الى الغرب العلماني : لسنا مختبرا للتجارب
بداية ، لابد من الإشارة إلى ان مصطلح الغرب العلماني مجرد أكذوبة غربية للتستر على الهجمة الشرسة على الإسلام ، و التي تسمى "بالاسلاموفيوبيا '' و تتزعمها تيارات و أحزاب مسيحية أو يهودية متطرفة من اجل تخويف الغرب من الإسلام ،ومحاولة إظهاره كخطر يهدد الوحدة الاقتصادية للاوربا و أمريكا ،و العالم ككل ، مستغلين عاملين أساسين هما : الجمعيات الحقوقية المتاجرة بحقوق الإنسان ،و التي تهاجم الدين الإسلامي ليلا ونهارا ، والأحزاب اليسارية الراديكالية الفاشية و النازية التي تحرض على الدين ،وتستغل غفلة المتطرفين الإسلاميين و السلفيين المتشددين الذين يقدمون صورة سلبية عن الإسلام من خلال الإعلام ،وعلى رأسهم '' تنظيم القاعدة '' و التيارات التابعة لها ، وهي تيارات تنضم الى الحركات الحقوقية التي لاهم ليلا ونهارا سوى المرأة ، و الدين ، الحرية الفردية ، و المناصفة ، و الاعتراف بأحفاد قوم لوط ، وأتباع قابيل .
هذه هي المقدمة التي تعنيني ، لكن ادخل مباشرة الى صلب الموضوع ، من يتتبع الأحداث الأخيرة في المغرب منذ انطلاق الربيع العربي ، ان الغرب العلماني بالاسم ، وما هو في الحقيقة إلا تابع و خاضع للسياسة اليهودية او البابوية اي الفاتكان ، يوجه حملة واضحة ضد الإسلام و المسلمين عبر أحفاده الفاشلين ، و المنحليتن خلقا و أخلاقا و أدبا مثل الجمعيات الحقوقية و التيارات اليسارية ، فكانوا ان استغلوا بدابة الربيع العربي في المغرب ، فكانت مهاجمة إمارة المؤمنين ، الشغل الأول الذي نبحت به الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و التيارات الاشتراكية المتشتتة في حزب الطليعة و المؤتمر و اليسار الاشتراكي الاديمقراطي ، وبعد أن انهزموا في الاستحقاق الدستوري 2011 ، خرجوا من جديد يطالبون ، بالحريات الفردية المستهدفة للدين الإسلامي ،وطالبوا بإلغاء عقوبة " الإفطار العلني '' فخرج إليهم المغاربة في '' معركة البيض الفاسد '' حيث رميت زعيمة دعاة الإفطار العلني الرياضي بالبيض الفاسد ، ومع ذلك لان ممثلي الغرب و أعداء الداخل ، يتلقون الدعم المادي ، خرجوا في الأيام الأخيرة تحت تاطير الجمعية كعادتها وتيارات اليسار ،و ثلة من المنحلين خلقا و أخلاقا ،و سحاقيات و عاهرات لاستقبال سفينة العار التي يسمونها بسفينة '' دعم الإجهاض الآمن '' وهنا لو كانت هذه الجمعية تدافع عن حقوق الإنسان ، فلماذا تساند الاعتداء على ام حقوق الإنسان وهي ''حق الحياة '' ؟ و الجواب لان الغاية في المال و الدعم ، تبرر الوسيلة ، وعندما يحضر المال ،فلا ملة و حقوق ولا ضمير قبله -اي المال.
لكن كل هذه التصرفات و القضايا المعروضة في المقال ، هي من أيعاز غربي محض ، الذي يقول ، خربوا العقل العربي ، واستغلوا الجمعيات الحقوقية و التيارات اليسارية باعتبارها العدو الأول الإسلام ، وللقومية و العروبة ، ثم ان استهداف المغرب تحديدا ،وجعله مختبرا للتجارب التي ستعمم الناجحة منها على العالم العربي و الإسلامي ، جاء كل ذلك بسبب ارتماء الجمعيات الحقوقية و التيارات اليسارية الراديكالية المغربية في أحضان الغرب ،وكلنا نعلم ونرى يوميا ، عشرات التقارير الكاذبة و المفبركة التي ترسلها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى أذنابها في الغرب ، وكلنا نرى و نشاهد الصحفيين المرتزقة ينبشون في المزابل و المطارح و القمامات لعلهم يجدون خردة للكتابة او إعداد تقارير و برامج إخبارية ، ترسل الى قناة فرانس 24 او قناة العالم او قناة الجزيرة او بعض الجرائد المغربية بالاسم فقط .
الغرب يختار المغرب ، كمختبر للتجارب الهادمة ،و التي ظهر فشلها في العقود الأخيرة مثل التيار الماركسي الاشتراكي ، او لحقوق الإنسان التي تنتهك يوميا في الغرب قبل المشرق ، وفي أمريكا و أوروبا قبل أسيا و إفريقيا، اليوم لم يعد الغرب يحتاج إلى إرسال " فلورانس العرب " او" كليومون " او " ماكماهون " فما عليه الا ان يجر خطة قلم لتجتمع لديه الأقزام و الملاحدة و العلمانيين المغاربة ، ليحرضهم و يجيشهم من اجل موضوع جديد ، مثل ما فعل في " استهداف إمارة المؤمنين او الدعوة الى الاعتراف بالشواذ او الدعوة الى استقبال سفينة الإجهاض او الدعوة إلى المناصفة التامة .
وخلاصة القول ، لسنا مختبرا للتجارب ،و الله أعزنا بالإسلام ،وأذل أحفادكم من الجمعيات الحقوقية ، والتيارات اليسارية العلمانية ، التي تستغل مال الدعم من اجل الشقق و السيارات و الترفيه ،وهم يعلمون علم اليقين ان اللعبة أصبحت واضحة للجميع ،وان نضالهم المعزوم لا يتجاوز ثلاثة أمتار عن عتبة مقراتهم البئيسة.
أذ عبد الهادي وهبي
[email protected]