخدام وسائل خفية وغير عنيفة للسيطرة بعكس الأنظمة الاستبدادية والتي من الممكن استخدام القوة البدنية للضغط على عامة الشعب. وفي أحد مقولاته الشهيرة صرح تشومسكي بأن "أن الدعاية تمثل بالنسبة للأنظمة الديموقراطية ما تمثله العصا للأنظمة الاستبدادية"  (من كتاب سيطرة الإعلام ).

ويحاول هذا النموذج شرح هذا الانحياز المنظم لوسائل الإعلام من حيث أسباب البنية الاقتصادية أكثر من كونها مؤامرة من قبل أشخاص. ويتحدث عن كون هذا الانحياز ينبع من خمس عوامل تصفية كان لابد للأخبار المنشورة أن تمر عبرها والتي تقوم بتشويه ممنهج لتغطية الأخبار.

وحين شرح العامل الأول من عوامل التصفية "الملكية"، لاحظ تشومسكي بأن معظم وسائل الإعلام مملوكة من قبل شركات الكبيرة. وأما العامل الثاني "التمويل" فقد لاحظ بأن تلك الوسائل تستمد معظم تمويلها من الإعلانات وليس من القراء. ولذلك بما أنها شركات تسعى للربح وتبيع منتجات للقراء والمشاهدين من قبل شركات المعلنين فإن هذا النموذج يتوقع منهم بنشر الأخبار التي تعكس رغبات وقيم تلك الشركات. وإضافة إلى ذلك فإن الإعلام يعتمد على المؤسسات الحكومية وكبرى الشركات بانحياز قوي كمصادر للكثير من معلوماتهم التي يزودونهم بها وهذا هو العامل الثالث من عوامل التصفية. وأما العامل الرابع فإنه يشير لجماعات الضغط المختلفة التي تهاجم الإعلام لهذا التحيز المفترض. الأعراف وهي العامل الخامس فتشير لتلك لمفاهيم المشتركة بين أولئك العاملين في مهنة الصحافة.  (ملحوظة : ينص النص الأصلي الذي نشر في عام 1988 على العامل الخامس الذي كان بعنوان "ضد الشيوعية"، ومع ذلك فإنه مع سقوط الاتحاد السوفيتي تم اتساع المساحة المسموح بها للتحولات بالرأي العام ) ويصف النموذج كيف شكل الإعلام نظام لامركزي وغير تآمري ولكنه رغم ذلك نظام دعائي قوي جداً قادر على حشد إجماع النخبة وصياغة نقاش عام من خلال وجهات نظر النخبة، في نفس الوقت قادر على إضفاء مظهر القبول الديموقراطي لذلك.

واختبر تشومسكي وهيرمان نموذجهما من خلال التركيز على "أمثلة مزدوجة"وهو عبارة عن أزواج من الأحداث المتشابهة بشكل موضوعي فيما عدا توافق مصالح النخبة المحلية. وكانوا يستخدمون الأرقام لتلك الأمثلة في محاولة لإظهار أن في الحالات التي يقوم فيها "العدو الرسمي" بشيء ما كاغتيال مسؤول ديني فالصحافة تقوم بالتحقيق بدقة وتكرس قدراً من التغطية لهذه القضية وبالتالي فإن ضحايا دول العدو جديرين بذلك الاهتمام. ولكن حين تقوم حكومة محلية أو حليف لها بفعل الشيء ذاته أو أسوأ، فالصحافة تقلل من أهمية القصة وبالتالي فضحايا الولايات المتحدة أو حلفاءها لايستحقون ذلك الاهتمام.

وقاموا أيضاً باختبار نموذجهم مع الحالة التي يمكن أن تكون المثال الأوضح للصحافة الحرة والمستقلة في التغطية الإعلامي لهجوم تيت خلال حرب فيتنام. وحتى في هذه الحالة فقد أصروا بأن الصحافة كانت تتصرف بشكل خاضع وفقاً لمصالح النخبة

العلم
يرى تشومسكي العلم كبحث مباشر عن تفسير ويرفض النظر إليه كدليل من الحقائق أو مجرد تفسيرات آلية. وعلى ضوء ذلك فالأغلب من إسهاماته في هذا المجال عبارة عن فرضيات بدلاً من "اكتشافات

وعلى هذا النحو فهو يرى أن بعض مايسمى بنقد ما بعد البنيوية أو ما بعد الحداثة للمنطق والعقل لامعنى له :

