|
|
الدعوة إلى حل واقعي لنزاع الصحراء إعلان عن نهاية الحلول الوهمية
أضيف في 28 أبريل 2018 الساعة 05 : 00
الدعوة إلى حل واقعي لنزاع الصحراء إعلان عن نهاية الحلول الوهمية
قرر مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة تمديد بعثة المينورسو إلى الصحراء لمدة ستة أشهر مع دعوة أطراف النزاع للتحلي بالحكمة من أجل إيجاد حل سياسي، وركز المجلس في تكثيف يتم استعماله لأول مرة في قرارات المجلس على ضرورة إيجاد "حل واقعي"، بما يعني قناعة المجلس بانتهاء صلاحية الحلول الوهمية والحالمة، التي ما زالت تتشبت بها الأطراف الأخرى مع علمها بوصول مثل هذه الأطروحات إلى النفق المسدود.
لقد تشكلت قناعة لدى المنتظم أن الحلول التي كانت مطروحة في ثمانينات القرن الماضي لم تعد صالحة بشكل نهائي، ولقد أقرت الأمم المتحدة وقف إطلاق النار منذ سنة 1991، وتبعه مسلسلا من المبادرات كان آخرها مبادرة فالسوم، المبعوث الشخصي للأمم المتحدة الأسبق، الذي جاء عقب قرار المجلس سنة 2005، باستحالة الاستفتاء نظرا لصعوبة إحصاء الصحراويين، وبالتالي إطلاق دينامية البحث عن حلول عملية متفاوض عليها بين أطراف العملية، داعيا الجزائر وموريتانيا وإسبانيا البلد المستعمر السابق لأطراف من المغرب، بالمساعدة على البحث عن حلول.
وفي هذا السياق أطلق المغرب مبادرة الحكم الذاتي كأحد الحلول العملية والواقعية، ويؤكد مجلس الأمن في قراره اليوم على "الحل الواقعي"، بما يعني الابتعاد عن أحلام الماضي، التي انتهت لاستحالة تطبيقها على أرض الواقع، ودليلنا في ذلك أنه في قرار اليوم خلا من أي ذكر لتقرير المصير بما يعني أنه أصبح من الماضي البائد، وبما أن القضية في صيغتها القديمة دخلت النفق المسدود سنة 2005، وبالتالي فإن البديل والمخرج هو سياق الحكم الذاتي الأرضية الصلبة التي طرحها المغرب.
وعندما يدعو مجلس الأمن إلى الحل الواقعي فإنه لا يخرج عن نطاق الدعوة إلى الحوار حول الأرضية التي قدمها المغرب، أي الحكم الذاتي، وهو المقترح الذي حظي بدعم كبير من المنتظم الدولي.
الصراع اليوم يقتضي الواقعية السياسية، وقد انتهى عصر الطوباويات، والواقعية السياسية تحتاج إلى قراءة للواقع، والاعتراف بما هو موجود والبناء على معطيات الواقع، والمنطق يفرض التفاوض حول الصيغة لتنفيذ الحكم الذاتي لا غير وكان جلالة الملك محمد السادس قال في خطاب المسيرة الخضراء الذي ألقاه من مدينة العيون سنة 2015، إن الحكم الذاتي هو أقصى ما يمكن أن يمنحه المغرب.
وجاءت كلمة جلالة الملك خلال الإشراف على التوقيع على البرنامج التنموي الاستراتيجي للعيون، وهو البرنامج الذي تم رصد الملايير من أجل إنجازه، بما يعني أن المغرب الذي صرف الملايير في هذه الأرض لا يمكن أن يتخلى عنها بشكل نهائي ومهما كانت الظروف.
وينبغي الإشارة إلى أن دعوة مجلس الأمن إلى المفاوضات المباشرة ليست جديدة كما قد يتبادر إلى الأذهان، فهي دعوة تتجدد كل سنة منذ 2007، وهي في جوهرها توريط للجزائر للمساعدة في إيجاد الحل باعتبارها طرفا في النزاع وليست جزءا من الحل، ومنذ هذا التاريخ ظل مجلس الأمن يعتبر أن خيار المشاورات من شأنه أن يكون، هو الأفضل وأن مفاوضات دون شروط مسبقة لا تعني مفاوضات بدون مبادئ أساسية، ومن ضمن المبادئ هو أن المغرب لن يجلس مع مرتزقة هم مغاربة تم تضليلهم من قبل بومدين والقذافي.
بوحدو التودغي/ صحافي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|