|
|
هل تخطط "الجماعة والبيجيدي" لإنشاء حزب إسلامي في إسبانيا؟
أضيف في 16 يوليوز 2018 الساعة 58 : 23
هل تخطط "الجماعة والبيجيدي" لإنشاء حزب إسلامي في إسبانيا؟
ما زالت بعضُ التنظيمات الإسلامية المغاربية تبحثُ عن منفذ لها تكثّف منْهُ حُضورها داخل الدول الأوروبية، التي تسْتوطنُها جالية كبيرة من المسلمين العرب، فقد ذكرتْ منابر إسبانية، نقلا عن مصادر أمنية، أن "جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية وحركة النهضة التونسية تخطط سويّاً لإنشاء حزب سياسي بإسبانيا".
وذكرت جريدة "إل موندو" الإسبانية، في قصاصة حديثة لها، أن"التنظيمات الإسلامية المغاربية أصْدرت تعليماتها لأتباعها الموجودين بالديار الإسبانية بالانضمام إلى شبيبات الأحزاب الإسبانية بجميع إيديولوجياتها؛ بهدف كسب الخبرة لخوض معارك انتخابية في السنوات القادمة"، مضيفة أن "هذه التحركات تستهدف الشباب المسلم الإسباني، خاصة طلاب الجامعات".
وأشار المنبر الإسباني ذاته إلى أن "الاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية"(Feeri) ، المؤلَّف من أكثر من 200 جمعية، عقد العديد من الاجتماعات، التي تناولت موضوع إنشاء حزب إسلامي تُرشده العدل والإحسان، آخرها كان سيعقد منذ شهر في برشلونة، وهو الأمر الذي ينفيه قياديو هذا الاتحاد، رغم اعترافهم بأنهم يتلقون منذ عام اقتراحات حول إنشاء حزب مسلم".
وفي هذا الصدد، اسْتبعد الباحث في الحركات الإسلامية، إدريس الكنبوري، سماح السلطات في إسبانيا بإنشاء حزب إسلامي، مُرجعاً السبب في ذلك إلى وجود "حساسية خاصة لدى الإسبان من أي تنظيم ذي طابع ديني". وتابع: "خلال السنوات الأخيرة أصبحت هذه الحساسية كبيرة جدا بسبب مواقف تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" حيال تاريخ الأندلس وقضية سبتة ومليلية، حيث أصبح التخوف كبيرا من كل ما هو إسلامي".
وأشار الكنبوري إلى الجدل الكبير الذي حصل السنة الماضية في الجارة الشمالية بعد أن نشرت معطيات تفيد بتلقي حزب "بوديموس" دعما من إيران، وهي دولة إسلامية ذات نظام على أساس ديني؛ مضيفا أن "التاريخ الإسباني المعروف والماضي الإسلامي يجعلان البلاد، اليوم، أكثر حساسية تجاه أي تنظيم إسلامي".
وحول وقوف التنظيمات الإسلامية المغربية وراء هذه الدعوات، يوضح الكنبوري أن "حزب العدالة والتنمية يقود الحكومة المغربية، ومثل هذا قد يؤدي إلى مشكلة ديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بدعوى تغلغل الحزب في إسبانيا، ومحاولة لعب دور سياسي بتوظيف ورقة الإسلام".
"كما أن الحزب والعدل والإحسان بينهما خلافات في التصور السياسي والتربوي، وطبعا في طريقة تدبير الحضور الديني لكل منهما في إسبانيا"، يضيف الباحث في الدراسات الإسلامية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن "الجماعة تنظيم محظور في المغرب، ولديها وجود في إسبانيا، ونجحت في السيطرة على بعض الهيئات الجمعوية الممثلة للمسلمين هناك؛ وهي تبحث عن منفذ تكثف منه حضورها سياسيا كورقة ضغط خلفية على المغرب".
من جانبه، يرى الخبير في قضايا الإسلام والتطرف، حليم المذكوري، أن "هذه التنظيمات تريد خلق ملاذ بعد تراجع الدعم المخصص لها مؤخرا، وظهور بوادر طردها من مراكز القرار بحجة عدم الكفاءة".
وأضاف، في تصريح لهسبريس، أن "تأسيس أحزاب سياسية في أوروبا يمكن اعتباره نوعا من الاستثمار أو الضمانة؛ وهذا سيضر كثيرا بمسلمي أوروبا، الذين سيراهم غير المسلمين كطابور خامس يعيش بجسده بين ظهرانهم وبعقله وجوارحه في شمال إفريقيا، مما سيستغل إلى أقصى الحدود من طرف الأحزاب العنصرية، التي ازداد تأثيرها في السنوات الأخيرة". وأكمل قائلا: "كما سيشعل تأسيس مثل هذه الأحزاب الصراع بين الفرق الإسلاموية السلفية منها والإخوانية، مما سيؤثر سلبا على كل المسلمين، ويحولهم إلى هدف استقطاب ليس فقط من طرف الجماعات الإسلامية، بل كذلك من طرف دول مختلفة".
عن هسبريس / عبد السلام الشامخ
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|