|
|
الأكيد والكلام المفيد أنّنا سنعاني من "حصار" شديد
أضيف في 05 مارس 2018 الساعة 44 : 01
الأكيد والكلام المفيد أنّنا سنعاني من "حصار" شديد
فما إنْ عاد رئيسُ الحكومة المشؤومة، من مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في [الحَبَشة]، حتى وجد في انتظاره بمرّاكش يوم [30 يناير 2018] النّبِيَة [سَجَاح]، وأعني بها الشّمْطاء [فرانسواز لاغارد]، مديرة [صندوق النقد الدولي]، الذي حكم علينا بالفقر المؤبّد، والعجز المشدَّد، ينفِّذ أوامره ويحترم تعاليمَه، عملاء له، ونجباءُ في بلادنا، ممّا يسمَّون كذبًا وبهتانًا خُدّامَ الوطن الأمناء.. جاءت [النَّبِيَةُ] محمَّلةً بأوامرَ، وتعاليمَ، وَيْلٌ لمن خالفها، أو كفر بها من جلاَّدي بلادنا، ومجوِّعي مواطنينا، وناسفي آمالِنا، وناثري غَبَرةَ اليأس بسياستهم على وجوهنا؛ أولئك الذين باعوا البلد، وأتعسوا كلّ والدٍ وما ولد، وجعلوا الشعبَ يعيش في كَبَد، ويتجرّع كؤوسَ المرارة إلى الأبد.. وصلتْ [سَجَاحُ] إلى بلادنا، وأتَى الناسُ من كلّ فجٍّ عميق ليشهدوا منافعَ لهم، فخطبتْ فيهم، ورسَّختْ عقيدَتَها في قلوبهم، وأنذرتْهم من عقاب شديد، يطال كلَّ كافرٍ عنيد؛ لكنّهم كرّموها، وإلى العِنان رفعوها، وبما ليس فيها وصفوها، وعلى رأسهم [العثماني]، وقد أتت لتعاتبَهم على كذبهم، إذ ادّعوا أن [كَعْبَتَها] لا علاقةَ لها بسياستهم؛ فسفّهتْ بزيارتها كذبهم، وجالستْهم، ثم عاتبتْهم، ثم حذّرتْهم، وغضبتْ عليهم، وقالت: [كيف! أكلتُم تمري، وعصيتُم أمري!].
و[سَجَاح]، ومعها [مُسيْلَمة] الكذّاب، هما معًا نَبِيَا إلاهٍ، هو محدِّد الأرزاق، ومسوِّد الآفاق، ومُحْدِثُ الشِّقاق، والحَاثُّ على النفاق، ومُنَزِّلُ آياتٍ كاذبات على نَبيَّيْه [سَجَاح، ومُسيْلمة]، ومن كتابه ما تيسَّر من ذِكْرٍ، هو من وحي شيطان رجيم، جاء فيه بعد أعوذ بالله: [والـمُبْذرات زَرْعًا؛ والحاصدات حصْدًا؛ والذّاريات قَمْحًا؛ والطّاحنات طحْنًا؛ والخابزات خُبزًا؛ رِزْقًا للّذين يؤْمنون]، اُنظرْ [تاريخ الطّبري]؛ جزء: 02؛ صفحة: 276.. وفعلاً جاءت [سَجَاح] لتطحن الأمّة طحنًا، وتوفّرَ خبزًا لأتباعها الذين يؤمنون بها، ويُطيعون أوامرَها، ويهتدون بهدي إلاهها، وتحْكم بالجوع على شعب كفر بها، وبإلاهها، وبدينها، وكعْبتها، وكتابها؛ فتوعّدتْه بالويل والثُّبور، وبالمغرب الأصفر القاحل، بدل المغرب الأخضر اليانع، فتبّا لها ولمن تبعها.
