|
|
حقوقيون يدافعون عن بوعشرين يضمون بينهم متهما بالقتل متابع أمام الجنايات
أضيف في 11 يونيو 2018 الساعة 44 : 19
حقوقيون يدافعون عن بوعشرين يضمون بينهم متهما بالقتل متابع أمام الجنايات
يمكن للجنة الحقيقة والعدالة للدفاع عن توفيق بوعشرين، الصحفي المتهم بالاتجار في البشر والاغتصاب والقوادة، أن تكون معقولة ومنطقية لو أضافت إلى جدول أشغالها التضامن مع عائلة أيت الجيد بنعيسى، الطالب اليساري الذي اغتالته الجماعات الإسلامية بداية تسعينات القرن الماضي، إذ مازالت العائلة تطالب بالمحاكمة العادلة وعدم الإفلات من العقاب خصوصا ما يتعلق بمحاكمة عبد العالي حامي الدين، القيادي في العدالة والتنمية، الذي يختفي وراء حزبه والمناصب التي يتولاها ومن خلالها يحاول الضغط على القضاء.
اللجنة المذكورة أبرز مثال للكيل بمكيالين، حيث تتضامن مع بوعشرين، لكن يوجد من ضمن المتضامنين الشخص المتهم بقتل أيت الجيد وهو صديق الصحفي المتهم الذي تجمعه به علاقة طويلة الأمد وغير معروفة الأهداف، وسكت أعضاء اللجنة يوم كان صوت العائلة يرتفع في الشارع وعبر الرسائل لتحريك القضية، بل يوجد من بينهم من لا يعرف له تاريخ في النضال، بل هو معروف بتاريخه في الريع مثل نور الدين عيوش صاحب الشركة المهيمنة على كل الإنتاج التلفزيوني.
ممارسة النفاق تفقد العمل النضالي قيمته وهيبته، ويصبح مجرد مزايدات فارغة لتراكم المصالح، ويتحول إلى أداة للضغط على السلطة ليس من أجل التنازل ولكن بهدف الحصول على امتيازات إضافية، فحقوق الإنسان لا تتجزأ وهي كل متكامل، ولا تقبل القسمة نهائيا، ومن سمح لنفسه التضامن مع صحفي متهم بالاغتصاب والاتجار في البشر كان عليه أن يتمم خيره ويتضامن مع عائلة أيت الجيد، الذي تفرق دمه بين قبائل الإسلاميين، وما زال المتهم بالقتل يصول ويجول، ورفاق الضحية ساكتون تحت عنوان "التحالف الإسلامي اليساري".
وللأسف الشديد فإن العديد من عناصر اللجنة المذكورة فضلوا السكوت عن جريمة قتل فقط لأن المتهم بالقتل هو قيادي في الحزب الحاكم، وهو جزء من منظومة كان ينتمي إليها بوعشرين نفسه ويحج إلى كعبتها اليوم الإسلاميون واليساريون والقوميون بعد أن خلعوا لباسهم الحقيقي وأصبحوا مجرد باحثين عن ابتزاز الدولة والقضاء.
الرأسمال الرمزي الذي يملكه حامي الدين هو نفسه الذي يملكه بوعشرين، يتم توظيفه اليوم في هذا التضامن البئيس في وقت يتم هضم حقوق آخرين من بينهم ضحايا المدير السابق لأخبار اليوم وعائلة أيت الجيد، ودون تبني قضية هذا الأخير تبقى اللجنة مجرد عملية تجميلية لمجموعة من الوجوه البشعة.
بوحدو التودغي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|