|
|
من حكايات الثنائي المرح البقالي ومجاهد ... قصة الكاريكاتير الذي كشف الفضيحة
أضيف في 02 غشت 2018 الساعة 29 : 16
من حكايات الثنائي المرح البقالي ومجاهد ... قصة الكاريكاتير الذي كشف الفضيحة
يسعى يونس امجاهد وصاحبه عبد الله البقالي، الثنائي المتحكم في نقابة الصحفيين على مدى متواصل ناهز ربع قرن، إلى تنصيب نفسيها، ضدا على المهنيين والرأي العام، على عرش المجلس الوطني للصحافة، المنتظر منه/ منهما، العمل على "تطوير حرية الصحافة والنشر، والعمل على الارتقاء بالقطاع، وتطوير الحكامة الذاتية لقطاع الصحافة والنشر بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية"، كما ينص على ذلك بوضوح القانون المنظم للمجلس.
من الذاكرة القريبة نسوق اليوم للقراء قصة من "ألف حكاية وحكاية" من حكايات "الثنائي المرح"، على أمل أن يبادر الجميع من النقابيين والمهنيين ومن العموم، ممن يتوفرون على قصص مماثلة تتصل بالمعنيين، حتى يمكن جمعها في مجلد يليق بالقراءة الجادة والاحتفال. هي دعوة مفتوحة نتمنى أن تجد الاستجابة المرومة.
ونبدأ بحكاية أولى:
عند بدء الحملة الانتخابية لانتخاب المجلس الوطني للصحافة، دعا الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، السيد يونس امجاهد، إلى إنشاء صفحة خاصة على موقع الفيس بوك، حملت عنوان: "مهنيو الصحافة والإعلام"، على أساس أن تظهر كصفحة لا صلة لها مباشرة بالنقابة، وبالتالي يمكن أن تساعد في تصريف الضربات تحت الحزام للخصوم، وتكون منصة للقذائف الموجهة لأشخاص محددين. ما دام البقالي وامجاهد صرحا أنهما "يحترمان كل الاحترام الزملاء المرشحين في اللائحتين المتنافستين، ولن ننساق إلى الرد على أي انتقاد أو شتيمة، امتثالا للأخلاقيات التي يجب أن نتحلى بها".
يمكن اعتبار الأمر عاديا، ولا يثير أي جدال، لكن ما يرويه أحد الزملاء ممن تم تعيينهم لإدارة تلك الصفحة، إلى جانب آخرين من خارج النقابة ومن خارج المهنة أيضا، أنه وفي إطار تنشيط الصفحة المذكورة وتنويع مواضيعها، قام الشخص المعني بنشر كاريكاتور عالمي، يتناول بذاءات برامج التلفزيون وحشوها لرؤوس المشاهدين بما يسميه الجمهور المغربي بـ"نفايات قنوات الصرف الصحي".
في الجانب الآخر كان "الأخ الأكبر" (حسب توصيف الروائي العظيم جورج أورويل)، يراقب ويحصي النقرات واللايكات والأنفاس. ما أن ظهر الرسم الساخر على الصفحة حتى حرك يونس امجاهد التليفون على وجه السرعة وقصوى الانفعال مطالبا بحذف الرسم. والتبرير هو: "أن الزملاء في التلفزيون سيقرؤون الرسم قراءة ليست في صالحنا، خصوصا ونحن في حملة لاستقطاب الأصوات. سيؤولون الرسم أنه ضدهم".
لم يكن مدير الصفحة في حاجة لمزيد من الشرح، كيف لا وثقته في الأمين العام كبيرة ولا لبس فيها. هكذا بنقرة حاسمة سيتم محو الرسم ورميه في سلة المهملات، ليختفي من الشاشة، كأنه لم يكن.
وبعد انفضاح السحر وانقلابه على الساحر، وبعد انكشاف التلاعب بإرادة الصحفيين الذي قام به امجاهد والبقالي، انحلت عقدة الألسن، وانتشرت العديد من القصص والحكايات عن مؤامرة "الثنائي المرح" وتضليله. وعادت الذاكرة بمدير الصفحة المذكورة إلى قصة الرسم الكاريكاتوري، الذي طالب يونس امجاهد بحذفه قبل أن يطلع عليه أكبر عدد من المتتبعين.
لقد أدرك الراوي متأخرا، أن "العدد الكبير من المتتبعين" كان يختزل في شخص واحد، اسمه فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام لما يسمى بالقطب العمومي للتلفزيون في المغرب.
إذ لم يعد سرا الآن، أن الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة، (نعم يونس امجاهد لا غيره) قدم ملف ترشيح السيدة زوجته مونية بلعافية على رأس القناة الرابعة، لخلافة الزميلة ماريا لطيفة التي رحلت عن دنيانا في الفترة الأخيرة. وبالتالي فمن غير اللياقة، وآداب السلوك الانتهازي، إثارة قلق أو غضب السيد الرئيس المدير العام، وهو ما أكده رئيس النقابة بضرورة تجميد العمل النقابي داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حتى ينجلي غبار معركة الحملة الانتخابية، وبالفعل لم ينس البقالي وامجاهد التنويه بإدارة التلفزيون وعدم تدخلها أو عرقلتها للحملة الانتخابية الخاصة بالنقابة.
ألا يدخل مثل هذا التصرف في نطاق التحريف والتضليل ولي عنق الحقيقة حتى تتلاءم مع الأهداف التي تتوافق وأهداف الجهة الصادر عنها؟
إنها قصة من حكايات عديدة، توضح لمن في حاجة لتوضيح، مدى الكذب الصارخ والتضليل السافر وتجييش المشاعر والعواطف الملتهبة وممارسة سياسة استغباء مناضلي النقابة والمهنيين.
من أين تأتي الحكمة والحكامة لمثل هؤلاء لقيادة مجلس يسعى إلى التخليق المهني؟
وختاما، نشير إلى أن القانون المنظم للمجلس الوطني للصحافة يشترط على المرشحين للعضوية فيه "ألا تكون قد صدرت في حقهم عقوبات تأديبية أو مقررات قضائية مكتسبة لقوة الشيء المقضي به من أجل ارتكاب أفعال لها علاقة بمجال اختصاص المجلس".
ومجتمعنا يعج بالفالتين من العقاب، لكونهم يتقنون فن الإفلات من المساءلة والعقاب، ويتمتعون بمواهب مضللة تجعل الناس يثقون بأقوالهم.
لكن إلى متى؟
إنها النهاية. ويا لها من نهاية لا تشبه نهايات الأفلام الهندية.
هشام البراق/ صحافي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|