وأمّا الذين يحكِّمون تعاليمَ دينِ [مُسَيْلمة] الكذّاب، وقد قتلَنا كذِبُهم، وأضنانا حديثُهم، ونسف خيرات بلادنا نَهْبُهم، باسم إصلاحٍ أملاه [مُسَيلمة وسَجَاح]؛ فقد خاطبهم كتابُهما الكاذب، إذِ الكذبُ صار لديهم دينًا ومَسْلكًا، وعقيدةً، إذ تُلِيَ عليهم كتابُ ربِّهم الكذّاب الذي نَبيّتُه [سَجَاح]، ونبيّه [مسَيْلمة] الكذّاب: [إنّا أعطيناك الجواهر؛ فصلِّ لربّك وهاجِرْ، إنّ شانِئَكَ هو الكافر] اُنظرْ: [البرهان في علوم القرآن] لصاحبه [الزَّرْكَشي]، جزء: (02)؛ صفحة: (93).. وفعلاً، فقد نال أتباعُهما الجواهر، ونَفّذوا فينا تعاليم إلاه [سَجَاح ومُسَيْلمة] العصر، فأحرقونا بنار المحروقات، وفجّرونا بغاز (البوطات)، وهشّموا ضلوعَنا بقوالب السكر، وحوّلوا المغرب إلى معتقَل كبير يذكّر بمعتقلات [دَاشُو، وأُوشويتْز] أيام النازية؛ وأَسْمَعونا أكاذيبَ [غُوبَلز] ثم جعلوا من التدمير سياسةً، أسْمَوْها كذبًا التدبير؛ لكنهم أصلحوا أحوالهم، ودَبَّروا أمورَهم، فصاروا بيد يذبِّحون، وبيد أخرى على الشاشة يسبِّحون، وتلكم خصالُ المنافقين..
لكنْ نسوا قولَ ربّنا الكريم، الواحدِ الأحد، لا شريكَ له في مُلْكِه، إذ قال في كتابه العزيز: [إنَّ الله لا يهدي مَن هو مُسرِفٌ كذّاب]. صدق الله العظيم. فأمّا الإسراف، فقد رأيناه، وشهدنا عليه؛ وأمّا الكذب فقد سمعناه، وعانيْنا منه؛ ولكنْ ماذا عساك تنتظر من جُفاة طُغَام، جُمِعُوا من كلّ أَوْب، ولقِّطُوا من كلّ شَوْب؛ سياستُهم نفاق، وأغلبيتُهم شِقاق؛ وأعمالهم زُعاق؛ هم من أحزاب أهلكتِ الحرثَ والنسْلَ، واستفردتْ بخيرات البلاد، مالئُون منها البطون، وشارِبون شُرْبَ الهيم؛ فصدقتْ في حقِّهم دعوةُ النبي الكريم: [لا أشبعَ الله بُطونَكم]. فما كانت الديموقراطية التي يدّعونها إلاّ كلامًا فارغًا أخطأتْ به الأقلام، وتوهّمتْه الرجال، وزيارة [سَجَاح] لبلادنا، تبيّن بالواضح ما ستكُونُه سنة [2018]، وما سيعانيه شعبُنا، وما سيقاسيه من فقر، وذُلٍّ، ومرض، وجوع، وغلاء، وبطالة، في معتقل كبير اسمُه [المغرب].. فالأكيد، والكلام المفيد، هو أننا سنعاني من حصار شديد يشبه حصارَ [ستَالينْغراد]؛ فلا ماء، ولا خبْز، ولا حطب..
يعزُّ غَنِيُّ النّفْسِ إنْ قلَّ مالُه * ويغْنى غَنيُ المالِ وهو ذليلُ ولا خيرَ في سياسة وزيرٍ مُتَلوِّنِ * إذا الريحُ مالتْ، مالَ حيثُ تَميلُ جوادٌ إذا استغنيتَ عَنْ طلبِ حقّكَ * وإن اشتكيتَ الفقرَ عَنْكَ بخيلُ وما أكثرَ الوزراءَ حين تعدُّهم * ولكنّهم في خدمة الشعب قليلُ.
بقلم/ فارس محمد
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|