|
|
أهلا بالموسم الجديد
أضيف في 30 غشت 2018 الساعة 26 : 18
أهلا بالموسم الجديد
لكل بداية نهاية. ولكل نهاية ما بعدها. لقد انتهت العطلة الصيفية، وحتما ستكون بداية الأسبوع الوشيك حلوله، على أبعد تقدير، بداية لموسم جديد، لكن بأية حال ستعود يا موسم، بما مضى أم لأمر فيك تجديد، على حد قول الشاعر عن عودة العيد..
إذا كانت كل المؤشرات تؤكد أن الموسم الجديد سيكون بالعديد من الإكراهات، فإن مع بداية هذا الأسبوع، سيعود بحول الله، غالبية الطلبة والتلاميذ والأساتذة والمعلمون إلى فصل التعليم المدرسي والمدرج الجامعي وسلك التكوين المهني على إيقاع تداعيات قطاع كُتب له أن يظل طوال ستين سنة من تاريخ مغرب ما بعد الاستقلال مهزوزا لا يستقر على حال بل مريضا، ينتظر تفعيل كل مقومات الدواء والاستشفاء، بعدما تم تشريح جسده تشريحا في الخطاب الملكي لعيد العرش الأخير، واضعا اليد على مكامن الداء ومطالبا ببداية فعلية للمخطط الاستعجالي الحقيقي للإصلاح وليس بالاستمرار في هدر الملايير دون نتائج تذكر.
انتهت العطلة وبداية الموسم الدراسي يُسيّجها استمرار احتجاجات الأساتذة أصحاب الشهادات المتعاقدين مع الدولة بالصيغ التي ابتدعتها حكومة بنكيران بهدف امتصاص غضب الشارع من ويلات البطالة، ولكسب أصوات الناخبين في حملات انتخابية مسبوقة، وبدل أن يكون هذا التعاقد، على الأقل، جزءًا من الحل، صار إشكالية اجتماعية واقتصادية إضافية يضرب لها ألف حساب.
يبدأ الموسم والمدرسة العمومية على حالها، من التدني تنتظر العصا السحرية للخروج من شرنقتها المتعفنة،والمدرسة الخصوصية في كل أسلاكها البيداغوجية من الروض إلى الباكالوريا تعتلي بُرجها العاجي الواهن،تمارس كل أساليب الضغط المعنوي والابتزاز المادي على الآباء والأولياء قبل التلاميذ، سواء بالنفخ في الكلفة الشهرية ومصاريف التسجيل والمطالب والالتزامات الزائدة دون مراقبة أو تقييم.
من السلبي لما بعد العطلة الصيفية، وفي حالة مقززة من الضغط العالي المدروس ومن التآمر المُبطّن بين أرباب هذه المدارس وأقسام من الوزارة الوصية، سيعاني الآباء والأولياء مرة أخرى من لزوم أداء تكاليف شهر شتنبر بالإضافة إلى تكاليف شهر يونيو بشكل مسبق، وسيواجهون أداء مصاريف التسجيل، بشكل مبالغ فيه، دون الحصول على فواتير مفصلة، هروبا لهؤلاء الأرباب من واقع الضرائب، ناهيك عما سيواجهه الآباء من تكاليف اللوازم والأدوات المدرسية التي تعرف أثمانها عند بداية كل عام ارتفاعا، يعاني منه الكادحون، دون أن يمس الواقعين في مواقع "مخملية"، من وزراء وموظفين سامين ومستفيدين من الريع متنوع المصادر.
بعيدا عن المدرسة، وقريبا من الشغل سيبدأ الموسم على إيقاع مبهم للحوار الاجتماعي بين النقابات الأكثر تمثيلية والحكومة و"الباطرونا" بعدما تعثرت سلسلة من الحوارات في مهدها سواء في عهد حكومة سعد الدين العثماني التي مر على تعيينها أكثر من سنة دون تحقيق المبتغى وسواء على عهد سلفه بنكيران حيث ظل السلم الاجتماعي مهددا بالزيادة في الأسعار دون زيادة في الأجور ومراجعة حقيقية للضرائب.
مع الموسم الجديد ننتظر كل جديد مع الوزراء والمسؤولين الجدد الذين تم تعيينهم في مناصب أكثر حساسية وعلى رأسها الاقتصاد والمالية والمراكز الجهوية للاستثمار، لتضع في مفكرتها أولوية ضمان استقرار السلم الاجتماعي قبل الانتعاش الاقتصادي. ننتظر أيضا أن يكون الموسم التشريعي والقضائي والدستوري باعثا على التطوير والحداثة في كل المرافق والقطاعات، لكن أيضا في صالح استقرار المجال الاجتماعي وهو المجال الذي أصبح مخيفا، وإلا لمَا قال عنه جلالة الملك في خطابه الأخير "أحس أن شيئا ما ينقصنا في المجال الاجتماعي"..
بقلم/ عفري محمد
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|