الحزب الحاكم يعجل بإيصال خدعة " أبريل " قبل موعدها الى ساكنة أيت عبدي بأزيلال " والله إنعل لما يحشم "
" الله إنعل لي ميحشم"..، هكذا أشرع في مقالي المتواضع عن استغرابي الشديد من عقد وفد من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة ويسير شؤون البلاد والعباد، للقاء إختار له المنظمون ما أسموه ضحكا على الدقون " لقاء تواصلي جاء تلبية لطلب ساكنة زاوية أحنصال و إميضر بأيت عبدي"، بهدف أي " علاش جاو" وهم يقودون الحكومة من البنكيرانية الى العثمانية"، من أجل الوقوف على حجم المعاناة والعزلة التي تعيشها ساكنة المنطقة بفعل التساقطات الثلجية الكثيفة وموجة البرد القارس..
بداية وقبل الخوض في غرابة الزيارة، أود طرح سؤالين بسيطين ألا وهما: هل تعلم ساكنة إميضر بايت عبدي أو قبائل الرحل من يقود الحكومة ومن هو اليوم في موضع تسيير للبلاد ومحل مسائلة..؟ ربما لا..، وماذا قدمت لها الحكومتين " البنكيرانية والعثمانية من تنمية؟
أشاع أتباع حزب "البيجيدي" الذي يقود الحكومة بعد هذا اللقاء بالمغرب العميق، أنه حظي بالشكر والتقدير من قبل ساكنة كل من زاوية أحنصال و إميضر أيت عبدي بعد استجابته لطلبهم رغم صعوبة التنقل إلى منطقتهم في مثل هذا الوقت من كل سنة، ملتمسين منهم نقل همومهم ومعاناتهم وإيصالها لكل المسؤولين لرفع العزلة عن هذه المناطق التي عاشت التهميش لعقود من الزمن...
هل هذا الحزب المشكور " المكعور" الذي يتحدثون عنه هو حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة في المغرب، أم هو حزب في دولة أو قارة أخرى.." الله إعطينا وجهكم" .
إن فرضنا أن ما أشاعته ساكنة أيت عبدي من الشكر لهذا الحزب صحيح، يكون الجواب عن السؤال الأول واضحا، كونها لا تعلم بتاتا من يقود الحكومة ومن هو في موضع تسيير لشؤون البلاد والعباد يقتضي مسائلته ومحاسبته. وعليه، ماذا قدم حزب العدالة والتنمية لهذه المناطق الصعبة جغرافيا ومناخيا و الواقعة بتراب إقليم أزيلال؟
بالأمازيغية وبالعربية تعرابت الحزب الحاكم حصيلته " أزوو أو البرد" الجواب بسيط...
لولا الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و مجهودات المجلس الإقليمي وعمالة أزيلال ومصالح أخرى إقليمية وجهوية...، ما كانت مناطق أيت عبدي التي عرفت مؤخرا عبر وسائل الإعلام المحلية، وسكانها معروفين بالترحال بعثا عن الاراضي الخصبة لرعي قطعان مهمة من الماشية، أن تحظى بكثرة الإستقبال والإهتمام من قبل السلطات الإقليمية بمقر عمالة الإقليم، وبإنجاز الطرق المعبدة والمسالك الرابطة بينها وبين جماعات الإقليم، أو بينها وبين إملشيل بإقليم ميدلت أو في اتجاه إقليم تنغير.
مشاريع كثيرة وكثيرة كالمدارس الجماعاتية وغيرها من الخدمات والمساعدات، لم يسجل التاريخ أن قدمت الحكومة البنكيرانية، ولحدود الساعة الحكومة العثمانية شيئا يذكر للمناطق النائية والصعبة جغرافيا، سوى بيع الكلام بتنظيم من مثل هكذا لقاء ودغدغت مشاعر هؤلاء الناس البسطاء الذين لا يفقهون مراوغات السياسة وأساليبها، فالحزب بينه وبين الصراحة والمكاشفة عرض السموات والأرض، وهم الذين يجهرون بمرجعيتهم الإسلامية..
هل سمعتم يوما عن برنامج أو مخطط حكومي ضخم يجهر به حزب " المصباح"، هيكلي خاص بالجبل يقدم الجواب الشافي عن مطالب ساكنة هذه المناطق النائية؟ طبعا لا، هل سمعتم ببرنامج مكثف من المساعدات التضامنية والتدخلات الحكومية الصرفة والحاسمة، طبعا لا، وقد يكون بطلها هذا الحزب الهمام الضالع في سحق القدرة الشرائية للمواطنين وخلق الأزمات، وبخلاف ذلك، كانت المبادرات الملكية للتخفيف من معاناة الساكنة واضحة وضوح الشمس، فكفى من در الرماد في أعين البسطاء، يكفيكم الترنم بما حظيتم به من خيرات البلاد والعباد، مناصب ومكاسب...
حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة منشغل بسباق المنافع والمواقع وتقريب المقربين والبحث لهم عن مناصب، إما في خرائط الأحزاب أو في خريطة الوظيفة العمومية، والتحكم في الدواوين والمؤسسات الكبرى، دون أن يعد العدة لفصل الشتاء والثلوج كل سنة بجبال المغرب عامة وبإقليم أزيلال خاصة، ولا سمعناه عقد لهذا الغرض مؤتمراته ونفذ خطاباته.. " الحاصول أزوو أو البرد باللغة العربية".
لكن، ماذا عن وزارة تضامن الحقاوي إزاء ساكنة مغربنا العميق، هل من جديد؟
الجواب في مقال للزميل الصحفي المقتدر محمد فارس، مما حاء فيه: "...كنتُ وما زلتُ من أشرس الرافضين لتولّي [البيجيدي] تدبيرَ أمورنا، وتسييرَ شؤوننا، لمعرفة مسْبقة بمكْر، وكذِب، ونفاق من يستعملون الدّينَ ليشتروا به ثمنًا قليلا، كالمناصب، والمكاسب، والامتيازات؛ فما أفلحتْ أمّةٌ ولّت أمرَها مَن يدّعون الدين، ويتظاهرون بالورع، والتقوى؛ فمنهم كما قال السيد [المسيح] عليه السلام: [يُصفّون الماءَ من القَشّة، ويبتلعون الجمل.].. وقال في حقهم شاعر: مَا هُم رجالُ الله فيكم * بلْ هُمُ القومُ الأباليس.. والآن أثارت واحدةٌ منهم، زوبعةً، عندما قالت إنّ من يكسب (20) درهما، فهو غير فقير... بذلك ستعلّمنا الحقاوي كيف نعيش بـ(20) درهما، ... كنّا سنصدّقها إذا بدأتْ بنفسها؛ ولكن هيهات! فـ(الحقاوي) تتقاضى من الخزينة أكثر ممّا تحتاج، وما زاد عن الحاجة فهو سرقة في الإسلام الذي تدّعيه، وبه كذبتْ، وأغْوت البسطاء.. وخلاصة القول، إن (البيجدي) هو دار الزّلات، والعيوب؛ والعيب إذا صدر من دار العيب، فلا يعتبر عيبًا؛ فأعرضُوا عنهم، ذلك خيرٌ لكم".
أزيلال الحرة/ أورحو بنعيشة