"جنان الشريفية" بمراكش حي يعاني العزلة التامة في صمت
لم يكن يدور بخلد سكان حي جنان "الشريفية" أن يكون الحي الذي حلموا بالاستقرار فيه وتكوين أسرهم به على ماهو عليه الآن من أوضاع مزرية للغاية. ابتدأت الحكاية منذ شهر أبريل 2012 عندما أعلن" الشعبي للإسكان" عن انطلاق مشروع متكامل تتوفر فيه كل المرافق الأساسية، وسيستهل بشطر أول منه موجه للسكن الاقتصادي، فانطلقت عملية التسويق في ظروف مثالية والكل يتوقع لهذا المشروع أن يحقق نجاحا باهرا. لكن المفاجأة كانت كبيرة، و الحلم الوردي تحول إلى زيف، عندما استفاق السكان وقت تسليم الشقق سنة 2016 على حقيقة مرعبة وهو أن المرافق كانت وهما استخدم في تسويق المشروع و طعما لاصطياد المواطنين الذين استدان أغلبهم للحصول على هذه الشقة.
انكشفت حقيقة المشروع أخيرا، لم يكن إلا حيا معزولا عن مدينة مراكش وبعيدا عن مدارها بحوالي ستة كيلومترات، ولا يتوفر على مرفق واحد كما وعد به أثناء التسويق، غياب تام لأي مدرسة أو مسجد، أما الحمام و الملعب و المركز التجاري فمرافق لم تبرح مكانها في التصميم الورقي. وكل حاجة يطلبها المواطنون يتجهون لقضائها إلى حي "بوعكاز" البعيد بأكثر من ستة كيلومترات. وما زاد الأمر استفحالا هو تحويل قناة لتصريف مياه الأمطار إلى مصب لمياه الصرف الصحي لأحد الدواوير المجاورة للمشروع، مما حول حياة السكان إلى جحيم بفعل الروائح الكريهة المنبعثة، والانتشار الكثيف للحشرات و القوارض.
وقد تقدم السكان بطلبات و شكايات متعددة في الموضوع موجهة إلى الشركة العقارية المسؤولة عن المشروع من أجل تسوية كافة الملفات، ورفع الحيف الذي طال الساكنة دون أن يجدوا آذانا صاغية، لتظل الساكنة في معاناة شديدة مع العزلة التامة والغياب الكلي للمرافق، بعد مرور سنوات نفد فيها الصبر وبلغ السيل الزبى وأصبح الجميع يفكر في الاتجاه إلى القضاء، وفي خوض أشكال احتجاجية غير مسبوقة لرد هذه المظلمة الكبيرة وإرجاع الحق إلى أصحابه.
ويتساءل السكان عن دور الوزارة الوصية وهي وزارة السكنى والتعمير و سياسة المدينة والتي وضعت ضمن مخططاتها إقامة مدن وأحياء بمرافق متكاملة، لكن الملاحظ على أرض الواقع هو خروقات عديدة لدفاتر التحملات لا يدفع ثمنها إلا المواطن البسيط الذي لا يجد له نصيرا في مواجهة لوبيات العقار.
خالد الرضواني/ مراكش