لقد قضيت الكثير من حياتي وأنا أعمل على أسئلة كهذه مستخدماً الأساليب الوحيدة التي أعرفها والتي تدان هنا باسم "العلم" و"العقلانية" و"المنطق" وغير ذلك . ولذلك أقرأ الأوراق وأحمل بعض الأمل بأنها قد تساعدني لتجاوز هذه الحدود أو من الممكن آن تشير لمسار مختلف تماماً. وأخشى أنه خاب ظني. وقد يكون من المسلم به بأن هذا كان هو الحد الوحيد الذي لدي. وبشكل منتظم، "فإن عيناي تلمع" حين أقرأ خطاب متعدد المقاطع حول المابعد بنيوية ومابعد الحداثة وما أفهمه هو إلى حد كبير بديهي أو خطأ ولكن ذلك هو فقط جزء صغير من مجموع الكلمات. صحيح بأن هناك الكثير مما لا أفهمه مثل المقالات التي تتحدث عن القضايا الراهنة حول الرياضيات والفيزياء على سبيل المثال ولكن هناك فرق. ففي الحالة الأخيرة فأنا أعلم كيف أستطيع فهم الموضوع وفعلت ذلك في الأمور التي تهمني بشكل خاص وأعلم كذلك بأن الأشخاص في هذه المجالات يستطيعون تفسير المحتوى لي بمستواي وذلك لأحصل على الفهم الجزئي الذي أريده. وعلى العكس من ذلك فإنه يبدو أن لا أحد قادر أن يفسر لي لماذا "مابعد هذا أو ذاك" هو أمر آخر عن ماهو بديهي أو خاطئ أو ثرثرة. أنا حقاً لا أعلم كيفية أمضي قدماً .

وعلى الرغم من أن تشومسكي يؤمن بأن الخلفية العلمية مهمة لتعليم التفكير السليم إلا أن العلم بشكل عام غير كافي لفهم المشاكل المعقدة مثل الشؤون الإنسانية.

العلم يتحدث عن الأمور الصغيرة ويطرح أسئلة صعبة بخصوصها. وحالما تصبح الأمور معقدة فالعلم لايستطيع التعامل معها. ولكنها مسألة معقدة فالدراسات العلمية تكون بقدر الفهم وبالغالب فإن ماهو بقدر الفهم يكون بسيط إلى حد ما. ونادراً ما يتطرق للشؤون الإنسانية. فالشؤون الإنسانية معقدة بشدة.

علم النفس
وقد أحدثت إسهامات تشومسكي في مجال اللسانيات تأثيرات عميقة على علم النفس الحديث. تعد اللسانيات بالنسبة لتشومسكي فرع عن علم النفس المعرفي، فالرؤى الأصيلة للسانيات تعبر عن فهم ذهني لجوانب العملية العقلية والطبيعة الإنسانية . وقد اعتُبرت نظريته في النحو الكلي كتحد مباشر للنظريات السلوكية المتبعة والتي كان لها تأثير عظيم لفهم الطريقة التي يفهم بها الأطفال اللغة وماهي بالضبط قدرتهم على استخدام اللغة .

في عام 1959 نشر تشومسكي نقد مؤثر لكتاب سكينر "السلوك اللفظي" والذي يعرض فيه الكاتب اعتبار نظري للغة من وجهة وظيفية وسلوكية. وعرف "السلوك اللفظي" بأنه سلوك مكتسب له عواقب مميزة تصل عن طريق سلوك الآخرين المكتسب. مما يجعل وجهة نظر السلوك التواصلي أكبر بكثير من تلك التي يتناولها علماء اللسانيات. ويركز نهج سكينر على الظروف التي تستخدم فيها اللغة، فمثلاً طلب الماء لها استجابة مختلفة وظيفياً عن تصنيف شيء ما على أنه الماء، أو الرد على شخص يطلب الماءً..الخ. وهذه الاستجابات المختلفة وظيفياً والتي تتطلب بالمقابل تفسيرات منفصلة تتعارض بحدة مع الآراء التقليدية للغة ومع نهج تشومسكي في اللسانيات النفسية. واعتقد تشومسكي بأن هذه التفسير الوظيفي والذي يتقيد بأسئلة الأداء الوظيفي يتجاهل الأسئلة المهمة.  (تشومسكي، اللغة والعقل 1968 ) وركز على أسئلة تتعلق بتشغيل وتطوير البنى لتراكيب قابلة لتنظيم إبداعي مترابط وموائم يقوم بجمع الكلمات والجمل في طرح واضح ومفهوم.

