|
|
حـــــــــــراك
أضيف في 08 يوليوز 2018 الساعة 16 : 00
حـــــــــــراك
كم انبهر لكونك لا تخلف الميعاد. تغيب لكنك تعود. لست ادري الى أين تتخذ لك وجهتك. عزمك ورغبتك الجامحة في التغيير ليس لها مثيل. ترحل فجأة دون أي استشارة. تتنحى لتبدأ حياة أخرى من جديد؛ في خضم محطة أنت ادرى بها، بعيدا عن فضاءك الصغير الذي ألفته منذ أعوام. تقفل راجعا إلى نفس المكان. يشدك إليه شدا خلال الأيام الربيعية الجميلة الهادئة الدافئة. المكان دونك يجتم عليه صمت رهيب، والليالي الشتوية الطويل القاسية تتعاقب على ايقاع هبوب الرياح، تتساقط إثرها الأوراق فاقعة اللون، تتناثر هنا وهناك، بعد أن كانت يانعة ورائعة طوال موسم انقضى. يتلوه ربيع بكل ألوان الاشراق، يضفي على الأمكنة بهجة وصفاء.
لقد طال غيابك وكاد صبري أن ينفذ. لكنك تقطع عني وثيرة ما ألم بي. تثلج رؤيتي لك صدري، تدب الحياة في جوارحي، تعيد إلي السكينة والثقة في نفسي، تغوص في أغوار عواطفي، ولا تخونني الكلمات في التعبير عما يخالج وجداني، وتلاحق و تترجم آلامي و أمالي .
يعلو بك خيالك في الأجواء الرحبة الشاسعة صباحا ومساء. لا تعي أن بجوارك فوق المنزل إنسانا يقتفي تحركاتك. ينشرح فؤاده، تزداد غبطته، تعظم طموحاته. يطلق لمخيلته العنان ترتفع، تتفادى النزول والارتطام بالغشاء الارضي بفنية و سلاسة. تتجه إلى الركن إزاء الجدار العنيد، الصامت الشاهد الوحيد الذي يحتضن ملجأك الى حين. وقبل أن يزحف الليل وتشرع النجوم في اللمعان، ترسل الاضواء من عالمها السحيق، تتوارى، تخضع لملاذك. لا تدري اني أدفع عنك وحشتك وأخفف عنك عزلتك، وأكن لك كل الوفاء. لا أحد تثير فيه هذا الانطباع، يبني كلامه انطلاقا منك واليك.
لا أخفي انبهاري لك وتعلقي بك بشغف ولهفة. اترقب رجوعك قبل أن يحل شهر فبراير المشهود الذي طبعته حركة غير مسبوقة منذ العشرين منه من أجل مستقبل تسود فيه المصداقية والشرعية. تقبر الى غير رجعة الرشوة والزبونية و المحسوبية. انت، لا شك راحل إلى جهة أخرى كما عوهد فيك، لا يهمك عدد النواحي، بل يشغل بالك طريقة تقطيعها، عسى أن تطوى صفحة جغرافية يقال انها غير نافعة. أخشى أن تتوالى الأيام سريعا و لم أتمم بعد ما أنا بصدده في هذا الظرف الحاسم الذي بصمته الحركات الشبابية تدعو إلى كثير من الإصلاح.
ها أنا أحاول التفرغ لك، لأنك عازم أن تغيب. سافتقدك لمدة اتمنى أن لا تطول. لكنك عائد تحمل الخبر اليقين، وقد قضى أمر ما تعرفه البلاد من حراك من أجل تجربة جديدة، تعطي الفرصة التاريخية للقدرات و الكفاءات الشبابية.
أزيلال الحرة/ ذ. حسن ايت زهرة
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|