|
|
هكذا سقط الوزير الخلفي في فخ الإشاعة الماسة بالسيادة الوطنية
أضيف في 23 مارس 2018 الساعة 46 : 17
هكذا سقط الوزير الخلفي في فخ الإشاعة الماسة بالسيادة الوطنية
فوجئ الكثير من الصحافيين والمهتمين بالشأن السياسي الوطني، بالجواب غير المُقنع والمبهم للسيد مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الخميس عقب الاجتماع الاسبوعي للمجلس الحكومي، وذلك ردّا على سؤال ملغوم لممثل وكالة "ايفي" الاسبانية حول إشاعات طلاق جلالة الملك من الأميرة لالة سلمى...
جواب السيد الوزير، كان بعيدا كل البعد عن الروح الدبلوماسية التي يجب ان يتحلى بها وزير في حكومة جلالة الملك وناطق رسمي بإسمها، فالرجل لا يعوزه التنميق والطلاقة اللسانية ولا حتى البلاغة إن أراد توظيفها في حديث، أو رد على سؤال ملغوم، كما هو الحال بالنسبة لممثل وكالة "إيفي" الإسبانية، لكن صحابنا إختار أن يرمي بالكرة في ملعب القصر الملكي الذي قال عنه الخلفي بأنه الوحيد الذي يمكن ان يجيب عن سؤال الصحافي، وهو ما يضفي على رد الوزير نوعا من الشكوك وترك الباب مفتوحا لمزيد من التأويلات والإشاعات وضمنها امكانية حدوث الطلاق.. فدهاء الوزير جعله يختار الباب السهل ليفرغ فيه حمولة الإشاعة وجعلها قريبة من الحقيقة.
إن مثل هذه الاسئلة، التي يكون منطلقها الإشاعة، والمستهدف منها هو رمز البلاد، يجب ان يكون الجواب عليها حذرا وحازما والمجيب، ونعني به الوزير، أن يكون متصفا بالحنكة السياسية والديبلوماسية والمهنية العالية، ما لا ينطبق على صاحبنا الخلفي ويفتقده عندما أراد من خلال جوابه أن يجعل الإشاعة، التي أطلقتها مواقع اسبانية تافهة وأخرى تابعة للمخابرات الجزائرية، حديث الساعة ويترك الباب مفتوحا أمام تخيلات وفرضيات وتأويلات أغلبها يزيد من صدقيتها وانتشارها أكثر مما هي عليه الآن.. فعندما يتعلق الأمر بالحياة الخاصة لأخ من إخوان السيد الوزير في الجماعة والحزب يكون رده حازما بقوله الماتور "إنها الحياة الخاصة للاشخاص" أما وأنها لسيد البلاد فهو يحيل اللغم على الديوان الملكي للإجابة، فبماذا يفسر السيد الوزير هذا التناقض.
ويذكرني قول السيد الوزير حينما قال في حوار مع جريدة الصباح قبل اسابيع، انه ليس وزير إطفاء... وربما أراد تطبيق وعده وقوله في هذه النازلة ليظهر للمغاربة أنه لن يطفئ نارا أشعلها الآخرون ولو كانت إشاعة تخص سيد ورمز البلاد.
كنت أتمنى لو أن الخلفي قطع الطريق على أصحاب هذا الكلام بتكذيبها ووضع حد لرواجها خصوصا وأنها تستهدف الحياة الخاصة لجلالة الملك..
وكلنا يتذكر تلك السخافات التي نُشرت حول صحة جلالة الملك بعد إجراء عملية جراحية ناجحة على القلب بباريس، والتي ذهب بعضها بكل حقارة إلى نشر إشاعة خطيرة كنا سباقين على مواقع التواصل الإجتماعي إلى دحضها وكشف أبطالها من خونة ومرتزقة ومخابرات جزائرية..
ثم ان صاحبنا الخلفي كان عليه ان ينتبه إلى حقيقة تاريخية مهمة، ونظن انه غير غافل عنها، وهي أن تاريخ الاسرة العلوية لم تشهد عبر العصور أن طلق سلطان علوي زوجته الأميرة التي هي بدورها أم لولي العهد.
إن طرح السؤال من طرف ممثل وكالة "ايفي" الاسبانية، دليل على أن من اختلق الاشاعة هم بعض الدوائر الاسبانية التي تكن عداء للمغرب والتي تتحرك بإيعاز من المخابرات الجزائرية.
ترى لو طُرح مثل هذا الأمر على مسؤول اسباني بخصوص إشاعة حول العاهل الاسباني، هل كان سيُسمح للصحافي صاحب السؤال بالمكوث في اسبانيا؟ هذا إن لم تتم متابعته قضائيا باعتباره "مراسل غير معتمد" كما هو الشأن للصحافي الريفي صاحب السؤال. فمن أذن لهذا المنتحل الصفة بأن يخترق الندوة الصحفية...
هل الوزير نفسه أم حاشته...ومن رتب معه السؤال الخطير، هل السيد الوزير وحده أم أطراف أخرى يعلم بها سيادة الناطق الرسمي باسم حكومة صاحب الجلالة.
بوحدو التودغي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|