وأكد تشومسكي أن التطبيق العلمي للمبادئ السلوكية من البحوث الحيوانية تفتقر بشدة لتفسير كافي، ويعتبر سطحي بالنسبة للسلوك اللفظي الإنساني، وذلك لأن النظرية التي تقيد نفسها بظروف خارجية وبما تم تعلمه لايمكن أن تأخذ النحو التوليدي بالاعتبار. استشهد تشومسكي بأمثلة كاكتساب الأطفال السريع للغة، بما في ذلك قدرتهم المتطورة بسرعة على تكوين الجمل النحوية، واستخدام اللغة الإبداعي عالمياً من الناطقين الأصليين المتمكنين لتسليط الضوء على الطرق التي أشار إليها سكينر أعطت مثالاً على قلة تحديد النظرية وبالدليل. وقد دافع تشومسكي عن أنه لفهم السلوك اللفظي الإنساني مثل الجوانب الإبداعية في استخدام اللغة وتطوير اللغة، فعلى الفرد أولاً أن يسلم بوجود موهبة وراثية لغوية. وأما بالنسبة للافتراض بأن جوانب مهمة في اللغة هي نتاج للقدرة الفطرية الكلية، فهو يتعارض مع آراء سكينر المتطرفة حول السلوك.

وفي عام 1959 أثار رأي تشومسكي انتقادات العديد من النقاد والذي كان أشهرهم نقد كينيث ماكوروكوديل في 1970 عن رأي تشومسكي حول السلوك اللفظي لسكينر  (مجلة التحليل التجريبي للسلوك ، مجلد 13، صفحة 3899 ) وجرى تحديث حجة ماكوروديل.

 
بقلم/ الدكتور يونس العمراني

 







[email protected]

 

 التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



نص الميثاق الوطني لأخلاقيات الممارسة السياسية ولائحة الأحزاب الموقعة عليه

المحامي محمد الغازي يكتب عن العدل والإحسان: وتستمـر أوراق خريـف ديمقراطية البهتـان فــــي التساقـط

أسرة التعليم باليوسفية تقيم حفلا تأبينيا للمرحوم الأستاذ عبد العزيز كورار

رسميا رشيد الطاوسي يخلف غِيريتْس على رأس المنتخب

الاعدام لمغتصبي الأطفال ولا للتزويج

تعثرات في ترميم حكومة بن كيران ومتطلبات شعبية مبنية للمجهول

نبذة عن الاتحاد الرياضي لازيلال لكرة القدم

نبذة عن الاتحاد الرياضي للفقيه بن صالح لكرة القدم

الأمين العام للحركة الديمقراطية الاجتماعية يدعوا للاصغاء لسكان أزيلال ويطالب بحقهم من الخيرات

افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الأمازيغي حول الفن والتراث بالريف

نبذة عن الفيلسوف والأب الروحي للسانيات الأستاذ العبقري نعوم تشومسكي





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  كاريكاتير

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  مجتمــــــــــــــــع

 
 

»  سياســــــــــــــة

 
 

»  تكافـــــــــــــــــل

 
 

»  اقتصـــــــــــــــاد

 
 

»  سياحـــــــــــــــة

 
 

»  وقائــــــــــــــــــع

 
 

»  وطنيـــــــــــــــــة

 
 

»  رياضــــــــــــــــة

 
 

»  حـــــــــــــــوادث

 
 

»  بيئــــــــــــــــــــة

 
 

»  جمعيــــــــــــات

 
 

»  جـــــــــــــــــــوار

 
 

»  تربويـــــــــــــــــة

 
 

»  ثقافــــــــــــــــــة

 
 

»  قضايـــــــــــــــــا

 
 

»  ملفــــــــــــــــات

 
 

»  من الأحبــــــــــار

 
 

»  جــهـــــــــــــــات

 
 

»  مواقـــــــــــــــف

 
 

»  دوليـــــــــــــــــة

 
 

»  متابعــــــــــــــات

 
 

»  متفرقــــــــــــات

 
 
أدسنس
 
سياســــــــــــــة

انتفاضة المهمشين في برلمان الاستقلال

 
تربويـــــــــــــــــة

أزيلال: المدرسة العتيقة سيدي إبراهيم البصير تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا في حفل التميز

 
صوت وصورة

ما هذا المستوى؟


الندوة الصحافية لوليد الركراكي قبل لقاء منتخب أنغولا


استمرار بكاء الصحافة الإسبانية على إبراهيم دياز


مدرعات سريعة وفتاكة تعزز صفوف القوات البرية المغربية


تصنيف الفيفا الجديد للمنتخبات

 
وقائــــــــــــــــــع

انـتحار عون سلطة في ظروف غامضة

 
مجتمــــــــــــــــع

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بأزيلال فرصة لإبراز الأدوار الطلائعية للأم المغربية

 
متابعــــــــــــــات

إختلاق جريــمة وهمية للرفع من نسبة المشاهدة تقود المُنشط

 
البحث بالموقع
 
 شركة وصلة