تمضي بنا الايام مسرعة وتشيب رؤوسنا شيبا ونحن لازلنا كما كنا كالصخر الذي لاتحركه اعتى الرياح ولايؤثر فيه برد الليل ولاشمس الصباح . اجساد تمشي وتنام . تاكل وتشرب وتضحك وكانها تضع القمر على يمينها والشمس على شمالها . تمر علينا الايام اتباعا والسنين تخطف احبابنا ونحن صم بكم عمي كان على اعيننا الرماد رماد القرون الماضية نتفس ببطئ ونهمس في خوف ونغرق في قطرة ماء . اجيبوني بالله عليكم اين نخوة العربي اين عزة المسلم اين امثال معاذ وخالد بن الوليد وصلاح .. لم تبقى في زمن الرداءة سوى ظلال متلاشية تسرق من واجهات الحياة المتبعثرة بعضا من قطع السعادة . نمضي وقلوبنا حسرة على مجد تليد ضعنا فاضعناه تهنا في زمن الشراهة ففقدناه مجد بناه اباؤنا بقوة وعزيمة وبكثير من الصبر . زرعوا وبنوا لنا حضارة وسقوها بدمائهم الشريفة والنقية وبعرقهم الغالي وسيادة رفعوها عالية في سماء الكرامة والشرف فرميناها في زمن الترف وطلب الدنيا . نسير بخطى خاطئة ضائعة ووجوه شاحبة الى اين نسير وما السير هرولات ولكن السير عزم وارادة وغزوات .نبحث عن السمو في فتات من كانوا بالامس نكرات . نقلنا اليهم العلم والحضارة والمعرفة فاستغلوا هذه الكنوز ايما استغلالا وسبقونا في ركب التقدم واضحينا نلهث وراء بريقهم الخداع . اين شهامة العربي الذي كانت الدنيا ترتعد لسماع حوافر فرسه المقدام . اين الشباب الطماح الى بناء المستقبل الواعد المملوء بالحيوية . فللننظر الى ماصرنا اليه اليوم من تقهقر وضلال مبين في خريطة العالم الغامض الا نجد في شوارعنا من يكلم نفسه ويسب امه وكانه في بحر لجي يغرف بين الفينة والاخرى والامراج تلطمه علينا بالمثابرة والعمل الجاد من اجل الرقي بمغربنا الحبيب واتباع اولي الامر منا . علينا ان نسير على المنهج المبين ودرب السابقين ممن تركوا بصمات الصدق والوفاء سنبقى نحن المغاربة مرفوعي الرؤوس في موقف القوة لا تحت النعال وسيبقى عالمنا المغربي مرفرفا في السماء شعارنا الخالد الله . الوطن . الملك
بقلم عبد المجيد رشيدي