لم يعد بإقليم أزيلال مكانا للجاحدين والحاقدين على الوطن.. إبحثوا عن ضالة أخرى
لا أحد بمقدوره إنكار أن درجة العزلة التي كانت تعاني منها الكثير من الدواوير في أعالي جبال الأطلس قد تقلصت كثيرا عما كانت عليه قبل عقد أو عقدين من الزمن، حيث كانت معاناة السكان لا يعلم بها إلا الله وحده، ولا تلقى أدنى اهتمام.
ولا أحد بمقدوره إنكار أن فك هذه العزلة أصبح أولوية من الأولويات، بهدم حيطان التهميش التي عانت منها هذه المناطق سواء من خلال مشاريع البنية التحتية من طرق ومدارس ومستوصفات...، أو من خلال برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كسلاح لمواجهة الفقر بخلق المشاريع المدرة للدخل.
لا أحد بمقدوره الإدعاء أن هذا المجهود كله كان بدون ثمار، أو أن هذه الثمار تتساقط تباعا بمجرد أن يحل فصل الشتاء ويتساقط الثلج.
ومن باب النزاهة الفكرية الاعتراف أن هؤلاء السكان ليسوا منسيين، وإلا ماذا نسمي وضع مستشفيات ميدانية للقوات المسلحة الملكية في سفوح الجبال لتوفير العلاج، وتوزيع المساعدات من أغطية وأغذية بالشاحنات...
ليس من الإنصاف في شيء تقديم صورة قاتمة عن تلك الأوضاع، وإذا كانت مصالح الجماعة لا تفتح أبوابها إلا يوم السوق الأسبوعي، فإن على السكان أن يتحملوا مسؤولية اختيارهم الانتخابي، أما إذا كان الطبيب يرفض الاستقرار فإن وزراة الصحة لا يمكن أن تفرض عليه الإقامة الإجبارية، ما دام قد تخلى عن قسم " أبيقور" ورفض الامتثال إلى الضمير المهني، الذي يجعل أصحاب الوزرة البيضاء يشتغلون في عز الحروب لا في عز البرد.
أزيلال الحرة/ بتصرف..