في إطار الدستور الجديد ٳقتربت الانتخابات البرلمانية الأولى ، والتي يترقب منها الرأي العام الدولي والوطني أن تكون بداية حقيقية نحو ديمقراطية حقيقية تتحلى بالانضباط والمسؤولية ، وتتسم بالنزاهة والشفافية وسيادة الحكامة..
عامة على المستوى الوطني ركض الباحثين عن تزكية حزب سياسي في تسابق مع العد العكسي تخوفا من عدم الظفر بها ...
ولأهمية هذه المرحلة سأسلط الضوء على إقليم أزيلال نموذجا ، من جهة لخصوصيته الجغرافية وموارده البشرية ...، ولإشكالية العزوف عن التصويت تحقيقا لمطامع وأهداف مرسومة لأقلية سياسية من جهة ثانية ..
يقسم إقليم أزيلال الذي يتربع على مساحة شاسعة تدنو من 10054 كلم مربع إلى دائرتين انتخابيتين ، الأولي دائرة – ابزو واويزغت وكما يسميها أحد المراسلين بالإقليم بدائرة الموت استنادا إلى كثرة و تمرس المرشحين.. ، والتي تمتد من جنوب غرب الإقليم إلى شماله الغربي وتقع على أراضي معظمها منبسطة وبكثافة سكانية مرتفعة ، والثانية دائرة دمنات – أزيلال وهي بخلاف الأولى تمتد على مساحة معظم ترابها تكسوها الجبال والمرتفعات ، على أن كلتا الدائرتين تمنح 6 مرشحين أي 3 فائزين عن كل دائرة .
على مستوى النخب السياسية بأزيلال قد يشكل إقليم أزيلال الاستثناء الوحيد لترشح نفس الوجوه ،إذ ليست هناك وجوه جديدة تضاف إلى صف الترشح في مواجهة تزكيات أحزاب مهيمنة بأقلية نتيجة عزوف سياسي يمنحهم الفرصة دائما للتغلغل إلى دواليب التسيير، ويكون العازف عن التصويت الخاسر الأكبر في المعادلة ...
أمام وضوح موقف جماعة الظلاميين والعدميين لهديانهم بخرافة مرشدهم عبد السلام ياسين ورفضهم التسليم بأنهم بعيدين عن التنمية ولن يسلموا بها ولن يستطيعوا تحقيقها ...، فمن الأخطاء السلبية الفظيعة التي تجدها في المقابل صفوف يسارية راديكالية أو صفوف ذوي المصالح الشخصية الضيقة والانتهازية في مصلحتها وتضمن لها الاستمرار في ألاعيبها وحفاظها ودفاعها عن مصالحها...، إشكالية العزوف عن التصويت ، فلا يعتقد الناخب أن بعزوفه عن التصويت حقق المبتغى وساهم في قطع الطريق عن السماسرة والجهلاء وذوي المصالح المرسومة من اليساريين الراديكاليين ومشتروا الذمم ، فبالعزوف لا يسع هؤلاء سوى الشكر والامتنان للعازفين ، إذ بالعزوف لا يمكن بتاتا بلوغ ٳنتخابات إيجابية والقطع مع مختلف أشكال الفساد ، بل هي ببساطة قنطرة عبور مرنة إلى قبة برلمان شريف ينتظر منه الكثير للصالح العام ..
بعكس ما سلف ذكره فبتصويت كل الناخبين ، حثما لن يستطيع مشتروا الذمم شراء ملايين الناخبين ، ولن يستطيع اليساريون المساومة على المصالح العليا بمحاولة إستقطاب المواطنين بتأجيجه وتحريضه للامتناع عن التصويت لغرض مالي مصلحي انتهازي باسم العدالة ، وبدعوى أن العزوف هو رد فعل اجتماعي هو براء من نواياهم التخريبية المصلحية ...
بشراء ذمم أقلية من الناخبين وعزوف الأغلبية لن يكون ثمة خلاص من الانتهازية ، ولن يتوقف البرلمان ، ولن يتوقف المجتمع وتتعطل التنمية الشاملة.. ، لكن بتصويت عامة الناخبين لا محالة ستنضاف وجوه جديدة لمقارعة الوجوه المألوفة ، وستتضح الرغبة في التمثيلية وتحمل المسؤولية ، علها تكون أطرا قادرة على التحدي للنهوض بالقوانين وخلق سبل التنمية ، والنهوض بالأحزاب حتى تضطلع بمهامها ورد الاعتبار لها ...
أزيلال الحرة - حمزة العطار